المصدر الأول لاخبار اليمن

في تحدٍ لإرادة 45 دولة مشاركة: جيش الاحتلال يلاحق “أسطول الصمود” بالمسيَّرات ويخطط للاستيلاء عليه

فلسطين المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية

 

ذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان 11)، اليوم الإثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لخوض مغامرة لتنفيذ عملية وصفتها بالتحدي المعقد للسيطرة على “أسطول الصمود” العالمي الضخم الذي انطلق من شواطئ اليونان متجهاً إلى قطاع غزة المحاصر، حاملاً على متنه مئات النشطاء من حول العالم وأطناناً من المساعدات للمتضررين من الحصار والإبادة المتواصلة. ومن المتوقع أن تصل سفن الأسطول، الذي يُعد الأكبر من نوعه، في غضون أربعة أيام، متزامنة مع ما يُعرف بـ “يوم الغفران” اليهودي.

 

تدريبات واستعدادات للمواجهة

أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وحدة “شييطت 13″، التي تشمل الأسطول الحربي الثالث عشر للكوماندوز البحري التابع لسلاح بحرية الاحتلال، أجرت تدريبات مكثفة على كيفية الاستيلاء على سفن الأسطول في عرض البحر، قبيل اقترابه من شواطئ غزة. ويأتي هذا في سياق تهديد صريح أطلقه مسؤول أمني إسرائيلي قبل نحو أسبوع لـ “كان 11” بعدم السماح للناشطين بكسر الحصار البحري المفروض على القطاع.

وقالت “كان 11” إن عملية الاستيلاء تكتسب هذه المرة تعقيداً خاصاً بالنسبة لسلطات الاحتلال، لعدة أسباب؛ أبرزها الحجم غير المسبوق للأسطول الذي يضم نحو 50 سفينة وقارباً، بالإضافة إلى أن الأسطول يُرافق بقطع بحرية من كل من إيطاليا وإسبانيا، التي أعلنتا إرسال سفن تابعة لبحريتيهما لتقديم المساعدة بعد تعرض الأسطول لهجوم بطائرات مُسيَّرة، فضلاً عن وجود مسيّرات تركية في الأجواء.

 

هجمات مُسيَّرة وضغوط

وكان أسطول الصمود ، الذي انطلق من برشلونة ثم تبعته قوافل أخرى من جنوى ايطاليا وتونس، قد تعرض لهجوم بطائرات مسيّرة وقنابل صوتية، الأربعاء الماضي، ما تسبب في انفجارات وانقطاع للاتصالات دون وقوع خسائر بشرية، وذلك بعد يوم واحد من تهديد المسؤول الإسرائيلي، حيث تم الإبلاغ بأن مسيّرات مجهولة يُرجح أنها إسرائيلية ألقت قنابل صوتية على السفن وبثت أغان لفرقة “آبا” السويدية عبر شبكة الاتصال الخاصة بالأسطول بهدف الترهيب، وفق ما أورده المنظمون. ولم تعلق سلطات الاحتلال على الحادثة لكنها سبق أن أعلنت عدم سماحها بوصول أي قوارب لغزة.

وفي مسعى لمنع وصول الأسطول، حسب ما نقلته “كان 11″، وجهت سلطات الاحتلال في الأسبوع الأخير نداءً إلى منظمي الأسطول طالبتهم فيه بإيصال مساعداتهم عبر موانئ بديلة مثل أشكيلون (عسقلان) أو قبرص أو حتى من خلال الفاتيكان. إلا أن المنظمين رفضوا هذا التوجه، معتبرين إياه “استفزازاً مُنظَّماً” وتأكيداً على إصرارهم على كسر الحصار بشكل مباشر.

رسائل من قلب الأسطول

يضم الأسطول أكثر من 500 ناشط من نحو 45 دولة، منهم فنانون ودبلوماسيون وشخصيات شهيرة مثل ناشطة المناخ السويدية غريتا تونبرغ. وأشار المنظمون في مؤتمر صحفي بكاتانيا، السبت الماضي، إلى أن السفن تحمل إمدادات طبية وأغذية جافة ومواد مدرسية كأولوية قصوى للفلسطينيين.

من جهتها، أدانت برناديت سكوداري، عضو البرلمان الأوروبي، التي كانت على متن أحد القوارب، في تصريحات لمصادر إعلامية، ما يحدث في قطاع غزة ووصفته بـ “الإبادة الجماعية”. وأكدت أن الدول الأوروبية “متواطئة” باستمرارها تزويد الكيان الإسرائيلي بالسلاح الذي يسهم في قتل المدنيين، مشددة على أن الهدف من انضمامها للأسطول هو “إضاءة ما يجري وإيصال المساعدات وفرض القانون الدولي”، معتبرة أن الحصار على غزة “غير قانوني” ويجب فتح ممرات إنسانية دائمة. ودعت سكوداري الحكومات الأوروبية إلى “حماية الأساطيل حتى نتمكن من توصيل المساعدات”.

