المصدر الأول لاخبار اليمن

الكوميديا ساحة جديدة للانقسام العميق داخل المجتمع الأمريكي حول حرب غزة

خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

أصبح فن الكوميديا الارتجالية في الولايات المتحدة ساحة جديدة للانقسام العميق داخل المجتمع الأمريكي حول الحرب في غزة.

فبينما يستخدم فنانون منصاتهم للتعبير عن آرائهم السياسية الحادة، يجد الجمهور نفسه في قلب جدل محتدم بدلاً من أجواء الترفيه. في ظاهرة وصفت بإبراز حالة الانقسام، استغل عدد من الكوميديين الأمريكيين من أصول عربية وإسلامية شهرتهم لمهاجمة “إسرائيل” علناً.

وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، صعدت أسماء بارزة مثل رامي يوسف، مو عامر، وسامي عبيد إلى خشبات نوادي الكوميديا وقدموا عروضاً سياسية لاذعة.

وتضمنت هذه العروض نكاتاً ساخرة تنتقد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وتجري مقارنات مثيرة للجدل بالهولوكوست، مما أثار ردود فعل متباينة بين الجمهور وسط مؤيد ومعارض.

وفي المقابل، لفت التقرير إلى أن عدداً من نجوم الكوميديا اليهودية في الولايات المتحدة – مثل جيري سينفيلد، مايكل رابابورت، سارة سيلفرمان وإيمي شومر – اتخذوا موقفًا مغايرًا تمامًا بعد الهجمات، إذ استغلوا شهرتهم للتعبير عن تضامنهم مع “إسرائيل” وانتقاد حركة حماس بحدة غير أن هذه المواقف، وفق الصحيفة، لم تلق دائمًا صدى إيجابيًا بين متابعيهم، حيث عبر بعض الجمهور عن رفضه لخلط الفن بالسياسة، فيما أبدى آخرون استياءهم من حدة الخطاب.

وأوضحت يديعوت احرونوت أن هذا التباين يعكس التحول في وظيفة الكوميديا الأمريكية، التي لم تعد مجرد وسيلة ترفيهية، بل أصبحت ساحة مواجهة جديدة لنقاشات سياسية عميقة.

وأشارت إلى أن بعض العروض تحولت إلى ما يشبه “منابر احتجاجية”، حيث تُستخدم النكات كرسائل سياسية حادة تتجاوز حدود الفكاهة التقليدية.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الظاهرة تبرز الانقسام المتنامي داخل المجتمع الأمريكي حول الحرب في غزة والوضع في الشرق الأوسط، إذ يجد الجمهور نفسه في قلب جدل سياسي محتدم بدلًا من أجواء الترفيه، وهو ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الكوميديا كفن قادر على الجمع بين الناس، لا تعميق الفجوات بينهم.

ونقلت الصحيفة عن الممثل الكوميدي الأمريكي كارتر مورغان قوله لموقع واينت التابع لها بأن “الكوميديا هي مزيج من الحقيقة والألم، وعندما تشير النكتة إلى حقيقة مؤلمة فإنها قد تضحك البعض، لكنها تؤلم آخرين بشدة”، في إشارة إلى حساسية المزج بين الفن والقضايا السياسية المعقدة.

وختمت يديعوت أحرونوت تقريرها بالتأكيد على أن الجدل سيستمر، ما دامت منصات الكوميديا تعكس الانقسامات الأيديولوجية في الولايات المتحدة، معتبرة أن “النكتة التي كانت وسيلة للضحك أصبحت اليوم أداة في صراع سياسي عالمي”.

قد يعجبك ايضا