المصدر الأول لاخبار اليمن

اعترافات طاقم السفينة تفضح وجهتها الحقيقية نحو إيلات وتكشف أسرار التمويه في البحر الأحمر

تفاصيل مثيرة..

تقرير/ وكالة الصحافة اليمنية//

في تطور لافت للأحداث في البحر الأحمر، كشف الإعلام الحربي التابع لقوات صنعاء عن تفاصيل مثيرة حول وجهة السفينة الحقيقية، والتحذيرات التي تلقتها قبل استهدافها، بالإضافة إلى رسائل هامة وجهها الطاقم إلى المجتمع البحري والشركات الملاحية.

اعترافات صادمة من طاقم السفينة

وتعد المقابلات التي أجراها الإعلام الحربي مع طاقم السفينة “ETERNITY C” بمثابة شهادة مباشرة على انتهاك السفينة لقرار الحظر البحري اليمني.

حيث أقر أفراد الطاقم صراحةً بأن السفينة كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) في فلسطين المحتلة، قادمة من ميناء بربرة في الصومال.

 هذا الاعتراف يدحض أي ادعاءات سابقة حول وجهة السفينة، ويكشف أن ميناء جدة السعودي كان مجرد محطة تمويهية بغرض التموين، وليس الوجهة النهائية كما قد يُعتقد.

تكمن أهمية هذه الاعترافات في أنها تأتي من داخل السفينة نفسها، مما يضفي عليها مصداقية عالية.

فبينما كانت الروايات الرسمية قد تتضارب، فإن شهادات أفراد الطاقم تقدم صورة واضحة ومباشرة لما حدث.

حيث أكد عدد من أفراد الطاقم نقطة محورية أخرى، وهي أن كابتن السفينة لم يقم بإبلاغهم بتلقيه طلب عدم المرور والتحذير الصريح من قبل القوات البحرية اليمنية.

 هذا التجاهل المتعمد للتحذيرات يثير تساؤلات حول مدى مسؤولية الكابتن والشركة المشغلة عن سلامة الطاقم والسفينة، ويشير إلى قرار متعمد بالمضي قدمًا نحو الوجهة المحظورة، على الرغم من المخاطر الواضحة.

إن هذه الاعترافات لا تؤكد فقط انتهاك قرار الحظر، بل تكشف أيضًا عن نمط محتمل من الممارسات المضللة التي قد تلجأ إليها بعض الشركات لتجنب العقوبات أو المخاطر. فاستخدام ميناء جدة كـ “وجهة تمويهية” يشير إلى محاولة واضحة لإخفاء الوجهة الحقيقية للسفينة، مما يعقد جهود المراقبة والتفتيش في المنطقة.

ويمكن أن تزيد هذه الممارسات، إذا كانت شائعة، من حدة التوترات وتؤدي إلى المزيد من الحوادث في المستقبل.

رسائل وتحذيرات مؤثرة من الطاقم

في لحظة مؤثرة، وجه طاقم السفينة “ETERNITY C” رسائل مباشرة إلى الشركات التي لا تزال سفنها تبحر نحو موانئ الكيان الإسرائيلي.

هذه الرسائل، التي جاءت من قلب التجربة المريرة، تحمل تحذيرًا صارخًا ونداءً عاجلاً. فقد دعا الطاقم هذه الشركات إلى “عدم التجارة والتعامل مع الإسرائيليين”، محذرين إياها من “خطورة ملاقاة نفس المصير” الذي واجهته سفينتهم.

التحذير ليس مجرد رأي شخصي، بل هو نابع من تجربة عملية ومباشرة للمخاطر التي تنطوي عليها الملاحة في هذه المنطقة في ظل الحظر المفروض.

كما وجه الطاقم دعوة هامة إلى السفن والشركات بـ “عدم إطفاء أجهزة التعارف في هذه المنطقة”.

وهذه النقطة حيوية لضمان سلامة الملاحة، حيث أن إطفاء أجهزة التعارف (AIS) يمكن أن يعرض السفن للخطر، ويجعلها هدفًا محتملاً، خاصة في مناطق النزاع.

إن دعوة الطاقم هذه تعكس فهمهم العميق للمخاطر البحرية وضرورة الالتزام بالبروتوكولات الأمنية.

ولعل أكثر اللحظات تأثيرًا في المقابلات كانت اعتذار الطاقم الصريح للفلسطينيين، حيث قالوا: “نتأسف لأن سفينتنا كانت متجهة إلى إسرائيل”. هذا الاعتذار يعكس شعورًا بالندم والتعاطف مع القضية الفلسطينية، ويشير إلى أن أفراد الطاقم قد أدركوا، ربما بعد فوات الأوان، تداعيات عملهم.