كما أكدت المتحدثة باسم تحالف أسطول الحرية، تان صافي، أن البعثات المدنية تشير إلى أن المطالبة بإنهاء الحصار “لا يمكن إسكاتها أو ردعها”، قائلة: “لن نتوقف مهما كلَّف الأمر، نحن نبحر لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة”. الناشطة غريتا تونبرغ أيضاً وجهت رسالة دعم وتضامن قوية من على متن قاربها قبالة كريت، قائلة: “نحن لا نقدم مساعدات إنسانية فحسب، بل نحاول بث الأمل والتضامن وإرسال رسالة قوية مفادها أن العالم يقف إلى جانب فلسطين”.

أعلنت مصادر اعلامية، اليوم الاثنين، أن الأسطول أصبح على بعد نحو 825 كيلومترا فقط من القطاع، مؤكدة أن المشاركين يراقبون التجمع البحري والتنسيق بين القوارب، ومستعدون لجميع السيناريوهات المحتملة بما فيها المواجهة المباشرة مع سلطات الاحتلال، كما أشار المنظمون.

تهديدات الاحتلال باطلة

في السياق، أفادت تقارير إخبارية بأن “أسطول الصمود العالمي”، الذي يضم ناشطين وسفناً من 44 دولة، قد أكد تحديه لتهديدات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على المضي قدماً في مهمته الإنسانية لإيصال المساعدات الحيوية إلى قطاع غزة المحاصر. هذا التأكيد جاء في بيان رسمي نشره الأسطول على منصة “إكس” (الخميس)، رداً على تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، الذي توعد فيها بـمصادرة القوارب واعتقال المشاركين ومعاملتهم “كمشتبه بهم بالإرهاب”.

في تفاصيل البيان، أوضح الأسطول أن سفنه بصدد الوصول إلى شواطئ غزة خلال الأيام القادمة محمَّلة بـ”مساعدات إنسانية منقذة للحياة”.

لم يقتصر البيان على الإعلان عن مسار الرحلة، بل تضمن إدانة حاسمة لتهديدات بن غفير، واصفاً إياها بأنها “محاولة لترهيب المشاركين. وأكد الأسطول أن هذه التهديدات الإسرائيلية “ليست فقط باطلة وغير عادلة، بل تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف”. وشدد على أن “التهديدات الواهية من المسؤولين الإسرائيليين لن تثنينا… مهمتنا إنسانية وقانونية ولا يمكن إيقافها”، وأن الهدف الأسمى هو “كسر الحصار وإعادة الأمل إلى أطفال غزة وعائلاتهم” في ظل الإبادة الجماعية المتواصلة.

واستند البيان إلى القانون الدولي للتأكيد على حق الأسطول في الوصول، مشدداً على أنه “بموجب القانون الدولي، يخضع ساحل غزة المتوسطي… لسيطرة شعب غزة، وله الحق في استقبال السفن والبضائع والأشخاص عبر مياهه الإقليمية”. وأشار الأسطول إلى أن الفلسطينيين “يقعون ضحايا لحصار بحري وجوي وبري شامل غير قانوني فرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2007”.

في السياق، تحولت منصة “إكس” إلى ساحة للتعبير عن تحدي الناشطين المشاركين في “أسطول الصمود العالمي” لتهديدات وزير الأمن القومي في سلطات الاحتلال، إيتمار بن غفير، التي وصفهم فيها بـ”الإرهابيين” وتوعد بمصادرة سفنهم. فإلى جانب البيان الرسمي للأسطول، شهدت المنصة تفاعلاً واسعاً من النشطاء الذين أظهروا إصرارهم الجماعي على المضي في مهمة كسر الحصار، رغم خطة الاحتلال لاحتجازهم في ظروف السجناء الأمنيين.

 

وشارك الناشطون صوراً ومقاطع فيديو من على متن السفن، مؤكدين الاستعداد للمخاطر ومتمسكين بطبيعة مهمتهم “الإنسانية والقانونية التي لا يمكن إيقافها”، في رسالة تحدٍ مباشرة لسلطات الاحتلال، حيث شددوا على أن هدفهم الثاني، بعد إيصال المساعدات، هو “فضح هذا المجرم” والمساهمة في إنهاء الإبادة الجماعية والحصار المفروض على غزة.

قد يعجبك ايضا