دمشق /وكالة الصحافة اليمنية//
في تصعيد غير مسبوق، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، غارات جوية عنيفة استهدفت مبنى هيئة الأركان العامة السورية في قلب العاصمة دمشق، ما أدى إلى تدميره بشكل شبه كامل، وسط حالة من الذهول والهلع، خصوصًا أن القصف وقع أثناء بث مباشر للتلفزيون الرسمي السوري.
وتداولت وسائل إعلام محلية وناشطون مقاطع فيديو توثق اللحظات الأولى للغارات، والتي تزامنت مع نشرة الأخبار المسائية على القناة السورية الرسمية، حيث ظهرت المذيعة وهي تصرخ وتقفز من المقعد بعد سماع دوي الانفجارات القوية خلفها، قبل أن يقطع البث بشكل مفاجئ.
التلفزيون يوثق الضربة “دون قصد”
وبحسب المشاهد التي انتشرت على نطاق واسع، فقد تم توثيق صوت الانفجارات القوية والارتجاجات في الاستوديو بشكل حي، حيث بدت المذيعة في حالة صدمة، وتُسمع في الخلفية أصوات صراخ وتحذيرات من الطاقم التقني لمغادرة المكان فوراً.
وعلّق ناشطون على المشهد بوصفه “لحظة غير معتادة” تكشف حجم الصدمة داخل النظام السوري من الضربة التي استهدفت أحد أكثر المقرات الأمنية والعسكرية تحصيناً في العاصمة، والذي يبعد أمتاراً فقط عن ساحة الأمويين ومبنى القيادة العامة.
صمت رسمي وتحليق مكثف
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع السورية أو القيادة العامة للجيش بشأن استهداف مبنى هيئة الأركان، في حين شوهدت سيارات إسعاف وإطفاء تتجه بسرعة إلى المنطقة المستهدفة، وسط انتشار أمني مكثف وإغلاق لعدد من الشوارع المحيطة.
في المقابل، حلّقت طائرات الاحتلال الحربية على علو منخفض في سماء دمشق وجنوب البلاد خلال تنفيذ الضربات، وفق شهود عيان، ما زاد من حالة الترقب والهلع في أوساط السكان.
ويرى خبراء عسكريون أن استهداف مبنى هيئة الأركان العامة في هذا التوقيت ومكانه الرمزي، يحمل دلالة سياسية وعسكرية قوية، ويُعد رسالة صريحة من حكومة الاحتلال إلى دمشق، مفادها أن لا منطقة آمنة من عملياتها العسكرية، حتى داخل النطاق السيادي لأكثر المنشآت تحصيناً.
كما اعتبر محللون أن توثيق القصف عبر بث مباشر للتلفزيون الرسمي يُعد ضربة إعلامية قاسية للنظام السوري، الذي دأب في السنوات الماضية على إنكار حجم الخسائر التي تخلفها الغارات الإسرائيلية المتكررة.
تصعيد متواصل
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد وثق أكثر من 70 ضربة “إسرائيلية” منذ مطلع العام 2025، استهدفت مواقع عسكرية ومخازن أسلحة في مختلف المحافظات السورية، وأسفرت عن مقتل عشرات العناصر من الجيش السوري والمجموعات المتحالفة معه، بينها مقرات لميليشيات موالية لإيران.
وتعد هذه الغارة، التي طالت أعلى مؤسسة عسكرية تنفيذية في سوريا، واحدة من أخطر الضربات التي تتعرض لها دمشق منذ سنوات، لا سيما مواقع سيادية عليا داخل عمق العاصمة.