أكد محافظ محافظة عدن في حكومة صنعاء، طارق سلام، أن دول التحالف تحاول احتواء الفوضى والتصعيد الشعبي الملتهب الذي يجتاح عدن وبقية المحافظات الجنوبية بتحسين وهمي للعملة المحلية، دون أي إجراءات اقتصادية فعلية تذكر.
وأفاد سلام في حديث خاص لـ”وكالة الصحافة اليمنية”، أن ما قامت به الحكومة التابعة للتحالف، من خطوات غير مدروسة، ليست سوى محاولات لذر الرماد على العيون؛ نتيجة الانهيار الاقتصادي والفوضى الأمنية التي يشهدها المواطن في تلك المناطق، مع الاستمرار في نهب المقدرات الوطنية واستخدام الثروة للمصالح الخاصة لأدوات التحالف.
وأوضح سلام أن من أسماهم بـ “الأدوات للقوى الفاسدة” التي تدير المشهد في المحافظات الجنوبية، هي من تقوم بتهريب رأس المال الوطني بالنقد الأجنبي إلى الخارج، لافتًا إلى دور ذلك في خلق أزمة اقتصادية في السوق اليمني من خلال طباعة أكثر من 5 تريليونات ريال بصورة غير قانونية ودون غطاء نقدي.
وقال محافظ عدن إن: “الوضع لن يستمر طويلًا؛ لأن الإشكالية ستبقى قائمة. نقد محلي مزيف يملأ السوق. ونقد أجنبي محدود، واستمرار فساد ونهب أولئك المرتزقة المتسلطين، الذين يعملون على تعزيز أرصدتهم المالية وإمبراطورياتهم المالية في الخارج”.
وأضاف قائلًا: “ما تقوم به واشنطن عبر أدواتها المحلية هو احتلال اقتصادي واضح، خصوصًا بعد فشل تلك الأدوات بتنفيذ المهام العسكرية والأمنية الموكلة إليها”، ووصف التدخل الأميركي بالإشراف على مهام البنك المركزي في عدن، بـ”التدخل السافر” في السيادة اليمنية.
وأتهم سلام، ما أسماها “حكومة الارتزاق والارتهان والعمالة”، والمجلس التابع لتحالف الحرب على اليمن، بالعمل على تعزيز التواجد الأميركي والإسرائيلي، حتى لو كان ذلك على حساب السيادة اليمنية.
وأنتقد تسليم تلك الحكومة إدارة البنك المركزي في عدن بشكل فعلي إلى وزارة الخزانة الأميركية، في خطوة وصفها بـ “الفاضحة وغير المسبوقة”، تمثل ذروة التدخل الأميركي المباشر في الشأن اليمني تحت ذرائع واهية وغطاء مسمى “الإصلاحات المالية”.
وأكد أن التدخل الأميركي في تدمير الاقتصاد الوطني، يأتي في إطار استمرار الانتهاكات والمهام الاستخباراتية التي تنفذها أميركا في اليمن؛ لضمان مسار آمن لتواجدها على الأراضي اليمنية.
وأشار إلى أن محافظ بنك عدن، “أحمد المعبقي”، تلقى توجيهات بتنفيذ تعليمات فريق الخزانة الأميركية الذي وصل نهاية يوليو الماضي إلى العاصمة السعودية الرياض قادمًا من واشنطن، ليشرف هذا الفريق على إدارة العمليات النقدية والتحكم بسعر الصرف من خارج اليمن.
وشدد المحافظ سلام، على ضرورة قيام أبناء عدن وبقية المحافظات الجنوبية بواجبهم الوطني في الحفاظ على المكتسبات الوطنية، ورفض حالة “الارتهان والعمالة” لـ “العدو الخارجي”، الذي بات يسيطر على مناحي الحياة ويفرض إرادته وقراراته على حساب الوطن والمواطن، حد قوله.
وأعتبر استمرار تردي الوضع الخدمي والمعيشي في عدن لأكثر من عشرة أعوام يمثل “كارثة حقيقية ومؤلمة، يجب أن يستوعبها أبناء عدن الأحرار واليمن بشكل عام”، واستدرك بقوله “الغازي والمحتل لن يجلب الخير لكم، بل سيستغل مصالح اليمن وثرواته لمصالحه الضيقة”.
ودعا المحافظ سلام في ختام تصريحه أبناء عدن وبقية المحافظات الجنوبية إلى الوقوف بقوة وحزم أمام المؤامرات التي تستهدف حاضرهم ومستقبل أبنائهم، ومواجهة التحديات الخطيرة، باستئصال تلك الأدوات والقوى من جنوب البلاد، لبناء الوطن والنهوض به وتغليب المصلحة العامة على المطامع الفئوية والمكاسب الضيقة.