 إن هذه الرسائل، التي تأتي من أفراد عانوا بشكل مباشر من نتائج انتهاك الحظر، قد يكون لها تأثير أكبر على الشركات الملاحية من أي تحذيرات رسمية، حيث أنها تحمل طابعًا إنسانيًا ومباشرًا.

عملية البحث والإنقاذ البطولية

على الرغم من التوتر الذي يحيط بحادثة الاستهداف، فقد عرض الإعلام الحربي مشاهد تظهر جانبًا إنسانيًا هامًا، وهو عملية البحث والإنقاذ التي نفذتها البحرية اليمنية لطاقم السفينة “ETERNITY C”. وهذه العملية، التي استمرت ليومين كاملين، تؤكد على التزام القوات اليمنية بإنقاذ الأرواح حتى في ظروف النزاع.

تمكنت القوات البحرية اليمنية خلال هذه العملية من إنقاذ 11 فردًا من طاقم السفينة في عرض البحر، وهو إنجاز كبير بالنظر إلى الظروف الصعبة التي قد تواجه عمليات الإنقاذ في المياه المفتوحة.

 من بين هؤلاء الناجين، كان هناك جريحان تم تقديم الرعاية الطبية الفورية لهما، مما يدل على الاستعدادات الطبية التي كانت متوفرة.

وللأسف، تم العثور على جثة واحدة على متن السفينة قبل غرقها، وتم نقلها إلى ثلاجة المستشفى، مما يؤكد على وجود خسائر بشرية في الحادثة.

إن عرض هذه المشاهد يهدف إلى إبراز الجانب الإنساني لعمليات القوات اليمنية، وتفنيد أي ادعاءات قد تشير إلى عدم الاكتراث بسلامة الأرواح. كما أنها تؤكد على القدرات البحرية اليمنية في تنفيذ عمليات البحث والإنقاذ المعقدة، والتي تتطلب مهارات وتجهيزات خاصة.

تفاصيل الاستهداف والتحذيرات المتجاهلة

قدم مصدر عسكري تفاصيل إضافية حول عملية استهداف السفينة “ETERNITY C”، مؤكدًا أن الاستهداف جاء نتيجة لرفض كابتن السفينة التجاوب مع التحذيرات المتكررة.

ووفقًا للمصدر، فقد تم استهداف السفينة بعد أن تجاهل الكابتن “عدة تحذيرات من القوات البحرية اليمنية على القناة الدولية (16) بالتوقف فورًا”.

القناة الدولية (16) هي قناة اتصال بحرية قياسية تستخدم لإرسال واستقبال رسائل الاستغاثة والسلامة والاتصالات العامة بين السفن ومحطات السواحل.

 تجاهل التحذيرات على هذه القناة يعتبر انتهاكًا خطيرًا للبروتوكولات البحرية الدولية، ويدل على قرار متعمد بعدم الامتثال.

 إن رفض الكابتن التجاوب مع هذه التحذيرات، والتي كانت تتضمن تحذيرًا صريحًا باستهداف السفينة “حال عدم الاستجابة”، يضع المسؤولية الكاملة عن الحادثة على عاتق الكابتن والشركة المشغلة.

ذلك يؤكد على أن الاستهداف لم يكن عشوائيًا، بل جاء بعد سلسلة من التحذيرات التي تم تجاهلها، وإن هذا النمط من السلوك، حيث يتم تجاهل التحذيرات الصادرة من جهات تفرض حظرًا بحريًا، يزيد من احتمالية وقوع حوادث مماثلة في المستقبل، ويؤكد على ضرورة التزام السفن بالتعليمات الصادرة في مناطق النزاع.

الشركة المشغلة وسجلها في التعامل مع إسرائيل

كشف المصدر العسكري عن معلومات هامة تتعلق بالشركة المشغلة للسفينة “ETERNITY C”، وهي شركة COSMO SHIPMANAGEMENT SA.

الأهم من ذلك، أن المصدر أشار إلى أن هذه الشركة لديها “عدة سفن تعاملت مع موانئ الكيان الصهيوني”، مما يضع الحادثة في سياق أوسع من مجرد انتهاك فردي.

وقدم المصدر أمثلة محددة على سفن تابعة لنفس الشركة قامت بانتهاك الحظر البحري، منها: سفينة HSL NIKE: هذه السفينة قامت بشحن بضائع من موانئ تركية ومصرية إلى موانئ حيفا المحتلة (إسرائيل) أربع رحلات خلال أشهر مارس، إبريل، يونيو، ويوليو من العام الحالي.

ويدل ذلك على نمط متكرر من التعامل مع موانئ الكيان الصهيوني.

  • سفينة FAITH: قامت هذه السفينة بشحن رحلتين خلال الأشهر الماضية، قادمة من موانئ تركية ومصرية ومتجهة أيضًا إلى موانئ الكيان الصهيوني.

