في ضربة استراتيجية هزت أركان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، نجحت طائرة مسيرة من نوع “صماد 4” تابعة لقوات صنعاء في اختراق المجال الجوي للكيان المحتل وضرب مبنى هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في “يافا المحتلة”، للمرة الثانية، لتواصل بذلك مرحلة من المواجهة وترسم خارطة ردع جوية لم تكن في الحسبان.
هذه المسيرة، التي طاردتها دفاعات العدو لمدة عشرين دقيقة في حالة استنفار أظهرت حيرة القيادة العسكرية الإسرائيلية، لم تكن مجرد هجوم عابر، بل كانت رسالةً مفادها أن عصر التفوق الجوي الإسرائيلي المطلق قد ولى، وأن سماء الكيان المحتل لم تعد آمنة أو منيعة.
تفاصيل الضربة ومواصفات نوعية غيرت قواعد اللعبة
وفقًا للإعلان الرسمي للعميد يحيى سريع، المتحدث باسم قوات صنعاء، فإن العملية شملت استهداف مبنى قيادة جيش العدو في يافا المحتلة بطائرة مسيرة من نوع “صماد 4” بشكل مباشر ودقيق، بالإضافة إلى توجيه ثلاث طائرات مسيرة أخرى لاستهداف محطة كهرباء الخضيرة، ومطار اللد، وميناء أشدود.
حيث أكد المتحدث أن جميع الضربات “كانت ناجحة وأصابت أهدافها بدقة”. ولتعزيز الحصار البحري، أعلنت قوات صنعاء أيضًا عن استهداف السفينة «MSC ABY» في شمال البحر الأحمر لانتهاكها الحظر المفروض على الموانئ المحتلة، باستخدام طائرتين مسيرتين وصاروخ كروز.
فيما كشف مصدر عسكري يمني عن المواصفات التقنية المتقدمة التي جعلت من “صماد 4” سلاحًا استراتيجيًا، حيث يصل مداها إلى أكثر من 2000 كيلومتر، وتمتلك “القدرة العالية على التخفّي عن الدفاعات الجوية” بما في ذلك الأنظمة الإسرائيلية المتطورة.
كما أكدت مصادر عبرية أن الطائرة حلقت لمدة تصل إلى 10 ساعات لتقطع المسافة من اليمن إلى “تل أبيب”، وحلقت في مسارات جديدة وغير معتادة أربكت أنظمة الكشف والاعتراض الإسرائيلية، وصمم رأسها الحربي ليكون صغيرًا نسبيًا لتمكينها من تحقيق أقصى مدى ممكن مع الحفاظ على فعاليتها القتالية.
تداعيات الضربة: صدمة إسرائيلية ومرحلة جديدة
لم يكن نجاح “صماد 4” في الوصول إلى قلب “يافا/تل أبيب” وانفجارها قرب السفارة الأمريكية في أكتوبر العام الماضي، وفقًا للمصادر العبرية مجرد عملية عسكرية، بل كان حدثًا استراتيجيًا له تداعيات بالغة، فهو خرق لأسطورة “الملاذ الآمن” وكشف عن فجوات خطيرة في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية باهظة الثمن، كما فتح جبهة جديدة تؤكد أن الجبهة اليمنية أصبحت جزءًا فاعلاً ومؤثرًا في معادلة الصراع، قادرة على إلحاق أضرار استراتيجية بالعدو من مسافة تزيد عن 2000 كم.
وجمعت العملية بين الضربات الجوية البعيدة المدى واستهداف الملاحة البحرية، مما وسع نطاق الردع اليمني وشل حركة السفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة، ويعد التأكيد على أن “برنامج الطائرات المسيرة اليمنية مستمر في التطوير وبشكل متسارع” إنذارًا بأن قدرات هذا السلاح ستواصل التطور كمًا ونوعًا.
خاتمة: رسالة دمغت سماء المحتل
“صماد 4” رسالة محمولة على أجنحة العزيمة والإرادة، كتبتها أيادي يمنية صنعت بأدوات الحصار سلاحًا ردع به أعتى الجيوش تقنية، وفتحت الباب لعصر جديد في موازين القوى، مؤكدة أن إرادة الصمود قادرة على اختراق كل الحصون، وأن زمن الهيمنة الأحادية على السماء قد انتهى إلى غير رجعة.