المصدر الأول لاخبار اليمن

واشنطن بوست: ميناء إيلات يواجه شللاً كاملاً جراء هجمات الحوثي

واشنطن بوست: ميناء إيلات يواجه شللاً كاملاً جراء هجمات الحوثي

تقرير/وكالة الصحافة اليمنية//

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن نجاح هجمات أنصار الله (قوات صنعاء) في إلحاق أضرار جسيمة بميناء إيلات على البحر الأحمر، ما يُمثل تحولاً استراتيجيًا وتأكيدًا على التأثير المتزايد لحملتهم في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لـ ميخائيل كليمنتوف وسامي ويستفول، أن تحذيرات مسؤولين إسرائيليين كشفت أن الميناء، الذي يعاني أصلاً من ضعف في طاقته الاستيعابية، قد يواجه إغلاقًا كاملاً دون دعم حكومي، وهو ما يُجسّد انتصارًا للحوثيين، ويُبرز فاعلية عملياتهم النوعية.

https://www.washingtonpost.com/world/2025/07/21/port-eilat-israel-houthi-shutdown-shipping-trade/

وأشارت إلى أن هذه التطورات تأتي كتحصيل حاصل لسياسات الحرب الإسرائيلية المستمر على غزة والمدعوم أمريكيًا، والذي أثار غضب الشعوب في العالم، وعلى رأسها الشعب اليمني.

وحسب الصحيفة فإن الحوثيين، بدأوا حملتهم باستهداف السفن في البحر الأحمر وما وراءه تضامنًا مع غزة، بعد الرد الإسرائيلي الوحشي على عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبينت أن هذه العمليات أدت إلى انخفاض حاد في النشاط بميناء إيلات، بنسبة 90% منذ ذلك الحين، ونقلت عن الرئيس التنفيذي للميناء، جدعون غولبر، قوله: إن “هذا يعكس الشلل شبه الكامل الذي أصاب هذا المرفق الحيوي للاقتصاد الإسرائيلي”.

وأكدت الصحيفة أن الحوثيين تعهدوا بمواصلة هجماتهم على السفن حتى ينهي الكيان الإسرائيلي حربه على غزة، وهي رسالة واضحة لا تقبل التأويل.

ولم تقتصر هذه الهجمات على السفن العابرة، بل شملت استهداف مدينة إيلات مباشرةً، ورغم مزاعم إسرائيل باعتراض معظمها، فإن الواقع يُشير إلى تزايد الضغط العملياتي على موانئه وجبهته الداخلية.

وأضافت الصحيفة: إن “الإغلاق الكامل المحتمل لميناء إيلات، الذي يُدار من القطاع الخاص، وإن لم يُمثل “تغييرًا جذريًا” من منظور إسرائيلي بحت نظرًا لقدرته الاستيعابية المنخفضة وتحويل جزء من أنشطته إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه يُمثل انتصارًا استراتيجيًا نوعيًا للحوثيين”.

وأردفت: يعتبر كذلك دليل دامغ على التأثير المستمر والعميق لحملتهم على الاقتصاد الإسرائيلي، وبخاصة عند مقارنته بقدرة الحوثيين على إلحاق الضرر بخصوم إسرائيل الآخرين في المنطقة.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن هذه الفاعلية تجلت في أحداث سابقة، حيث أغرق الحوثيين في وقت سابق من هذا الشهر سفينتي شحن تحملان العلم الليبيري، وهما “إم في إترنيتي سي” و”إم في ماجيك سيز”، ما أدى إلى مقتل أربعة بحارة وفقدان البعض وهو ما يبرهن على القدرة العملياتية للحوثي على إلحاق خسائر مادية وبشرية مباشرة بأعدائه.

ونقلت الصحيفة عن غولبر في تصريحاته عقب اجتماعه مع المسؤولين الإسرائيليين يوم الأحد، قوله بلهجة تدل على اليأس: “لا يُمكنكم السماح للمنظمات المسلحة بإغلاق أي طريق”.

