أبو عبيدة: سنواصل استنزاف الاحتلال.. واليمن قدمت ما عجزت عنه جيوش العرب

غزة/وكالة الصحافة اليمنية//

في خطاب جديد حافل بالرسائل السياسية والعسكرية، أكد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الجمعة، أن المقاومة الفلسطينية تواصل معركتها البطولية في قطاع غزة رغم مرور أربعة أشهر على استئناف الاحتلال عدوانه الوحشي على القطاع، مشدداً على أن “العدو الصهيوني لم يكن ليُمعن في جرائمه لولا صمت الأنظمة الرسمية وضمانه للإفلات من العقاب”.

“حجارة داوود” في مواجهة “عربات جدعون”

أبو عبيدة كشف في كلمته، أن الاحتلال الإسرائيلي أطلق خلال الفترة الماضية عملية عسكرية أسماها “عربات جدعون”، محاولاً إسقاط أساطير توراتية على عدوانه، فيما ردّت المقاومة بعملية مضادة حملت اسم “حجارة داوود”، في إشارة إلى مواجهة أسطورية معاكسة.

وأكد أن مقاتلي القسام وفصائل المقاومة تمكنوا خلال هذه الفترة من إيقاع “المئات من جنود العدو بين قتيل وجريح، والآلاف منهم باتوا يعانون من أمراض نفسية وصدمات متراكمة”. كما أشار إلى أن المقاومة حاولت تنفيذ عدة عمليات أسر للجنود، في إطار سعيها لتوسيع معادلات الردع والاستنزاف.

المقاومة تفرض معادلات جديدة

وقال أبوعبيدة: “نقاتل بإيمان منقطع النظير وبأس شديد، ونواجه جيشاً مدججاً بدعم دولي بلا حدود”، مشدداً على أن المقاومة “جاهزة لمواصلة معركة استنزاف طويلة مهما كان شكل العدوان وخطط الاحتلال”.

وفي رسالته للاحتلال، أوضح: “إذا اختارت حكومة العدو استمرار حرب الإبادة، فهي تقرر تلقائياً استقبال المزيد من جنائز الجنود والضباط”.

اليمن في قلب المعركة.. وتحية لأنصار الله

 

وفي لفتة تقديرية بارزة، خصّ أبو عبيدة اليمن وشعبه بالثناء، قائلاً: “نتوجه بالتحية لشعبنا العزيز في يمن الحكمة والإيمان، ولقواته المسلحة، ولإخوان الصدق أنصار الله”، واصفاً إياهم بأنهم “فرضوا على العدو جبهة فاعلة أقامت الحجة على القاعدين والخانعين”.

كما وجّه التحية لكل أحرار العالم الذين “يحاولون كسر الحصار ورفع الظلم عن أهل غزة رغم المخاطر”.

اتهامات للأنظمة بالصمت والتخاذل

لم يتردد أبو عبيدة في تحميل الأنظمة العربية والإسلامية مسؤولية الصمت والتواطؤ، قائلاً: “قيامنا بواجبنا لا يعفي أمة المليارين من واجبها.. ألا تستطيع أمة كبيرة أن تُدخل الطعام والدواء للمجوعين في غزة؟”

وأضاف أن “العدو ارتكب الإبادة لأنه أمن العقوبة وضمن الصمت، واشترى الخذلان من الأنظمة الرسمية”.

المفاوضات وملف الأسرى

وعن ملف المفاوضات غير المباشرة، قال الناطق باسم القسام إن المقاومة تدعم موقف الوفد الفلسطيني بالكامل، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي رفض عدة عروض لمبادلة الأسرى، وأن المقاومة عرضت صفقة شاملة تتضمن تسليم كافة أسرى العدو دفعة واحدة، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت، لأنها “ليست معنية بأسرى من جنودها”.

وأكد أن المقاومة لن تضمن العودة إلى صيغ الصفقات الجزئية مستقبلاً، في حال استمرار تعنت العدو في جولات التفاوض الحالية.

انزلاق العدو نحو النازية

وصف أبو عبيدة الاحتلال بأنه “يهرب نحو جرائم الحرب والعقاب الجماعي والتطهير العرقي”، وقال إن “العدو يقدم مخططات لإقامة معسكرات اعتقال نازية تحت مسميات إنسانية كاذبة”.

وأكد أن “الصهاينة يريدون إسقاط عقدهم النفسية على شعبنا، ويتفننون في تعذيب الأبرياء”، مضيفاً: “أفعالهم هي سبب الكراهية الفطرية لهم لدى أمم العالم”.

واختتم أبو عبيدة كلمته بالتشديد على أن كتائب القسام وفصائل المقاومة لن تتراجع عن خيار القتال مهما بلغت التضحيات، قائلاً: “سنقاتل بحجارة الأرض.. ولن تحمي العدو دباباته من حمم الموت التي صنعتها أيدي المجاهدين”.