المصدر الأول لاخبار اليمن

بمناسبة المولد النبوي.. السيد الحوثي يوجه دعوة لأهل الكتاب ويحذر من مخطط خطير يستهدف الأمة والمنطقة

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

 

أكد السيد عبدالملك الحوثي، في خطاب تاريخي مباشر أما الحشود اليمانية في ميدان السبعين وميادين الاحتشاد المليوني في مدن وعواصم المحافظات اليمنية اليوم الخميس بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي، أن الإسلام مشروع لانتصار أمة تهتدي بنوره وتتحرك على أساسه، مشيراً إلى أن ما وصفهم بكل القوى التي حاربت الإسلام “هُزمت وفشلت بالرغم مما تمتلكه من إمكانات مادية وعسكرية هائلة وما هي عليه من مكر ودهاء وخداع كاليهود”.

وأشار السيد عبدالملك إلى أن مناسبة المولد النبوي الشريف تأتي ونحن في نهاية العام الثاني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم  وشراكة أمريكية، ويواصلون جريمة القرن وفضيحة العصر المخزية للمتخاذلين.

وقال  إن “مشكلة المسلمين هي في الإعراض عن القرآن الكريم والاهتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم”، منوهاً بأن ” القرآن الكريم كشف الدور المفسد لليهود المجرمين وعن عاقبتهم المحتومة بتسليط الله عباده عليهم”.

وأوضح السيد الحوثي أن البعض لا يعون مخاطر التخاذل عليهم، والبعض يتواطأ مع العدو الإسرائيلي، مشيراً إلى أن مظلومية الشعب الفلسطيني كشفت مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية ومدى التأثير للحرب الناعمة الشيطانية.

وقال “اليهود استهدفوا بالحرب الناعمة أمة الملياري مسلم إلى حالة من الهوان مقابل حفنة من اليهود الصهاينة”، مؤكداً أن مخطط العدو الإسرائيلي لا يقف عند فلسطين، وكبار مجرميه يجاهرون علنا بمخططهم الذي يستهدف المنطقة تحت عنوان تغيير “الشرق الأوسط” و”إسرائيل الكبرى”.

وأضاف “الخطر الرهيب على أمتنا أن تستمر في هذه الوضعية الخطيرة عليها والمتنافية مع مبادئها والمؤدية بها إلى الهلاك”، لافتا إلى أن طريق النجاة لأمتنا الإسلامية ليس بالاستمرار في التخاذل وعن مسؤولية الجهاد ودفع خطر اليهود ودرء فسادهم وإجرامهم.

وتطرق إلى أن الإعراض عن القرآن الكريم وعن الاقتداء والاهتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو ما انحدر بالأمة، منوها  “لقد ثبت فشل كل الخيارات والبدائل التي تشبثت بها الأمة وبنت عليها مواقفها ونظرتها ورؤيتها”.

وتساءل السيد الحوثي:  لماذا لا تجرب الأمة العودة إلى الاهتداء بالقرآن والرسول؟ مؤكدا “لا خلاص من الجاهلية الأخرى إلا بنور الله الذي أخرج البشرية من الجاهلية الأولى”.

ولفت السيد الحوثي إلى أن من واجب المسلمين جميعا أن يعيدوا صلتهم بالقرآن اتباعا واهتداء وبالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم اقتداء وتأسيا، مؤكداً أن “الميزة المهمة الشاهدة على مصداقية الانتماء الإيماني هي الجهاد في سبيل الله”.

وأكد  ثبات الشعب اليمني العظيم على الانطلاقة الإيمانية بالتمسك بالقرآن الكريم والاقتداء بالنبي الكريم ورفع راية الجهاد ومواجهة طاغوت العصر اليهود الصهيوني ومن يقف معهم. ونؤكد ثبات موقفنا في نصرة الشعب الفلسطيني وندعو كل أصحاب الضمائر الحية لمنع الإجرام الصهيوني الذي يمارس الإبادة الجماعية والتجويع.

وفي ختام كلمته، دعا السيد الحوثي أهل الكتاب في أقطار الدنيا بدعوة الله التي هي أرقى دعوة ومنصفة ويتحقق بها الخير في الدنيا والآخرة والسلام على أرقى مستوى: “قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ”.

وكان ملايين اليمنيين احتشدوا إلى ميدان السبعين بأمانة العاصمة وساحات محافظة صنعاء والمحافظات التابعة لسلطة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، في مشهد مهيب احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف قدم للعالم لوحة إيمانية فريدة من نوعها، ويجسد عمق الارتباط الروحي للأنصار بالنبي الأعظم.

مشاهد احتفالية وصفها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في كلمته المباشرة بالمناسبة، بأنها “لا مثيل لها في الأرض”، جاءت لتؤكد على هوية شعبية راسخة، متجذرة في الإيمان والحكمة التي شهد بها الرسول الكريم لأهل اليمن، في ظل ظروف استثنائية عصيبة يمر بها الإقليم.

وفي خضم هذا المحتشد الهادر، بارك السيد الحوثي للشعب اليمني وكل المحتفين بالمولد النبوي، مؤكداً أن هذا الإحياء السنوي هو “عرفان للنعمة وشكر لله وفرح وابتهاج”، كما أنه إفشال لكل محاولات فصل الأمة عن الاقتداء بنبيها. فالشعب اليمني، كما أشار، يستلهم من هذه المناسبة “ما يزيده إيمانا ووعيا وعزما وثباتا”، ويستذكر أمجاد أجداده الأنصار الذين حملوا راية الإسلام حين تخلى عنها آخرون، ليؤكد أن أحفادهم اليوم يواصلون حمل هذه الراية “سندا للمسلمين المستضعفين وتصديا للطغاة الكافرين”.

تأتي هذه الاحتفالات في ختام عامين من العدوان الذي تشنه قوى الاحتلال بالاشتراك مع الدعم الأمريكي على قطاع غزة، وهي فترة شهدت، كما أكد السيد الحوثي، “جريمة القرن وفضيحة العصر المخزية للمتخاذلين”. وفي تحليله العميق للوضع، أبرز السيد الحوثي كيف أن هذه المواجهة كشفت عن “مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية”، وهو ما نتج عن تأثير “الحرب الناعمة الشيطانية” التي استهدفت الأمة بأكملها. فالعدوان الذي لا يكتفي بالتجويع، بل وصل إلى منع حليب الأطفال، يواصل انتهاكاته للمسجد الأقصى المبارك والضفة الغربية في مشهد تتواطأ فيه بعض الجهات وتتفرج أخرى.

الرسالة كانت واضحة: العدوان هو جزء من مخطط أوسع يستهدف المنطقة بأسرها تحت عناوين مثل “الشرق الأوسط الجديد” و”إسرائيل الكبرى”، وهو ما يهدد بـ”هلاك” الأمة إذا استمرت في حالة التخاذل. ومن هنا، يبرز احتفال اليمنيين بالمولد النبوي كفعل مقاومة حضاري، يجدد العهد مع القيم والمبادئ الإيمانية، ويؤكد على أن الطريق الوحيد للخلاص هو في التمسك بالهوية الإيمانية التي حملها الأجداد، والوقوف في وجه المخططات التي تحاول تفكيك الأمة وإضعافها.

في هذا السياق، لم يكن المولد النبوي مجرد ذكرى، وإتما محطة لتعبئة الأمة، وإعادة إحياء روح الأنصار التي لا تقبل بالذل أو الخنوع، وتؤكد على أن “أحفاد الأنصار يحملون الراية عاليا وسندا للمسلمين المستضعفين وتصديا للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين”.

 

قد يعجبك ايضا