بين الركام والقضبان ، تتجلى معاناة الغزيين كحكاية صمودٍ دامية تكشف للعالم حجم الجريمة التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي حيث يرزحون تحت نيران القصف والقتل من جهة وبين معاناة السجون والاعتقال من جهة أخرى حيث تنتهك إنسانيتهم وتُسلب حريتهم .
وفي سياق انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي كشف مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين اليوم – الخميس – أن شهادات لمعتقلي غزة الذين أفرج عنهم أخيرا، أظهرت ارتكاب قوات الاحتلال “الإسرائيلي” انتهاكات خطيرة داخل السجون، شملت تعذيبا وحشيا، وجرائم طبية، واعتداءات جنسية بينها حالات اغتصاب .
وأوضح المكتب أن هذه الممارسات الممنهجة أدت إلى استشهاد العشرات من المعتقلين .. مشيراً أن عدد شهداء معتقلي غزة الذين تم التعرف على هوياتهم بلغ 46 شهيدا، من أصل 76 معتقلا وأسيرا استشهدوا منذ بدء العدوان على قطاع غزة .
وأكد مكتب إعلام الأسرى أن هذه الشهادات تفضح مستوى الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون .
ومنذ بدء عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، شنت قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة في مختلف مناطق القطاع، استهدفت المئات من المدنيين، بينهم أطباء ومسعفون وصحفيون وموظفون حكوميون .
وأفادت مؤسسات الأسرى بأن المعتقلين من غزة يتعرضون لأساليب قاسية من التعذيب الجسدي والنفسي داخل مراكز التحقيق والسجون، وسط حرمان متعمد من الغذاء والعلاج والملابس، وإخفاء قسري طال عددا كبيرا منهم لفترات طويلة .
وتشير تقديرات حقوقية إلى أن الاحتلال اعتقل آلاف الفلسطينيين من قطاع غزة منذ بدء الحرب، فيما يواجه ذووهم صعوبة في معرفة أماكن احتجازهم أو مصيرهم. في حين وثقت منظمات حقوقية دولية شهادات عن وفاة أسرى نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، ما يرفع المخاوف من اتساع دائرة الانتهاكات بحق المعتقلين .
