أدانت “جماعة نداء السلام” الاعتداءات الصهيونية الهمجية المتكررة، التي دأب الصهاينة على ارتكابها بحق العاصمة صنعاء والأعيان المدنية فيها وفي سائر المدن والمناطق اليمنية، التي تعرضت لعدوانهم الغاشم أكثر من مرة، ومن ذلك عدوانهم الأخير على العاصمة صنعاء، في يوم الخميس، الموافق ٢٨ أغسطس الجاري، الذي استشهد على إثره قيادات سياسية مدنية في حكومة صنعاء.
بيان “الجماعة”،وهي منصة طوعيه داعمة للسلام ورافضه للحرب والعنف في اليمن وجميع البلدان العربيه تتخذ من صنعاء وعدن مقرا لها،المندد باستهداف العدو الصهيوني لرئيس حكومة صنعاء وعدد من رفقائه الوزراء، والذي وصفه بـ”عمل إجرامي مدان بكل المعايير والاعتبارات الوطنية والإنسانية”، لم يكتفِ بالإدانة التقليدية، بل غاص في عمق الحدث ليضع النقاط على الحروف، ويحلل المسؤوليات، ويكشف عن الأبعاد الخفية لهذه الاعتداءات. البيان وصف الاعتداءات بأنها همجية ومتكررة، لم تستثنِ العاصمة صنعاء ولا سائر المدن والمناطق اليمنية، وأكد أن هذه الأعمال الإجرامية تُدينها كل المعايير الوطنية والإنسانية.
وأشارت الجماعة في بيانها إلى أن الموقف اليمني المساند لغزة، والذي تجلى في استهداف المصالح الصهيونية والأمريكية في البحر الأحمر، معتبرا له امتداداً طبيعياً لتاريخ طويل من الدعم والتضامن. وقال البيان “لقد اعتبر اليمنيون شهداءهم الذين ارتقوا جراء الغارات العدوانية، سواء كانت صهيونية أم أمريكية، رصيداً ثميناً قدموه دفاعاً عن الحق والقضية المركزية”، مؤكداً أن الموقف يأتي ترجمة عملية للموقف اليمني الأصيل الذي لطالما ناصر القضية الفلسطينية منذ عام 1948.
وأظهر البيان بوضوح أن ما يحدث في صنعاء ليس معزولاً عما يجري في فلسطين المغتصبة، خاصة في غزة والضفة الغربية، من إبادة جماعية وتدمير ممنهج. معتبراً ما يحدث ربط درامي يكشف أن العدو واحد، والهدف مشترك. هذا التوغل العدواني، الذي يصل إلى حد تهديد المنطقة بأسرها، لم يكن ليحصل لولا الدعم الأمريكي المطلق الذي يوفر غطاءً سياسياً وعسكرياً لا محدوداً للكيان الغاصب.
وسلط البيان الضوء على دعم الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي لم يتردد في إعطاء الضوء الأخضر لهذا الكيان لممارسة أطماعه التوسعية، بدءاً من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وانتهاءً بالتلويح بخارطة “إسرائيل الكبرى” المزعومة التي تمتد من النيل إلى الفرات. هذا الدعم، الذي بلغ حد تجريم محكمة العدل الدولية وتوقيع عقوبات على قضاتها، هو الذي يشجع العصابات الصهيونية على ممارسة بلطجتها في المنطقة والعالم، بمنأى عن أي عقاب.
في خضم هذا المشهد المأساوي، أبرز البيان قوة المقاومة الفلسطينية الأسطورية، مؤكداً أنها أثبتت عملياً أن هزيمة هذا الكيان الغاصب ممكنة. إن صمود المقاومة في فلسطين، إلى جانب الحراك العالمي المتعاظم الداعم لها، الذي تجسد في مظاهرات حاشدة في عواصم العالم، وتضحيات فردية مؤثرة مثل الضابط الأمريكي آرون بوشنل، يُشكل حافزاً لإعادة النظر في المواقف.
في ختام بيانها، وجهت “جماعة نداء السلام” نداءً هاماً لليمنيين، تدعوهم إلى توحيد صفوفهم وتوجيه ولائهم لليمن وحده، بعيداً عن أي قوى خارجية. وأن تلتف جهود الجميع حول هدف واحد هو بناء دولة يمنية جامعة، قادرة على حماية سيادتها ومساهمة بفاعلية في الحفاظ على الأمن القومي العربي. إن تراص صفوف اليمنيين هو الضمان الأكيد لمستقبل مزدهر، والسبيل الوحيد للصمود في وجه الأعداء، والمساهمة المؤثرة في قضايا الأمة.