المصدر الأول لاخبار اليمن

السيد عبدالملك: الخذلان العربي يوازي صواريخ الاحتلال في عدوانه على غزة

صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية//

اتهم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أنظمة عربية وإسلامية بارزة بالتواطؤ مع العدو الإسرائيلي، عبر مسارات تطبيعية علنية وسرية، وتوسيع العلاقات التجارية معه رغم العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني في غزة.

وفي كلمة متلفزة ألقاها مساء اليوم الخميس، أكد السيد عبدالملك أن ما يجري من تجويع ممنهج لأكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، يتم على مرأى ومسمع من أنظمة تدّعي الانتماء إلى الأمة الإسلامية، لكنها في الواقع تمارس “أقصى درجات التخاذل والانبطاح أمام الكيان الصهيوني”.

وأضاف: “التطبيع لم يعد مجرد علاقة عادية، بل هو تعاون مكشوف مع عدو الأمة، وبعض الأنظمة الإسلامية التي تُظهر التعاطف الإعلامي مع الفلسطينيين، تتصدر في الواقع قوائم الدول الأكثر تبادلاً تجاريًا مع الاحتلال الإسرائيلي”.

 

التواطؤ يوازي العدوان

وأشار السيد عبدالملك، إلى أن الأنظمة المتحالفة مع العدو الإسرائيلي لم تكتفِ بالصمت، بل تجاوزته إلى دور وظيفي فعلي في “تعطيل الأمة عن نصرة القضية الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن حملات إعلامية عربية باتت تتبنى الخطاب الإسرائيلي والأمريكي “لكن بلغة عربية”، وتستهدف أي طرف يتحرك لمناصرة فلسطين بالتشكيك والتخوين.

وأوضح أن “عدداً من الدول العربية لم تتخذ حتى الآن أي خطوة عملية لقطع العلاقات السياسية أو الاقتصادية مع العدو، بل اتجهت سرًا وعلانية إلى خطوات تطبيع شاملة، وصلت حد العداء للمقاومين، ومن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني”.

وأكد أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي لا يعبّر عن قوة، بل عن “وحشية موغلة” تتغذى على دعم أمريكي مطلق، يقابلها شلل رسمي عربي، وصفه بـ”المسار الموازي” لتجميد الأمة.

تجريم المقاومة.. وتكريس الهزيمة

وفي حديثه عن المقاومة الفلسطينية، رفض السيد عبدالملك الحوثي الأصوات المطالبة بنزع سلاح فصائل المقاومة، واعتبر أن المطالبة بتجريد حركة حماس من سلاحها، وحتى حزب الله في لبنان، تصب في مصلحة المشروع الصهيوني.

وقال: “أمتنا أحوج ما تكون إلى امتلاك السلاح للدفاع عن كرامتها، ومنطق نزع السلاح في ظل هذا العدوان هو منتهى الغباء والضلال”.

كما استعرض زعيم أنصار الله حجم المعاناة الفلسطينية التي فاقمتها مساعي بعض الأنظمة لـ”شيطنة” أي حراك شعبي أو دعم سياسي أو عسكري للفلسطينيين، مؤكداً أن ما يفعله الصهاينة ليس مجرد ممارسات سياسية، بل “منطلق عقائدي عدائي ينظر للعرب على أنهم دون البشر”.

 

صمود غزة.. وأزمة الاحتلال

وأشاد السيد عبدالملك الحوثي بالصمود البطولي للفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن العدو الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية على المستوى العسكري والبشري، تتجلى في تنامي أعداد المنهارين نفسياً من جنوده، وتراجع الحماسة في صفوف قوات الاحتياط.

وقال إن كتائب القسام وسرايا القدس تنفذ عمليات نوعية مؤثرة، مضيفًا أن ما تشهده غزة من صمود يؤكد صوابية خيار المقاومة وجدواه في مواجهة الاحتلال.

 

اليمن.. جبهة إسناد مستمرة

وحول الموقف اليمني، جدد السيد عبدالملك الحوثي التأكيد على استمرار عمليات الإسناد العسكرية للمعركة في غزة، موضحًا أن القوات اليمنية نفذت هذا الأسبوع 11 عملية استهدفت منشآت إسرائيلية باستخدام صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيرة.

وأكد أن اليمن نفذ حتى الآن 1679 عملية عسكرية ضد أهداف العدو الإسرائيلي، بينها ضربات بحرية وجوية، أسفرت عن شل الملاحة في ميناء أم الرشراش (إيلات)، ما تسبب بخسائر اقتصادية كبيرة للعدو.

وشدد على أن العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي المشترك الذي استهدف اليمن بـ2843 غارة، فشل في كسر الإرادة اليمنية، وقال: “موقفنا المبدئي في نصرة غزة لن يتزحزح”.

نداء للأنظمة المجاورة.. لفتح المعابر أمام اليمن

وفي ختام كلمته، وجّه السيد عبدالملك الحوثي نداءً إلى الأنظمة العربية المجاورة لفلسطين لفتح المعابر أمام الجماهير اليمنية لنصرة القضية الفلسطينية ميدانيًا، مؤكداً أن “شعبنا على أتم الجهوزية للتحرك بمئات الآلاف”.

كما أشاد بالتحركات الشعبية والوقفات القبلية والمظاهرات في الجامعات اليمنية، ووجّه تحية خاصة لمفتي سلطنة عُمان ومفتي ليبيا على مواقفهم المشرفة، مقابل نقده لجامعة الأزهر التي وصف موقفها بـ”المخزي”.

قد يعجبك ايضا