أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأربعاء، تعليق أنشطتها الإنسانية مؤقتًا في مدينة غزة، ونقل طواقمها جنوبًا، في ظل تصعيد العدوان الإسرائيلي العنيف الذي تتعرض له المدينة عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي المستمر.
وقالت اللجنة، في بيان صحفي، إن قرارها جاء بعد أن أُجبرت على تعليق العمليات الإنسانية داخل المدينة المحاصرة، مؤكدة أنها ستواصل دعمها للمدنيين من خلال مكاتبها في دير البلح ورفح، التي لا تزال تعمل بكامل طاقتها.
وأوضح البيان أنّ الأنشطة الجارية تشمل تقديم تبرعات طبية للمرافق الصحية القليلة المتبقية في مدينة غزة، وتسهيل حركة المستجيبين الأوائل رغم القيود المفروضة، فيما سيبقى المستشفى الميداني التابع للصليب الأحمر في رفح شريان حياة لعشرات الجرحى الذين يتدفقون إليه يوميًا.
وأشارت المنظمة إلى أن المدنيين في غزة “يُقتلون ويُهجّرون قسرًا، ويُجبرون على مواجهة ظروف إنسانية بالغة القسوة”، لافتة إلى أنّ المستجيبين الأوائل، من الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني، يواصلون جهودهم رغم تقييد حركتهم بشكل خطير.
ويأتي قرار الصليب الأحمر بعد أيام من إعلان منظمة أطباء بلا حدود تعليق عملياتها داخل المدينة، إثر تطويق قوات الاحتلال الإسرائيلي لعياداتها، وهو ما وصفته المنظمة بأنه “الخطوة الأخيرة التي لم تكن ترغب بها” في ظل الاحتياجات الطبية الهائلة.
يُذكر أنّ اللجنة الدولية كانت قد حذّرت في وقت سابق من أنّ العمليات الإنسانية في قطاع غزة تقف على حافة الانهيار التام، وهو ما تؤكده التطورات الأخيرة مع استمرار العدوان الإسرائيلي ومحاولاته فرض حصار خانق ودفع السكان نحو النزوح القسري.