تسريبات تكشف فضيحة تواطؤ رجال المال والسياسة والإعلام الأمريكي لترسيخ نفوذ “إسرائيل”
واشنطن | وكالة الصحافة اليمنية
كشفت رسائل بريد إلكتروني مخترقة، حصلت عليها مجموعة “حنظلة” ونشرتها منظمة Distributed Denial of Secrets، عن شبكة علاقات خفية جمعت بين الملياردير الأميركي لاري إليسون، مؤسّس “أوراكل”، والسيناتور السابق ووزير الخارجية الحالي ماركو روبيو، هدفها المشترك: تعزيز الولاء لـ”إسرائيل” داخل واشنطن.
الرسائل، التي اطّلع عليها موقع “دروب سايت”، أظهرت أن إليسون حرص منذ عام 2015 على ترتيب لقاءات لروبيو مع شخصيات إسرائيلية بارزة، بينها السفير رون بروسور ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مؤكداً أنّ “ماركو سيكون صديقاً رائعاً لـ “إسرائيل”.
وبعدها، ضخّ إليسون ملايين الدولارات لدعم حملة روبيو الرئاسية عام 2016، في خطوة وصفها مراقبون بأنها محاولة لشراء نفوذ سياسي يخدم الكيان الإسرائيلي.
التسريبات تكشف أيضاً مساعي عائلة إليسون للتوسع في الإعلام الأميركي عبر الاستحواذ على شبكات كبرى مثل “CBS” و”CNN”، مع الحديث عن أدوار لشخصيات مثيرة للجدل كـباري وايس لرسم التوجّه التحريري المؤيد لـ”إسرائيل”.
وبحسب مجلة “وايرد”، فإن عائلة إليسون “تحتكر البيانات والإعلام كما احتكرت عائلات روكفلر وفاندربيلت النفط والسكك الحديدية”.
وتربط الوثائق هذه التحركات بخطة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، المدعومة من إليسون وبلير، لإقامة ما يسمى “غزة الجديدة” كمنطقة تجارة حرة تقنية بعد الحرب، في إطار “زواج خطير بين المال والسياسة والإعلام”.
لكن المفارقة أن هذه الجهود اصطدمت بنتيجة عكسية، تمثلت بتراجع غير مسبوق في دعم الأميركيين لـ “إسرائيل”، فقد أظهر استطلاع حديث لـ”نيويورك تايمز” أنّ 35% من الأميركيين باتوا يؤيدون الفلسطينيين مقابل 34% فقط يدعمون الكيان، بعد أن كان التفوق الساحق لصالح “إسرائيل” مع بداية الحرب.
وأشار الاستطلاع إلى أنّ 60% من الأميركيين يرون ضرورة وقف الحرب فوراً، وأن 40% يعتقدون أن “إسرائيل” تستهدف المدنيين عمداً.
والملفت هو موقف الجيل الشاب، فقد عارض أكثر من 70% من الأميركيين تحت سن الثلاثين استمرار المساعدات لإسرائيل، ما يعكس تحولاً عميقاً في الرأي العام الأميركي رغم محاولات النخبة السياسية والمالية تطويعه لصالح “تل أبيب”.