تجربة اليمن نموذجًا.. لماذا يعد تطوير القدرات العسكرية ضرورة للسيادة والأمن؟
تقرير | وكالة الصحافة اليمنية:
هاجم قائد “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي في كلمته الأخيرة الخميس الماضي، كل من يُطالب حماس والجهاد وحزب الله وأي من فصائل المقاومة بتسليم السلاح، ووصف ذلك بالطرح الغبي من قبل بعض الأنظمة العربية، وأن مثل هذه المطالبات هي مطالب إسرائيلية أميركية في الأساس.
يدرك الاحتلال الإسرائيلي أن وجود مقاومة قوية، متسلحة جيدًا، هو الخطر الأكبر الذي يُهدده، وبالنظر إلى فشل الاحتلال في قطاع غزة منذ عامين من الإجرام والإبادة، واستخدام أحدث الأسلحة العسكرية الإسرائيلية، وهذا يؤكد صوابية التمسك بالسلاح، على الرغم من أن سلاح حماس مقارنة بما يملكه الاحتلال لا يكاد يُقارن؛ إلا أنه فرض حالات ردع في المنطقة ككل، وعطل المخططات الإسرائيلية الأمريكية، وأذاق جنود الاحتلال الهوان.
من جهة ثانية، لعب سلاح حزب الله في لبنان، الأكثر تقدمًا، دورًا كبيرًا في حماية البلد من الغزو الإسرائيلي، منذ تحرير لبنان في العام 2000 بالسلاح، وشكلت المقاومة في لبنان، خطرًا كبيرًا على “إسرائيل”.
لهذا اتجهت حكومة الاحتلال إلى المطالبة بنزع سلاح المقاومة، لضمان استقرارها أولًا، ولتمكينها من اجتياح غزة وبيروت في أي وقت دون الحاجة لخوض معارك طاحنة لتحقيق أهدافها تجاه البلدين ثانيًا.
محللون أشاروا إلى أن قرار سحب سلاح حزب الله، ليس جديدًا، بل هو نسخة مكررة من اتفاق 17 مايو 1983، إلا أن الفرق بين اليوم والأمس، هو أن المقاومة اليوم أقوى، ولا يمكن أن ترضخ لأي شروط تمسها.
السيد الحوثي قال: “إن كل العالم يعرف أن القوة العسكرية في أولى المتطلبات والضروريات لمواجهة الأعداء والأخطار؛ لدفع المجرمين والطغاة، وأن من أبرز الأسباب التي مكنت العدو الإسرائيلي في احتلال فلسطين، قلة توفر السلاح وعدم البناء لقدرة عسكرية كبيرة في فلسطين تدفع عن أبنائها الخطر، وفيما يخص لبنان؛ فإن عامل الردع الوحيد الذي منع العدو الإسرائيلي من العودة لاحتلال لبنان هو المقاومة وسلاحها الذي يحمله رجالها المؤمنون”.
نزع السلاح.. هدف استراتيجي
يعتبر الاحتلال الإسرائيلي أن نزع سلاحي حماس وحزب الله هدفًا استراتيجيًا أساسيًا لأمنه القومي، مع تصاعد خسائره البشرية والاقتصادية، في مواجهة المقاومة في فلسطين ولبنان، في ظل رفض المقاومة بالبلدين الاعتراف بالكيان، كمان أن “إسرائيل” تستند في مطالبها على القرار الأممي 1701 لمجلس الأمن، الذي دعا إلى نزع سلاح حزب الله.
جاء تشكيل حزب الله عام 1982، كضرورة وطنية وقومية، بعد الانتهاكات الإسرائيلية والجرائم التي ارتكبتها في لبنان إبان احتلاله، ليحمل الحزب مهمة الدفاع عن البلاد، حتى تحقق الانسحاب الكلي من جنوب لبنان سنة 2000، بعد معاركة ضارية ضد العصابات الإسرائيلية، ليعود الاحتلال في 2006 بإشعال حرب كبرى ضد حزب الله استمرت 34 يومًا، وانتهت بخسارة إسرائيلية وانسحاب مذل، وهو ما أكد تصاعد قوة الحزب مع مرور الوقت، ليصبح عقبة في طريق تنفيذ المخططات الإسرائيلية والغربية.
وفي ما يتعلق بحماس فقد فازت بالانتخابات التشريعية عام 2006 وحكمت القطاع بشكل كامل في 2007، لتبدأ أول مواجهة مع الاحتلال عام 2008، ثم توالت المواجهات خلال الأعوام 2012، 2014، و2021، إلا أن هجوم 7 أكتوبر 2023 شكل نقطة التحول الكبيرة في المواجهة حتى الآن.
بطبيعة الحال ترفض حماس وحزب الله تسليم سلاحهما، معتبرين أن هذا السلاح ضروري للدفاع والمقاومة ضد “الاحتلال الإسرائيلي”.
وفي الواقع، لولا القوة التي امتلكتها حماس وحزب الله، لكان الاحتلال الإسرائيلي يعبث في قطاع غزة وبيروت طوال هذه السنوات وربما في بلدان ومناطق أخرى مما يسميها الاحتلال بـ “إسرائيل الكبرى”؛ فالاعتماد على الجيش اللبناني مثلًا، لا يردع العدو كما أوضح السيد الحوثي الذي قال بشكل صريح إن: الخطر الآن أكبر والجيش اللبناني أعجز مما قد مضى بطبيعة الظروف والقدرات والإمكانات وتعقيدات اتخاذ القرار السياسي، وأكد أن الجيش اللبناني لن يحمي لبنان، لا من حيث القدرة والإمكانات ولا من حيث القرار السياسي.
وأوضح بأن أمريكا – إسرائيل، مع إجرامهم وطغيانهم، هم من يجب أن لا يمتلكوا أسلحة وقدرات عسكرية؛ لأن أسلحتهم تشكل خطرًا على الناس.
صنعاء نموذجًا