خاص | أثار مقتل “محمد صادق المخلافي”، المتهم في اغتيال مدير صندوق النظافة والتحسين بمدينة تعز، “افتهان المشهري”، نهاية الأسبوع الماضي، موجة جديدة من الغموض والجدل، في حادثة وصفت بأنها تهدف إلى “طي صفحة جريمة غامضة” يقف خلفها قيادات مجهولة.
ونقلت مصادر حقوقية محلية أن “المخلافي” لقي مصرعه برصاص عناصر تابعة للقيادي في فصائل الإصلاح، “ياسر المخلافي”، خلال مشاركتها في حملة أمنية استهدفت منزلا مهجورا في حي التوحيد، بعد 7 أيام من حادثة الاغتيال.
وأوضحت المصادر أن ظروف مصرع المخلافي المعروف بـ”الباسق” بهذه الطريقة، تثير شبه غامضة بأنها محاولة متعمدة لإخفاء الأدلة وتصفية كل من له صلة بالعملية، واعتبرت المتهم لم يكن سوى “مجندا لتنفيذ عملية الاغتيال بينما يظل المخططون الحقيقيون بعيدا عن المشهد.
وطالبوا بفتح تحقيق “شفاف ومحايد” يركز على آخر مكالمة هاتفية استدرجت الضحية المشهري من منزلها إلى كمين الاغتيال في جولة سنان، وجاءت المطالبات بناء على استحالة خروج المشهري من منزلها بناء على اتصال من متهمين كانت الأجهزة الأمنية التابعة لجماعة الإصلاح على علم مسبق بالتهديدات الموجه لها، مما يضع تلك الأجهزة في موقف اتهام بعدم القيام بواجبها والتواطؤ، مع من يقف خلف العصابة.
وكان قد سجل المتهم باغتيال “المشهري” مقطعا مصورا تناول فيه تفاصيل الحادثة منذ البداية التي يقف خلفها مقربون من القيادي في الاصلاح” حمود المخلافي”.
يأتي ذلك، عقب تهديد إيقاف مندوبي صندوق النظافة، أمس الثلاثاء، حركة السير ومنعوا دخول شاحنات نقل البضائع الى المدينة عبر الخطوط الرئيسية في “التربة، الأقروض، الكدحة”، حتى يتم الكشف عن الحقيقة.
كما قطع أبناء مناطق الحجرية، الطرق المؤدية إلى تعز احتجاجا على ما وصفوه “بالاعتداء السافر” على مخيم الاعتصام السلمي أمام مبنى السلطات المحلية، المطالب بالقبض على مرتكبي حادثة الاغتيال.
ومنذ اغتيال المشهري الخميس الماضي، تحولت شوارع تعز إلى “أكوام من القمامة” بسبب الإضراب الشامل، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية وارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد.
وتغرق المدينة، الخاضعة لسيطرة التحالف، في فوضى أمنية وخدمية شاملة، في مشهد يظهر عمق الصراع الداخلي بين فصائل الإصلاح والقوات التابعة للقيادي “طارق عفاش”، والتي حولت تعز إلى ساحة لتصفية الحسابات.