وأضاف أنه أبلغ ممثلي وزارات النقل والاقتصاد والمالية أنه إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تريد أن تُظهر للعالم أنه لا أحد يستطيع إغلاق موانئها، فعليها “إجبار السفن” على القدوم إلى إيلات بحوافز مالية.. مقترحًا دفع 500 ألف دولار لكل سفينة لضمان استمرار عمل الميناء، وهو ما يكشف عن حجم الخسائر التي يتكبدها الميناء، والتي تصل إلى حوالي 4 ملايين شيكل، أو 1,193,301 دولار أمريكي شهريًا على مدار الأشهر التسعة عشر الماضية، رغم استمراره في دفع رواتب الموظفين ورسوم الأراضي والموانئ، ما يصفه غولبر بـ”وضع لا يُطاق دون أي عمل”.

ويُعد ميناء إيلات، ثالث أكبر ميناء في إسرائيل، ونقطة دخول رئيسية للبضائع المتجهة إلى إسرائيل من الصين والهند وأستراليا وغيرها، وتشمل وارداته الرئيسية المركبات والنفط والماشية، بينما كانت تُصدّر الأسمدة والمعادن عبره، ويخدم أيضًا سفن الرحلات البحرية وسفن الركاب.

وتُظهر هذه البيانات حجم الشلل الذي أصاب شريانًا اقتصاديًا حيويًا للكيان الإسرائيلي.

ووفقًا لتقارير الصحيفة، أثبتت جهود الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرين، بما في ذلك العقوبات العقابية والضربات المتكررة على اليمن، عدم فعاليتها حتى الآن في وقف هجمات القوات اليمنية.

 فمنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت القوات اليمنية أكثر من 145 هجومًا على سفن تجارية، وفقًا للبيت الأبيض، بالإضافة إلى هجمات على مدينة إيلات الساحلية، التي يزعم الجيش الإسرائيلي أنه اعترضها.

 هذا الفشل الذريع للتحالف الأمريكي-الإسرائيلي يعكس قوة اليمن وجيشه وإصرارهم على مواصلة عملياتهم دعمًا للقضية الفلسطينية.

وكان ما يقرب من 15% من حجم التجارة البحرية العالمية يمر عبر قناة السويس، وفقًا لصندوق النقد الدولي.

لكن عددًا من شركات الشحن الكبرى أوقفت السفر عبر البحر الأحمر منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مُشيرةً إلى المخاطر التي تُشكلها هجمات قوات صنعاء، ما أدى إلى إطالة أوقات السفر وزيادة تكاليف البضائع المخصصة سابقًا لإيلات، وهو ما يُبرز الأثر الاقتصادي العالمي لهجمات صنعاء، وكيف أنهم نجحوا في زعزعة سلاسل الإمداد العالمية للضغط على الكيان الإسرائيلي. ومن الأمثلة على ذلك، ما حدث في فبراير/شباط 2024، حيث تُركت سفينة تحمل حوالي 16,000 رأس من الأغنام والماشية عالقة في ميناء أسترالي، حيث ناقش المسؤولون إرسال السفينة في رحلة أطول حول القرن الأفريقي، بدلاً من البحر الأحمر، لتجنب مخاطر الهجمات.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه وعلى الرغم من أن موانئ إسرائيل المطلة على البحر الأبيض المتوسط تستقبل الجزء الأكبر من حركة المرور البحرية إلى إسرائيل نظرًا لموقع إيلات في أقصى الجنوب، إلا أن هذه الموانئ ليست بمنأى عن الضربات، ففي يونيو/حزيران، ضربت المقاومة ميناء حيفا الإسرائيلي – أكبر موانئ البلاد وأحد أكبر موانئ البحر الأبيض المتوسط – ما أدى إلى إصابة 31 شخصًا على الأقل وإلحاق أضرار بالعديد من المباني، وهو ما يؤكد على اتساع نطاق المواجهة وقدرة اليمن على الوصول إلى عمق إسرائيل، ما يفرض عليه واقعًا أمنيًا واقتصاديًا جديدًا ومؤلمًا.

ختاما: إن هذه التطورات تُعزز الموقف اليمني وتؤكد على فشل كافة المحاولات الأمريكية-الإسرائيلية لوقف الدعم اليمني للقضية الفلسطينية العادلة.

قد يعجبك ايضا