المصدر الأول لاخبار اليمن

اشتباكات دامية غرب السويداء تخرق الاتفاق الصهيوني السوري

دمشق/وكالة الصحافة اليمنية//

تشهد محافظة السويداء جنوب سوريا توترًا غير مسبوق مع تجدد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مسلحين عشائريين وفصائل محلية درزية غرب المدينة، رغم الإعلان عن هدنة سابقة بين الطرفين.

وبحسب مراسل “نورث برس”، فإن الهدنة الهشة تعرضت لخرق كبير، في ظل استمرار القتال داخل المدينة وامتداده إلى قرى في ريف المحافظة.

ووفقًا لشهادات سكان محليين، فقد شنت مجموعات مسلحة تنتمي للعشائر البدوية هجومًا مباشرًا على مبنى محافظة السويداء ومقر قيادة الشرطة وسط المدينة، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة دفعت العديد من الأهالي لإطلاق مناشدات عاجلة لوقف إطلاق النار وتحييد المدنيين.

في هذا السياق، قال الشيخ فادي بدرية، المتحدث باسم “جبل العرب”، في تصريح لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية: “الاشتباكات ما تزال مستمرة حتى الآن، ونتعرض لقصف عنيف من مختلف المحاور، بما في ذلك هجمات صاروخية وقنص مباشر داخل أحياء المدينة.

وأضاف: نحن محاصرون منذ عشرة أيام، ولا تصلنا أي إمدادات إنسانية، ومع ذلك نخوض مقاومة شرسة، ونعيد السيطرة على المواقع التي تم خرقها”.

تواطؤ أمني

واتهم بدرية “الأمن العام” التابع لحكومة دمشق المؤقتة بالتواطؤ مع المهاجمين، قائلاً إن عناصره دخلوا السويداء كـ”طرف معتدٍ”، وليس كقوة فصل كما ادعوا،

وأضاف: “لقد ارتُكبت عمليات نهب وسرقة لمنازل ومحال تجارية تحت أعينهم.

وتابع: “كما أن لدينا بطاقات تعريفية لمقاتلين أجانب، من بينهم شيشان وتركستانيون، إما قُتلوا أو أُسروا خلال المعارك”.

وفي سياق متصل، أكد ناشطون أن عناصر محسوبة على قوات تابعة للعشائر تمكنت من السيطرة على قرية التوينة في ريف السويداء، ما ينذر بتوسع رقعة الاشتباك في الأيام المقبلة.

تحذيرات من نوايا “إسرائيلية”

يأتي هذا التصعيد في وقت حذر فيه مهتمون بالشأن السوري من محاولات إسرائيلية لإشعال الصراع الطائفي جنوب البلاد، بهدف التمهيد لتدخل عسكري بذريعة “حماية الدروز”، وهو ما يتقاطع مع تحليلات سابقة حول رغبة حكومة الاحتلال في إعادة رسم خرائط النفوذ في الجنوب السوري.

ضحايا مدنيون

المرصد الديمقراطي السوري لحقوق الإنسان كشف أن الاشتباكات أودت بحياة القسيس خالد مزهر، راعي كنيسة “الراعي الصالح الإنجيلية” في السويداء، مع جميع أفراد أسرته، وعددهم عشرون شخصًا، بينهم والداه وإخوته وأبناؤهم.

القسيس القتيل، وهو من أصول درزية، كان قد اعتنق المسيحية قبل سنوات وظل يعيش في السويداء دون مضايقات من أبناء طائفته.

كما وثّق المرصد الديمقراطي، مقتل الطفلة إليانا سهيل عزام طعنًا بالسكين، وهي من عائلة درزية معروفة، ما أثار صدمة واسعة بين الأهالي، في ظل تصاعد المخاوف من استهداف المدنيين على خلفيات طائفية.

موقف أهالي السويداء

من جانبهم، أكد أهالي السويداء في بيانات محلية أنهم تواصلوا مع بعض وجهاء العشائر البدوية الذين نفوا إصدار أي إعلان بـ”النفير العام”، وشددوا على أن العلاقات الاجتماعية المتجذرة منذ مئات السنين لا يمكن المساس بها، رافضين تحميل أبناء العشائر تبعات الصراع المسلح.

قد يعجبك ايضا