متابعات/وكالة الصحافة اليمنية//
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” أن الأحداث الأخيرة في قرية المزرعة الشرقية بالضفة الغربية تُظهر أن حتى الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الأمريكية ليسوا بمنأى عن الجرائم التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون.
القرية، التي يُعرف معظم سكانها بامتلاكهم للجنسية الأمريكية، شهدت الأسبوع الماضي مقتل شاب يبلغ من العمر 20 عامًا على يد المستوطنين، في تصعيد للعنف الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية. على الرغم من أن المزرعة الشرقية كانت لسنوات بمنأى عن أسوأ أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، إلا أن سكانها بدأوا يشهدون انتشار المستوطنين المسلحين وقوات الأمن الإسرائيلية في القرى المجاورة، محولين إياها إلى ما وصفه رئيس البلدية بـ”سجن مفتوح”.
وقد أفاد مسؤولون محليون وسكان أن المستوطنين بدأوا في الأشهر الأخيرة بالظهور في الحقول المجاورة، حيث يمتلك العديد من أهالي المزرعة الشرقية أراضيهم. وأشاروا إلى أنهم أصبحوا فجأة غير قادرين على الوصول إلى مئات الأفدنة من بساتين الزيتون، التي كانت تُعد وجهة مفضلة للنزهات المسائية، حيث قام المستوطنون بإغلاق الطرق وطرد من حاول الدخول.
ورداً على ذلك، قرر أهالي القرية المقاومة، وبدأوا بالتجمع بعد صلاة الجمعة في الحقول الواقعة بين المزرعة الشرقية وقرية سنجل المجاورة، في خطوة تهدف إلى إظهار القوة. يعكس كفاحهم هذا صراع مناطق أخرى في الضفة الغربية، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن عنف المستوطنين الإسرائيليين هذا العام قد بلغ ذروته منذ عقدين على الأقل.
تُسلط تجربة المزرعة الشرقية الضوء على حقيقة أنه لا يوجد مكان في هذه المنطقة، حتى لو كان غنياً نسبياً ويسكنه حاملو جوازات سفر أمريكية، بمنأى عن عنف المستوطنين الإسرائيليين. وعلى الرغم من أن العديد من كبار السن في القرية هاجروا إلى الولايات المتحدة وأسسوا عائلاتهم هناك، إلا أن معظم سكان المزرعة الشرقية حافظوا على بقائهم في الضفة الغربية، محتفظين بوثائق الهوية الفلسطينية حتى بعد حصولهم على الجنسية الأمريكية. وقد بنى الكثيرون قصوراً على الطراز الأمريكي بجوار منازلهم القديمة، إما للزيارات الصيفية أو للإقامة لسنوات.