الرياض/وكالة الصحافة اليمنية//
أثار اعتقال السلطات السعودية لمعتمر مصري بعد رفعه علم فلسطين وترديده هتافات تضامنية مع سكان قطاع غزة داخل صحن الطواف في المسجد الحرام، موجة تنديد واسعة في الأوساط الحقوقية والإعلامية، وسط تحذيرات من خطورة تجريم التعبير السلمي في أقدس بقاع الأرض.
وأظهرت مشاهد مصوّرة جرى تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، المعتمر وهو يقف أمام الكعبة المشرفة رافعًا العلم الفلسطيني، مرددًا بصوت مرتفع: “وا إسلاماه! أطفال غزة يموتون… يا مسلمين!”، قبل أن تبادر عناصر الأمن السعودي إلى اعتقاله سريعًا واقتياده من الموقع دون مقاومة، في مشهد صادم أثار جدلًا واسعًا بشأن حدود حرية التعبير والعبادة في الحرمين الشريفين.
وفي بيان رسمي، أعربت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين عن بالغ قلقها إزاء هذا الاعتقال، واعتبرته “انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وتجريمًا للتضامن الإنساني، ومسًّا بحرمة الشعائر المقدسة”.
وقال البيان: “إن السلطات السعودية ترتكب خطأ فادحًا بتحويل الأماكن المقدسة إلى ساحات مراقبة وقمع، بينما يُفترض أن تكون هذه البقاع ملاذًا آمنًا للمؤمنين من مختلف الجنسيات، تُحترم فيها مشاعرهم وحقهم في التعبير السلمي”.
وأكدت الهيئة أن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وخاصة في ظل ما يتعرض له من حرب إبادة وحصار خانق في غزة، لا ينبغي أن يُعامَل كجريمة، مشددة على أن رفع العلم الفلسطيني أو ترديد هتاف إنساني لا يُعد “تسييسًا” للحج، بل تعبيرًا عن ألم مشترك بين الشعوب الإسلامية.
هذا ودعت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين إلى:
الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتمر المصري المعتقل، وضمان عدم تعرضه لأي إساءة أو ترحيل تعسفي.
وقف تجريم أي شكل من أشكال التعبير السلمي داخل نطاق الحرمين، لا سيما المتصل بالقضايا الإنسانية الكبرى كقضية فلسطين.
فتح تحقيق مستقل في الانتهاكات المتكررة لحقوق الحجاج والمعتمرين، وخصوصًا تلك المتعلقة بحرية التعبير وكرامة الزائرين.
السماح بوجود رقابة دولية مستقلة على إدارة الحرمين الشريفين، بما يضمن أن تكون هذه الأماكن المقدسة مفتوحة وآمنة لجميع المسلمين دون تمييز أو مضايقة.