“معاريف”: كيف انتصرت حماس وهزمت “إسرائيل”؟
القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية
بعد مرور عامين على معركة طوفان الأقصى، أكد المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، “آفي أشكنازي”، أن الهزيمة “الإسرائيلية” لم تقع فجأة في ذلك اليوم، بل بدأت منذ 26 أغسطس 2014، نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة الذي استمر 50 يومًا.
ويرى “أشكنازي” أن “إسرائيل” منذ ذلك التاريخ بنت حول نفسها أسطورة مضللة عن الردع والتفوق العسكري، وصدّقت روايتها الخاصة حتى لحظة الانهيار.
في المقابل، خرجت حماس من تحت الأنقاض لتعيد بناء قوتها، وتنقل المعركة من الدفاع إلى الهجوم، لتتحول إلى ما يسميه المحلل “جيش حماس”، بينما غرقت “إسرائيل” في غطرسة القوة، متجاهلة جميع إشارات الإنذار المبكرة.
بناء قوة جديدة لحماس
يستعرض المقال كيف أن قيادة حماس، وعلى رأسها يحيى السنوار ومحمد الضيف، استخلصت الدروس من تجاربها السابقة، وأقامت هيكلة عسكرية متقدمة تشمل ألوية وكتائب وفصائل نخبة، إلى جانب جهاز استخبارات متطور، وشبكة أنفاق، ومنظومات اتصالات سرية، ما حول الحركة من منظمة مقاومة إلى جيش حقيقي قادر على إدارة المعركة على مستوى إستراتيجي.
ويضيف “أشكنازي” أن “إسرائيل”، في المقابل، غرقت في وهم الردع، وتابعت الترويج لرواية وهمية عن ضعف حماس، معتبرة أن عناصرها “مجرد بضعة عرب يرتدون شبشب ويحملون كلاشينكوف”، حتى جاء صباح 7 أكتوبر 2023 لتكشف الحقيقة المرة: مفاجأة كاملة وإذلال عسكري غير مسبوق، يشبه صدمة حرب 1973، لكن ضد منظمة كانت يُنظر إليها كخصم ضعيف.
الاستعدادات الإسرائيلية الغائبة
يشير “أشكنازي” إلى أن “الجيش الإسرائيلي” ركّز على التفوق التكنولوجي من صواريخ القبة الحديدية إلى الطائرات الحديثة، لكنه أغفل ما أسماه الخلل الذهني والإداري في العلاقة بين القيادة والمجتمع.
الفشل لم يكن عسكريًا فقط، بل شمل إدارة الدولة والمجتمع، إذ اعتقدت “إسرائيل” أنها تستطيع التعايش مع أي أزمة دون مواجهة المخاطر الحقيقية، كما حدث مع الملفات الأخرى مثل إيران والصراع الفلسطيني.
تكلف هذا التهاون “إسرائيل” دماء 1954 مقاتلًا، و255 أسيرًا، وآلاف الجرحى، ولا تزال تداعياته مستمرة على المستويات السياسية والأخلاقية والاجتماعية.
تحذير من تكرار الكارثة
يختتم “أشكنازي” مقاله بتحذير واضح: إذا لم تُجرِ “إسرائيل” مراجعة جذرية وشاملة، فإنها ستستيقظ ذات صباح على 7 أكتوبر جديد، أكثر مأساوية مما شهدته 2023.
ويؤكد أن القوة لا تكمن فقط في التفوق العسكري، بل في القدرة على الوعي السياسي والاجتماعي وفهم الواقع قبل أن يفرض نفسه بالدماء.
وقال: “يمكننا أن نمتلك أقوى دبابة وأفضل طائرة، لكن إن لم نفهم كيف نبني قوة قائمة على الوعي والمسؤولية، فسوف نكرر الخطأ ذاته، و7 أكتوبر آخر قادم لا محالة”.