ديلي ميرور : ما الذي سيمنع استخدام الأسلحة النووية في حرب عالمية مستقبلية؟
ترجمة خاصة | وكالة الصحافة اليمنية
في تقرير حول إمكانية استخدام الأسلحة النووية في الحروب وعلى رأسها احتمالية نشوب حرب عالمية ثالثة، قال الكاتب “جاميني اكمي مانا”، في تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية اليوم السبت.
وقال التقرير إنه رغم التوقعات المتشائمة، لم تبدأ حرب عالمية ثالثة بعد؛ لكن ثمة شبحًا يخيم على هذا الاحتمال – استخدام الأسلحة النووية.
وأشار التقرير إلى انتهاء الحرب العالمية الثانية بقنبلتين نوويتين، صُنعتا في الولايات المتحدة، الدولة الوحيدة المسلحة نوويًا في العالم آنذاك (مع أن بعض المؤرخين يدّعون أن ألمانيا هتلر كانت قريبة من ذلك)، وأُلقيتا على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان، اللتين كانتا تقطنهما أغلبية مدنية.
ومنذ ذلك الحين، ورغم أن العالم كان على وشك نشوب حرب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق عدة مرات عام ١٩٩١، لم تُستخدم أي أسلحة نووية، مع أن كلتا القوتين احتفظتا بترسانات نووية ضخمة.
وتابع التقرير: يضم العالم اليوم تسع دول مُعلنة امتلاكها أسلحة نووية، لكن استخدام القنابل النووية في الحرب يُعتبر على نطاق واسع أمرًا لا يُصدق.
ولفت التقرير إلى أنه لو فكرنا على نطاق أوسع يتجاوز أوكرانيا وغزة، وفكرنا في اليمن، والحرب الأهلية في جنوب السودان، وحتى تايوان، كنقطة انطلاق لحرب قد تشمل مباشرة الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والصين وإيران، وربما الهند وباكستان وحتى الفلبين واليابان، يمكننا طرح سؤالين: هل حرب عالمية أخرى حتمية؟ وإذا اندلعت، فهل ستُستخدم الأسلحة النووية؟
وأوضح التقرير إنه بما أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع التنبؤ بالمستقبل، فلا يسعنا إلا النظر إلى أحداث الماضي واستخلاص النتائج.
الشيء الوحيد الذي يمكن الجزم به هو أنه لو امتلك كلٌّ من الحلفاء (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، والاتحاد السوفيتي) ودول المحور (ألمانيا، إيطاليا، واليابان) أسلحة نووية، لما ترددوا في استخدامها. ولكن على الأرجح، ما كانت الحرب العالمية الثانية لتحدث لو امتلكت نصف هذه الدول فقط أسلحة نووية.
وتطرق التقرير إلى تهديد الرئيس الأمريكي كينيدي لـ رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف، بحرب نووية، خلال أزمة الصواريخ الكوبية، ولم يحصل شيء حينها بسبب انقسام الاتحاد السوفيتي.
ويواصل التقرير: اليوم، حرب روسيا وأوكرانيا، كان من أسبابه خشية روسيا من أنه في حال انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ستتمركز صواريخ باليستية عابرة للقارات أمريكية هناك؛ لكن هذه ليست بؤر التوتر الوحيدة، فـ تايوان قضية مُشتعلة كادت أن تُنسى بسبب أوكرانيا وغزة.
احتمالية كبيرة لحرب نووية
في حين أن بوتين متشدد، فإن وصول دونالد ترامب لولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة جعل احتمالات حرب أكبر، وحربًا نووية، أكثر قابلية للتحقيق. إن إعادة تسمية وزارة الدفاع الأمريكية إلى وزارة الحرب تُعطي فكرة عن تفكيره.
باختصار، هناك احتمال قوي لاستخدام الأسلحة النووية مرة أخرى في صراع مستقبلي.
حول قصف أمريكا لليابان وتبريرها بأن ذلك جاء من أجل إنهاء الحرب، أوضح التقرير أن استنتاجات أخرى كانت تناقض هذا الرأي،. يقتبس المؤرخ البريطاني البارز باسل ليدل هارت في كتابه “تاريخ الحرب العالمية الثانية” (كاسل، 1970) قولَي أميرالين أمريكيين: “كان الحصار البحري وحده كافيًا لتجويع اليابانيين ودفعهم للاستسلام، بسبب نقص النفط والأرز وغيرها من المواد الأساسية.
لقد أراد العلماء وغيرهم إجراء هذا الاختبار نظرًا للمبالغ الطائلة التي أُنفقت على المشروع – ملياري دولار – الأدميرال ليهي”.
في أغسطس 1945، عندما أُلقيت القنبلتان الذريتين، لم يتبقَّ لليابان أي بحرية، ولا سفن تجارية، ولا قوات جوية. كانت اليابان تعاني بالفعل من نقص المواد الأساسية لكل من الجيش والسكان المدنيين. أدى قصف طوكيو بالقنابل التقليدية في مارس 1945، والذي نفذته قاذفات “فلاينغ فورتشن” (القلعة الطائرة)، إلى مقتل أكثر من 90 ألف شخص (ما يعادل 1.5 مليون قتيل في هيروشيما في البداية) وتدمير ثلث طوكيو.
ووفقًا للمؤرخ ليديل-هارت، كان هناك سبب آخر يتمثل في الحاجة إلى منع الاتحاد السوفيتي بقيادة ستالين من دخول الحرب ضد اليابان.
حقيقةٌ أخرى مُقلقة: العقوبات تُؤدي إلى الحرب. روسيا، رغم تضررها الشديد من العقوبات الغربية، تمكنت من إدارة اقتصادها ومجهودها الحربي بفضل المساعدة الصينية. قبل الحرب العالمية الثانية، لم يكن لليابان حليفٌ قويٌّ كهذا بجوارها. كانت ألمانيا بعيدة، وتحتاج إلى جميع مواردها في أوروبا. في يوليو 1941، عندما بسطت اليابان سيطرتها السياسية على الهند الصينية من الشمال إلى الجنوب، جمّد الرئيس روزفلت الأصول اليابانية وحظر التجارة اليابانية في النفط والصلب. قررت الحكومة العسكرية اليابانية مهاجمة المستعمرات البريطانية والهولندية والفرنسية والأمريكية في الجنوب، بهدف تحرير نفسها من الضغوط الاقتصادية الغربية.