صنعاء تتحدّى الضغوط.. صمودٌ يُعيد صياغة الدولة وتوحيد الجبهات!

في ظل التحديات الجسيمة، برزت سلطات صنعاء كصرح صامد، حاملةً راية التضحية والثبات، لتؤكد على أصالة الهوية اليمنية وعمق الانتماء للقضية الفلسطينية، لتتحول تضحياتها إلى وقود يدفع عجلة البناء والتنمية، بينما يواصل الشعب اليمني مسيرة العزة والكرامة.

تضحيات جسيمة وموقف ثابت

خلال الأسبوع الماضي، واجه الشعب اليمني في مناطق سلطات صنعاء ظروفاً قاسية، تمثلت في خسائر مؤلمة، إلا أنها لم تنل من عزيمة القيادة والشعب. ففي زمن تكشف فيه الحقائق، قدّم اليمن خير قياداته ورجاله كشهداء في سبيل الحق، مجسدين التضحية والعظمة في صمت وعمل دؤوب. لم يكن رئيس مجلس الوزراء وتسعة من الوزراء الشهداء مجرد مسؤولين، بل رجال مرحلة حملوا همّ الوطن، وأعادوا بناءه الإداري والاقتصادي في ظل حرب طالت كل شريان حياة. لقد جسدوا اليقين الراسخ بأن نصرة الحق والدفاع عن الوطن شرف لا يضاهيه شرف، فتركوا إرثاً من العمل الجاد والإنجاز النوعي، حيث أعادوا صياغة الجهاز الحكومي للدولة على أسس إحصائية دقيقة، ووضعوا قواعد راسخة لمراجعة اللوائح والأنظمة. الدم الذي أُريق في سبيل الله والوطن بات وقوداً يدفع عجلة البناء، ويمنح مؤسسات الدولة قوة مضاعفة وإصراراً لا يلين على مواجهة العدوان، وتعزيز حضورها بين المواطنين، وتأمين احتياجاتهم.

ردود عسكرية وعمليات نوعية

في سياق الدعم المتواصل للمقاومة الفلسطينية، صعّدت قوات صنعاء عملياتها النوعية باتجاه عمق الأراضي المحتلة، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ورداً على جرائم الإبادة والتجويع التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، وردّاً أوليّاً على العدوان الإسرائيلي على اليمن. ونُفذت سلسلة من العمليات المزدوجة بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، استهدفت سفناً نفطية إسرائيلية وأخرى مرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر، بالإضافة إلى ضربات مباشرة لمبنى هيئة الأركان الصهيونية، ومحطة كهرباء الخضيرة، ومطار اللد، وميناء أسدود، وأهداف حساسة في يافا المحتلة، وغرب القدس، وحيفا. حققت هذه العمليات أهدافها كاملة، مسببة هلعاً جماعياً دفع ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وأدت إلى تعليق حركة مطار اللد، فيما لا تزال الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ (إسرائيل) في الأراضي المحتلة في البحرين الأحمر والعربي تخضع للحظر.

الدعم الشعبي والفعاليات

تجسيداً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أقيمت وقفات جماهيرية وطلابية حاشدة في عدة محافظات، مؤكدةً على الوقوف صفاً واحداً خلف القضية العادلة. كما انطلقت مسيرات لخريجي دورات “طوفان الأقصى”، مجسدةً الجهوزية الكاملة لمواجهة أعداء الأمة والدفاع عن فلسطين والمقدسات.

إنجازات خدمية وتنموية

شهد الأسبوع الماضي تدشين العديد من المشاريع الخدمية والتنموية، منها افتتاح مستشفى تعز العام، ومشروع بناء مدرسة الشهيد الحمدي، ومشروع مياه المشكي، ومدرسة “إبصار” للمكفوفين. كما تضمنت الأعمال إنجازات في صيانة الطرق وفتح مسارات جديدة، مما يعكس جهوداً حثيثة لتعزيز البنية التحتية وتلبية احتياجات المواطنين.

الاحتفاء بالمولد النبوي ومبادرات الإحسان

احتفل الشعب اليمني بذكرى المولد النبوي الشريف في 49 ساحة وميداناً، في حدث استثنائي جسد التلاحم الروحي والوحدة الوطنية، وتأكيد المحبة والارتباط بالرسول الأعظم، ونصرة للقضية الفلسطينية. وفي إطار الاحتفاء بالمناسبة، دشنت الهيئة العامة للزكاة مشاريع إحسان نوعية بقيمة تقارب 27 مليار ريال، تضمنت توزيع سلال غذائية، وكفالات أيتام، وضيافة جماعية.

المخيمات الطبية ورعاية المعاقين

اختتمت العديد من المخيمات الطبية المجانية في أمانة العاصمة والمحافظات، قدمت خدماتها لآلاف الحالات من النساء والأطفال، وشملت مختلف التخصصات الطبية. كما دشنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل صندوق رعاية وتأهيل المعاقين مشاريع وأنشطة بقيمة 404 ملايين ريال، استفاد منها الآلاف من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى توزيع أجهزة تعويضية.

إنجازات رياضية وثقافية

بلغ المنتخب الوطني للشباب نصف نهائي بطولة الخليج، بفوزه على نظيره الكويتي، تأهلاً للمربع الذهبي. كما أقرت اللجنة الأولمبية اليمنية قائمة الألعاب المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب. وعلى الصعيد الثقافي، أُعلن عن إشهار كتاب “ثوار في رحاب الله” للشاعر الراحل عبدالله البردوني، ضمن فعالية ثقافية استعرضت عظمة تجربته الإبداعية.

وبهذا، تتجسد صلابة مؤسسات الدولة الحقيقية في صنعاء- اليمن، وقدرتها على مواصلة أداء مهامها وتسيير شؤون البلاد دون تراجع أو ارتباك، مؤكدةً أن هذه المؤسسات لا تهتز أمام العواصف ولا تنكسر تحت الضغط. وفي مواجهة قوى الاستكبار والعدوان، سطّرت الحكومة والشعب اليمني ملاحم وطنية مشرّفة، دعماً للقضية الفلسطينية ورداً على جرائم العدو في اليمن وغزة.