المصدر الأول لاخبار اليمن

عامان من التخاذل.. كيف أبرز أسطول الصمود حقيقة الموقف العربي والاسلامي؟

خلال عامين، لم تستطع 57 دولة عربية وإسلامية إدخال قنينة ماء واحدة إلى قطاع غزة المحاصر، ولم تبذل أي دولة عربية أو إسلامية أي محاولة لكسر الحصار ، وأكتفت هذه الدول بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار فقط، ولم يقتصر الأمر على هذا ، بل وصل إلى تقديم بعض الأنظمة العربية والإسلامية دعمًا لـ “إسرائيل” ومن بينها تركيا، السعودية، الإمارات، ومصر، حيث أثبتت التقارير بالأدلة استمرار القنوات التجارية واللوجستية بين هذه الدول وإسرائيل خلال فترة العدوان على غزة.

وعلى عكس مواقف الدول العربية والاسلامية المتخاذل في ظلّ استمرار العدوان على غزة ، وتفاقم المأساة الإنسانية، برزت مبادرات دولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني أبرزها محاولة السفينة “مادلين” ، ومحاولة أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة.

سفينة “مادلين” ومحاولة كسر الحصار على غزة

انطلقت السفينة يوم 1 يونيو 2025 من ميناء كاتانيا الإيطالي في جزيرة صقلية، وعلى متنها 12 ناشطاً دولياً من جنسيات مختلفة، بينهم أسماء بارزة مثل الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن.

كان الهدف أن تصل السفينة إلى سواحل غزة يوم 7 يونيو 2025 محمّلة بكمية رمزية من المساعدات الإنسانية تشمل حليب الأطفال، وأدوية أساسية، ومواد غذائية مثل الأرز والدقيق، في رسالة رمزية أكثر منها إغاثية ضخمة .

 

مهاجمة البحرية “الاسرائيلية” للسفينة 

في 9 يونيو 2025، وأثناء إبحار السفينة في المياه الدولية شرق المتوسط وقبل وصولها إلى غزة، اعترضتها بحرية الاحتلال الاسرائيلي وتم اعتقال جميع الناشطين الـ12 على متنها، وصودرت المساعدات التي كانت على ظهرها .

مصير الناشطين

بعد الاعتراض، نقلت سلطات الاحتلال الناشطين إلى ميناء أسدود، وجرى ترحيل أربعة منهم بسرعة بعد توقيعهم على أوراق الإبعاد، كان من بينهم غريتا ثونبرغ ، أما الثمانية الآخرون فقد ظلوا قيد الاحتجاز عدة أيام، وخضعوا لإجراءات قانونية انتهت بترحيلهم، مع فرض منع دخول إلى الاراضي الفلسطينية المحتلة  لمدة 100 عام بحقهم جميعاً .

 

أسطول الصمود المحاولة الأكبر لكسر الحصار

أسطول الصمود هو مبادرة بحرية دولية مدنية هدفها كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، ونقل مساعدات إنسانية رمزية، وإثارة انتباه العالم لمعاناة الفلسطينيين تحت الحصار .،انطلق الأسطول في أواخر أغسطس 2025 من عدة موانئ أوروبية، من بينها برشلونة (إسبانيا)، جنوة (إيطاليا)، وأُخرى من صقلية (إيطاليا ) ويضم الأسطول أكثر من أربعين (40) سفينة أو زورقًا مدنيًا ، ويشارك فيه نحو 500 ناشط/ة من أكثر من 44 دولة .

 

مهاجمة الاسطول

منذ 1 أكتوبر 2025 تقريبًا، بدأت قوات بحرية الاحتلال  الإسرائيلي عمليات مهاجمة  السفن التابعة للأسطول ، والاستيلاء عليها ، واختطفت الناشطين ،وصادرات المساعدات التي كانت على متن هذه السفن ، في ظل تنديد واستنكارا دولي وواسع .

 

مصير الناشطين 

قالت الشرطة في كيان الاحتلال اليوم  إنها تسلمت من جيش الإحتلال أكثر من 250 مشاركا في أسطول الصمود العالمي  وأخضعتهم للتحقيق ونقلتهم لمصلحة السجون .

وذكر مايسمى بـ “مركز عدالة بإسرائيل”  في بيان، أنه تلقى اتصالات هاتفية من المشاركين في أسطول الصمود، أفادوا فيها بأن السلطات الإحتلال شرعت بعقد جلسات استماع بخصوص ترحيلهم وذلك عقب هجومها على سفن الأسطول التي كانت تبحر في المياه الدولية بالبحر المتوسط متوجهة في مهمة إنسانية لإنقاذ الفلسطينيين المجوعين في  قطاع غزة  المحاصر.

وأضاف المركز أنه بحسب المعلومات التي وصلت إلى طاقم الدفاع، باشرت سلطات الهجرة بإجراءات الاستماع تمهيدا لإصدار أوامر ترحيل أو اعتقال بحق الناشطين، دون حضور محاميهم، ودون تمكينهم من الحصول على الاستشارة القانونية اللازمة.

 النتائج والرسائل

رغم أن السفينة مادلين وأسطول الصمود لم يتمكنوا من كسر الحصار أو الوصول إلى غزة، إلا أن محاولة “مادلين” حققت أهدافها الرمزية المتمثلة في فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في اعتراض سفن مدنية في المياه الدولية ، ولفت أنظار العالم من جديد إلى مأساة الشعب الفلسطيني ومعاناته تحت الحصار .

 

إقامة الحجة على الدول العربية والاسلامية

أثبت أسطول الصمود أن الموقف الرسمي لمعظم الدول العربية والإسلامية تجاه الشعب الفلسطيني مجرد شعارات وبيانات تضليلية، دون أي فعل حقيقي لكسر الحصار عن قطاع غزة. فقد فشلت 57 دولة عربية وإسلامية في إدخال حتى قنينة ماء واحدة إلى سكان القطاع المحاصر، مكتفية بإصدار بيانات إدانة واستنكار لا أكثر، بينما كان أهل غزة يعانون الحصار والعدوان دون أي دعم عملي .

ورغم الأزمة الإنسانية الكبيرة، لم تبذل أي من هذه الدول أي محاولة جادة لكسر الحصار عن غزة، بل بعض الأنظمة ذهبت أبعد من ذلك، حيث قدمت دعمًا مباشرًا أو غير مباشر لـ “إسرائيل ” خلال فترات العدوان على القطاع.

أسطول الصمود جاء ليكون الحجة الميدانية على هذه الدول، إذ لم يكتفِ بالدفاع الرمزي عن غزة، بل حاول عملياً كسر الحصار، وإظهار قدرة المقاومة الفلسطينية على تحدي الاحتلال وقوة الصمود الشعبي. من خلال هذه المبادرة، أصبح واضحاً للجميع أن مجرد إصدار بيانات إدانة لا يكفي لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وأن المسؤولية الحقيقية تقع على عاتق من يمتلك القدرة على التحرك الفعلي، وليس على الكلمات .

قد يعجبك ايضا