معطيات صادمة تكشف عمق المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي تحول إلى “منطقة مجاعة”بمواصفات دولية، فيما العالم يقف عاجزًا أو متواطئًا .
ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، التي تواصل عملها في ظل ظروف لا إنسانية، سُجّل خلال شهر أغسطس الماضي فقط 185 حالة وفاة مباشرة بسبب سوء التغذية والحصار ، هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو يمثل ذروة تصاعدية في سياسة التجويع الممنهج، حيث يُعد الأعلى منذ أشهر .
التفصيل الأكثر إيلامًا : من بين هذه الوفيات، 70 حالة وفاة سُجّلت منذ الإعلان الرسمي من قبل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) عن تحوّل قطاع غزة إلى “منطقة مجاعة”.، والأكثر قسوة أن 12 طفلاً بريئًا كانوا ضمن هذه الوفيات، لاقوا حتفهم لأن العالم وقف متفرجاً وهم يجوعون حتى الموت .
جيل كامل على حافة الهاوية
لا تقتصر المعاناة على من فقدوا حياتهم، بل تمتد إلى عشرات الآلاف الذين يعانون من تداعيات سوء التغذية التي ستلاحقهم طوال حياتهم حتى لو توقفت الحرب اليوم فوفق احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية :
43.000 طفل دون سن الخامسة: يعانون من سوء التغذية الحاد، هؤلاء الأطفال هم مستقبل غزة، وجيلها القادم، يتم تدمير صحتهم وقدراتهم العقلية تحت وطأة الحصار.
أكثر من 55,000 امرأة حامل ومرضع: يُحرمون من الغذاء والدواء الأساسي، مما يعرض حياتهن وحياة أجنتهن وأطفالهن الرضع لخطر الموت أو الإعاقة الدائمة.
76 % من الحوامل يعانين من فقر الدم الشديد، مما يزيد من معدلات وفيات الأمهات خلال الولادة ويهدد حياة المواليد.
هذه الأرقام ليست حصيلة كارثة طبيعية، بل هي نتيجة مباشرة لسياسة الحصار الشامل ومنع دخول الغذاء والماء النظيف والأدوية والوقود، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ويعتبر جريمة حرب بكل المستويات.