برزت مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف ساحات الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، بأمانة العاصمة وبقية المحافظات بشكل لافت عكس عمق اهتمامهم بإحياء هذه الذكرى الدينية العظيمة.
وأشاد المدير التنفيذي لصندوق رعاية وتأهيل المعاقين، الدكتور علي ناصر مغلي، بالحضور اللافت للأشخاص ذوي الإعاقة في ميدان السبعين وبقية ساحات الجمهورية، وإصرارهم على المشاركة الفاعلة في الاحتفالات الجماهيرية على الرغم من الصعوبات التي تعترض طريق مشاركتهم.
وأفاد الدكتور مغلي، أن التجهيزات والترتيبات التي نفذتها الجمعيات والاتحادات العاملة في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، سهلت وصولهم إلى الساحات، عبر تخصيص أماكن مناسبة لهم وتنظيم تحركاتهم.
وأشار إلى أن الحضور الجماهيري الكبير، يؤكد مدى حب اليمنيين للرسول الأعظم، ومدى تمسكهم بنهجه القويم والسير على دربه، والعمل بما جاء به، وثباتهم على المبادئ والقيم في دعم وإسناد أبناء فلسطين في غزة ضد المجازر والجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني.
من جانبه، أوضح الدكتور عبدالله بنيان، رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين اليمنيين، أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمثلون نسبة كبيرة من المجتمع اليمني، وقد أثبتوا حضورهم على كافة المستويات، وخروجهم المشرف اليوم في كافة الساحات يعزز مستوى دمجهم في المجتمع ويعكس مدى ارتباطهم بالرسول الأعظم.
فيما أعتبر ماجد النهمي، المسؤول الثقافي والاجتماعي بصندوق المعاقين، أن خروج الأشخاص ذوي الإعاقة بهذا الحجم الكبير دليل على ما تحظى به هذه الشريحة من اهتمام ورعاية من قبل القيادة الثورية والسياسية وحكومة التغيير والبناء، ورسالة واضحة للأعداء بأن الشعب اليمني بكل فئاته، بما فيهم الأشخاص ذوو الإعاقة، يقفون على قلب رجل واحد في مواجهة العدو والاصطفاف خلف القيادة الثورية والسياسية.
كما عبر عدد من رؤساء ومديري الجمعيات والمراكز الخاصة بذوي الإعاقة عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة في هذه المناسبة الدينية العظيمة، معتبرين أن الحضور في ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم شرف كبير، ودافع قوي لمواصلة مسيرة البناء والتغيير المجتمعي والثقافي.
في هذا السياق، تحدث أمين عام جمعية المكفوفين، ضيف الله عجلان، قائلاً: “لم تمنعني إعاقتي البصرية من الشعور ببهجة هذه المناسبة، فقلبي ينبض بحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. مشاركتي اليوم رسالة واضحة أن الإعاقة ليست حاجزاً أمام الولاء والانتماء، ونحن جزء لا يتجزأ من المجتمع اليمني”.
بينما عبر الأستاذ مجيب قحطان، معاق حركي، عن مشاركته في المناسبة بقوله: “رغم التحديات اليومية التي أواجهها، كان لي الشرف أن أكون جزءاً من هذه الفعالية الروحية. حضورنا يؤكد أن الإعاقة ليست تهميشاً، بل دافعاً أقوى للمساهمة في تعزيز قيم الدين والانتماء الوطني”.
فيما أشار أمين عام جمعية رعاية وتأهيل الصم والبكم، إياد الوعيل، من ذوي الإعاقة السمعية، إلى أهمية المشاركة رغم الصعوبات قائلاً: “بالرغم من أنني لا أسمع الأصوات، فإن لغة الإشارة كانت صوتي للتعبير عن محبتي وولائي للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وجودي وسط هذا الحشد يؤكد قدرة ذوي الإعاقة السمعية على المشاركة الفعالة وإيصال رسالتهم بوضوح”.