المصدر الأول لاخبار اليمن

عمليتان عسكريتان في يوم واحد.. صنعاء تضبط إيقاع المفاوضات حول غزة

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

في ظل الحديث عن قرب انطلاق المرحلة الأولى من المفاوضات بعد تقديم حماس ردها على خطة ترمب، تواصل قوات صنعاء عملياتها العسكرية ضد “إسرائيل”، حيث أعلنت اليوم تنفيذ عملية نوعية بصاروخ انشطاري فرط صوتي على أهداف في القدس المحتلة ، فيما أعلنت وسائل الإعلام العبرية اختراق طائرة مسيرة يمنية المجال الجوي لكيان الاحتلال، وسماع دوي انفجارات في مدينة أم الرشراش المحتلة .

وفي بيان العملية الأولى، أكدت قوات صنعاء أنها تتابع تطوُّرات الأوضاع في غزة على ضوء المستجدات الأخيرة، بالتنسيق مع المقاومة، وتراقب تطورات الموقف، لا سيما ما يتعلَّق بوقف العدوان الصهيوني ورفع الحصار عن قطاع غزة، وستتعامَل على ضوء نتائج تلك التطورات على الصعيد الميداني بما يُفضي إلى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.

إن تنفيذ قوات صنعاء لعمليتين عسكريتين ضد “إسرائيل” خلال أقل من 12 ساعة له دلالاته، وخصوصًا في هذا الوقت الحساس الذي يدور فيه الحديث عن قرب انطلاق المرحلة الأولى من المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال، بعد رد حماس على خطة ترمب المقدمة بشأن غزة.

وعندما تعلن قوات صنعاء صراحة أنها “تراقب تطورات الموقف، لا سيما ما يتعلق بوقف العدوان ورفع الحصار”، فإنها تقدم ورقة ضغط للمفاوض الفلسطيني تقوي موقفه التفاوضي، بما يدعم المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني على طاولة المفاوضات.

إضافة إلى ذلك، تذكر قوات صنعاء الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل” بأن الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية غير ممكن، وأن حسم الصراع عسكريًا لصالح “إسرائيل” غير ممكن، وأن المقاومة ما زالت لديها من الأوراق ما يمكنها من الاستمرار في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في حالة عدم قبول “إسرائيل” بتسوية تحقق متطلبات الشعب الفلسطيني.

إلى جانب ذلك، فإن عمليات صنعاء العسكرية اليوم وبيانها هي رسالة لمن يعتقد أن المقاومة في غزة، إذا سلمت الأسرى، فلن يكون لديها أوراق ضغط لإلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته في حال التوصل إلى اتفاق. تقول صنعاء لهؤلاء إن المقاومة الفلسطينية ما زالت لديها ورقة ضغط كبيرة تستطيع تفعيلها في حال انقلاب الاحتلال الإسرائيلي على أي اتفاق يتم التوصل إليه، وقد قالتها بصراحة بأنها تراقب التطورات في غزة بالتنسيق مع فصائل المقاومة الفلسطينية، وبالتالي فإن صنعاء تضع كل إمكانياتها العسكرية تحت تصرف المقاومة الفلسطينية، وهذا ما أكده عضو المكتب السياسي لأنصار الله، محمد البخيتي، الذي قال في منشور على حسابه في منصة “إكس” ما نصه:نذكر قادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني أن سلاحنا هو سلاح حماس، وأن هذا السلاح سيعاد تفعيله بطلب منها، لأن غزة في وجه أبناء الشعب اليمني من صعدة إلى المهرة، ولن نسمح لهم بالانفراد بها مهما كلفنا ذلك من تضحيات.”

عمليتا صنعاء وما جاء  في بيانها اليوم رسالة استراتيجية موجهة إلى وسطاء التفاوض: أن محاولة الاستفراد بالمقاومة الفلسطينية أو فرض شروط غير ممكنة، وبهذا تصبح صنعاء ورقة ضغط تدفع باتجاه مطالب الفلسطينيين الأساسية، وتدعو الوسطاء للدفع بتسوية تضمن وقف العدوان ورفع الحصار وتحصين أي اتفاق محتمل.

وفي غياب استجابة عملية لمتطلبات الشعب الفلسطيني، تبقى احتمالات التصعيد حاضرة، ما يجعل مسار المفاوضات أمام اختبار حقيقي لمدى جدية التزام كيان الاحتلال الإسرائيلي بالوصول إلى اتفاق وتسوية حقيقية تنهي معاناة الشعب الفلسطيني في غزة .

قد يعجبك ايضا