  • هذه المعلومات تشير إلى أن شركة COSMO SHIPMANAGEMENT SA كانت على دراية تامة بقرار الحظر البحري، ومع ذلك استمرت في التعامل مع موانئ الكيان الصهيوني عبر سفن متعددة.

ذلك يثير تساؤلات حول مدى التزام الشركات الملاحية بالقوانين والتحذيرات الصادرة في مناطق النزاع، ويؤكد على أن الحظر البحري ليس مجرد تهديد، بل هو إجراء يتم تنفيذه بجدية.

دعوات وتحذيرات يمنية للمجتمع البحري

في ختام تصريحاته، وجه المصدر العسكري دعوات وتحذيرات واضحة ومباشرة إلى كافة الأطراف المعنية بالملاحة البحرية. فقد دعا “كافة الشركات المالكة والمشغلة للسفن والمجتمع البحري والأهالي بعدم التعامل مع الكيان الصهيوني”، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد “لضمان سلامة السفن وطواقمها”.

هذه الدعوة ليست مجرد تحذير، بل هي دعوة للتعاون لضمان سلامة الملاحة في المنطقة.

وأكد المصدر أن “الملاحة البحرية آمنة للجميع عدا السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة أو سفن الشركات التي انتهكت قرار الحظر حتى يتوقف العدوان والحصار على غزة”.

التصريح يوضح بشكل جلي نطاق الحظر البحري، ويحدد بوضوح السفن المستهدفة. كما يربط المصدر استمرار الحظر بتوقف “العدوان والحصار على غزة”، مما يشير إلى أن هذا الإجراء هو جزء من استراتيجية أوسع لدعم القضية الفلسطينية.

وحمل المصدر “شركات السفن المنتهكة للقرار اليمني المسؤولية الكاملة تجاه سلامة سفنها والطواقم العاملة لديها والبيئة البحرية”.

التحذير القانوني يؤكد على أن أي انتهاك للحظر سيتحمل مسؤولياته القانونية والبيئية، مما يضيف بعدًا آخر للتحذيرات السابقة.

وأخيرًا، أكد المصدر على استمرار القوات المسلحة اليمنية في “تنفيذ قرار حظر الملاحة على الكيان الصهيوني ومنع مرور أي سفينة من أي جنسية كانت أو تابعة لأي شركة مالكة أو شركة مشغلة تتعامل مع الكيان”.

التأكيد يرسل رسالة واضحة بأن الحظر ليس مؤقتًا، وأنه سيتم تطبيقه بصرامة على جميع السفن التي تتعامل مع الكيان الصهيوني.

إرشادات للملاحة الآمنة

في محاولة لضمان سلامة الملاحة وتجنب الحوادث المستقبلية، نوه المصدر العسكري إلى نقطة حيوية وهي “على جميع السفن فتح معرفات الاتصال بها”.

هذا الإجراء، الذي يشمل تشغيل أجهزة التعارف (AIS) وغيرها من وسائل الاتصال، يسمح للقوات البحرية اليمنية بتحديد هوية السفن ووجهتها، وبالتالي تجنب أي سوء فهم أو استهداف خاطئ.

كما أكد المصدر أن القوات البحرية اليمنية “جاهزة لتلقي أي نداءات واتصالات لمساعدة السفن وتسهيل مرورها عبر القناة 16 الدولية أو عبر البريد الإلكتروني”.

ويوفر ذلك قنوات اتصال واضحة للسفن التي ترغب في المرور الآمن عبر المنطقة، ويشجع على التواصل المسبق لتجنب أي حوادث. إن توفير هذه القنوات يعكس رغبة في تسهيل الملاحة الآمنة للسفن التي تلتزم بقرار الحظر، ويقدم يد العون للسفن التي قد تواجه صعوبات.

الخاتمة

تعد حادثة غرق السفينة “ETERNITY C” بمثابة نقطة تحول في الصراع الدائر في البحر الأحمر، وتؤكد على جدية القوات المسلحة اليمنية في تطبيق قرار الحظر البحري على موانئ فلسطين المحتلة. وإن اعترافات طاقم السفينة، والتحذيرات التي وجهوها، بالإضافة إلى التفاصيل التي كشفها المصدر العسكري حول الشركة المشغلة، ترسم صورة واضحة للتحديات التي تواجه الملاحة في المنطقة. يبقى على المجتمع البحري والشركات الملاحية أن تأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد، وأن تلتزم بقرارات الحظر لضمان سلامة سفنها وطواقمها، وتجنب مصير مماثل لمصير السفينة “ETERNITY C”.

 إن الملاحة الآمنة في هذه المنطقة تتطلب الالتزام بالتعليمات، والتواصل المفتوح، وتجنب أي تعاملات قد تعرض السفن للخطر.

قد يعجبك ايضا