المصدر الأول لاخبار اليمن

اليمن قبل 2014.. الحلقة الثالثة للمؤامرة الأميركية بعد أفغانستان والعراق

سجلت 650 حادثة إرهابية خلال ثلاثة أعوام فقط

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

قبل 21 سبتمبر 2014، كان اليمن يعيش أسوأ مراحل الانفلات الأمني في تاريخه الحديث، فالسيطرة على القرار السياسي والأمني لم تكن بيد الحكومة، بل بيد سفراء ما عُرف بـ”الدول العشر”، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية، الذين تدخلوا في تفاصيل إدارة البلاد وصولًا إلى التعيينات في الوظائف المدنية والعسكرية.

هذه الهيمنة الخارجية تزامنت مع تفكك مؤسسات الدولة، وتحول المدن اليمنية إلى ساحات مفتوحة للتفجيرات الانتحارية، والاغتيالات الموجهة، وعمليات القاعدة التي ضربت العمق اليمني بشكل شبه يومي.

تصاعد الإرهاب: أرقام تكشف حجم الكارثة

 

بين عامي 2012 و2014، شهد اليمن نحو 650 حادثة إرهابية، بين تفجيرات انتحارية واقتحامات مسلحة، استهدفت قرابة 4000 شخص من القيادات والنخب العسكرية والسياسية والفكرية.

عام 2012، وحده، شهد أكثر من 15 تفجيرًا وهجومًا مسلحًا، أسفرت عن سقوط نحو 300 قتيل من العسكريين والمدنيين.

من أبرز هذه الحوادث التفجير الانتحاري في ميدان السبعين بصنعاء أثناء عرض عسكري لقوات الأمن المركزي، وتفجير معسكر اللواء 115 بأبين، وتفجيرات في معسكر جبل حديد بعدن ومعسكر الحفا بصنعاء.

وفي عام 2013، ارتفع العدد إلى أكثر من 15 عملية إرهابية كبيرة، مخلفةً نحو 500 قتيل وجريح.

كان من أبرزها انفجار مخازن أسلحة اللواء 21 ميكا في حجة بتاريخ 7 فبراير، وتفجير معسكر اللواء 115 في أبين بتاريخ 21 أغسطس، وثلاث عمليات انتحارية نفذتها القاعدة على معسكرات في شبوة ومارب في سبتمبر، أسفرت عن مقتل 65 عسكريًا. كما شهد 12 ديسمبر عملية اقتحام وتفجير مستشفى العرضي التابع لوزارة الدفاع من قبل عناصر القاعدة، غالبيتهم من الجنسية السعودية، في واحدة من أكثر العمليات دموية.

أما العام 2014 فوصلت فيه الفوضى الأمنية إلى ذروتها، إذ سجلت نحو 600 حادثة إرهابية خلفت 3000 قتيل، شملت الهجمات عمليات إعدام ميدانية لجنود كما في حضرموت (مقتل 14 جنديا على متن حافلة)، وهجمات في جبل رأس بالحديدة، وتفجير في مدينة رداع بالبيضاء.

 

اغتيالات منظمة: استهداف العقول والقيادات

 

لم تكن التفجيرات وحدها السلاح المستخدم. فالاغتيالات تحولت إلى أداة يومية لتصفية الكفاءات.

بين 2012 و2014، سُجل أكثر من 300 حادث اغتيال أودى بحياة 500 شخص.

شهد عام 2012 أكثر من 20 عملية اغتيال راح ضحيتها أكثر من 30 شخصية، أبرزهم اللواء سالم قطن قائد منطقة عسكرية، ومدير كلية القيادة والأركان في حضرموت، ومسؤول الأمن السياسي بمديرية السبعين.

فيما شهد عام 2013 قفزة خطيرة بوصول عدد الاغتيالات إلى 120 عملية، أودت بحياة أكثر من 200 شخص، من بينهم الدكتور عبد الكريم جدبان، ومديرو أجهزة أمنية واستخباراتية في عدن وحضرموت، وقادة ألوية عسكرية، وشيوخ قبائل مؤثرون.

عام 2014، بلغ عدد الاغتيالات 150 عملية، أسفرت عن مقتل وإصابة 350 شخصًا من المفكرين والأكاديميين والضباط، منهم الدكتور أحمد عبد الرحمن شرف الدين، والدكتور محمد عبد الملك المتوكل، ودبلوماسيون إيرانيون.

 

تدمير ممنهج للقوات الجوية

 

الاستهداف لم يكن للأشخاص فقط، بل امتد إلى تدمير البنية العسكرية، خاصة القوات الجوية.  حيث فقد اليمن بين 2004 و2012، 20 طائرة عسكرية، ودُمرت أربع طائرات أخرى، ما أدى إلى مقتل 16 طيارًا و23 مدربًا وفنيًا.

منذ أواخر 2012، تسارعت وتيرة الحوادث:

  • 31 أكتوبر 2011: تفجير 4 طائرات في قاعدة الديلمي الجوية بصنعاء.
  • 15 أكتوبر 2012: سقوط طائرة ميج-21 في قاعدة العند.
  • 21 نوفمبر 2012: تحطم طائرة نقل عسكرية في حي الحصبة بصنعاء، مقتل 10 من طاقمها.
  • 19 فبراير 2013: سقوط طائرة سوخوي-22 فوق حي سكني بصنعاء.
  • 6 مايو 2013: انفجار خزانات وقود الطائرات في قاعدة العند وتدمير خمس مروحيات، وفي اليوم نفسه استهداف طائرة عمودية في همدان.
  • 8 مايو 2013: اغتيال ثلاثة طيارين في لحج.
  • 13 مايو 2013: سقوط طائرة سوخوي في شارع الخمسين بصنعاء.
  • 6 أغسطس 2013: إسقاط طائرة مروحية في مأرب، مقتل العميد حسين مشعبة وسبعة من مرافقيه وطاقم الطائرة.

 

أرقام تلخص انهيار الدولة

 

منذ 1990 حتى 2014، شهد اليمن 8132 عملية اغتيال وإخفاء قسري، شملت 138 إعلاميًا وعشرات الأكاديميين ومئات القيادات العسكرية والأمنية، وفي الفترة بين 2012-2014 وحدها، وقعت 300 عملية اغتيال راح ضحيتها 500 شخص، و630 عملية انتحارية قتلت 3800 آخرين، إضافة إلى تدمير أو إسقاط 40 طائرة عسكرية ومقتل 50 طيارًا ومدربًا، غير أنها انتهت عقب الإعلان الدستوري في صنعاء عام 2014.

هذه المعطيات تكشف أن ما قبل 21 سبتمبر 2014 لم يكن مجرد فترة اضطراب أمني، بل انهيار ممنهج للدولة على المستويات كافة، وتفريغ ممنهج لمؤسساتها، الأمر الذي أدى إلى اندلاع ما عرفت بـ”الثورة الشعب” فمثلت إنقاذًا لما تبقى من اليمن ومنعت تحوله إلى ساحة فوضى دائمة تحت إدارة القوى الأجنبية والجماعات المسلحة.

قد يعجبك ايضا