أكد مراقبين، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يكون الفائز بجائزة نوبل للسلام التي يطمح إليها بشدة هذا العام، فيما الأنظار تترقب هذا الحدث بعد يومين، وفق وكالة “رويترز”.
ترامب يبالغ في ادعائه بأنه “صانع سلام”
يتقاطع ذلك مع ما نقلته وكالة “فرانس برس” عن الأستاذ الجامعي السويدي بيتر فالنستين، المتخصص في الشؤون الدولية، بقوله: “لا، لن يكون ترامب هذا العام، لكن ربما العام المقبل؟ بحلول ذلك الوقت، ستكون الغيوم انقشعت بشأن مبادراته المختلفة، وخصوصاً بشأن غزة”.
ويرى خبراء أن ادعاء الرئيس الأميركي بأنه “صانع سلام” ينطوي على مبالغة كبيرة، وخصوصاً أنه يزعم استحقاقه لها لمساهمته في حل 8 نزاعات، بحسب ادعاءاته.
ويعبر هؤلاء الخبراء عن قلقهم إزاء تداعيات سياسته القائمة على مبدأ “أميركا أولاً”.
سياسات ترامب تتعارض مع مبادئ “نوبل”
مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو (PRIO) نينا غرايغر قالت: “أبعد من محاولاته للوساطة في غزة، نشهد سياسات تتعارض مع النوايا والمبادئ المنصوص عليها في وصية نوبل”، وهي التعاون الدولي والأخوّة بين الشعوب ونزع السلاح.
وفي هذا المجال، تطول قائمة المآخذ على ترامب، والتي قد تحول دون منحه الجائزة العريقة، من الانسحاب من المنظمات الدولية والمعاهدات المتعددة الأطراف إلى الحرب التجارية على بلدان العالم، بما يشمل “الأصدقاء والحلفاء القدامى”، مروراً بمطامعه بغرينلاند في الدنمارك ونشر قوات من الجيش في المدن الأميركية، وليس انتهاء بالمساس بالحرية الأكاديمية وحرية التعبير.
ويقول يورغن واتن فريدنس رئيس لجنة جائزة نوبل للسلام المكونة من 5 أعضاء: “ننظر إلى الصورة الكاملة”، مؤكداً أن “ما يهم إجمالاً هو المنظمة أو الفرد من منظور شامل، لكن ما نركز عليه قبل كل شيء هو ما أنجزوه فعلياً في خدمة السلام”.
ما الأسماء المرشّحة لنيل الجائزة؟
وفي ظل غياب مرشح يُنظر إليه على أنه الأوفر حظاً، يجري التداول في أوسلو بأسماء عدة: شبكة “غرف الطوارئ” السودانية (ERR)، أو الروسية يوليا نافالنايا أرملة زعيم المعارضة أليكسي نافالني، أو مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (ODIHR).
وفي هذا الشأن، يؤكد مدير الأبحاث في المعهد النرويجي للشؤون الدولية هالفارد ليرا أن لجنة جائزة نوبل للسلام عادت في السنوات الأخيرة للتركيز على قضايا مصغرة أكثر، أقرب إلى الأفكار الكلاسيكية للسلام، مع الحفاظ على ارتباطها بحقوق الإنسان والديموقراطية وحرية الصحافة والمرأة”.
ويضيف ليرا: “حدسي يُشير إلى أننا نميل هذا العام على الأرجح إلى فائز أقل إثارة للجدل”.
وقد تُعيد لجنة نوبل تأكيد التزامها بنظام عالمي لا يتماشى مع تطلعات دونالد ترامب، بحسب “رويترز”، من خلال مكافأة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش و/أو وكالة تابعة للأمم المتحدة، مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أو وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وقد تختار اللجنة أيضاً منح الجائزة إلى جهات معنية بالعدالة الدولية، مثل محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية، أو لهيئات ناشطة في مجال حرية الصحافة مثل لجنة حماية الصحافيين CPJ و”مراسلون بلا حدود”… أو ربما تعمد مثلما تفعل في كثير من الأحيان إلى منح الجائزة لجهة غير متوقعة، من خارج الأسماء المتداولة.
338 فرداً ومنظمة مرشحون لنيل جائزة نوبل
يذكر أن جائزة نوبل للسلام ستُمنح الجمعة المقبل عند الساعة 11,00 (12,00 بتوقيت غرينتش) في أوسلو، في ظلّ أجواء قاتمة، إذ لم يسبق أن وصل عدد النزاعات المسلحة التي تشمل دولة واحدة على الأقل إلى مستوى مرتفع، كما كانت الحال في 2024، منذ بدء جامعة أوبسالا السويدية إحصاءاتها في هذا المجال عام 1946.
هذا العام، رُشِّح 338 فرداً ومنظمة لجائزة نوبل، مع الإشارة إلى أن قائمة أسماء المرشحين تبقى سرية لخمسين عاماً.
ويعد عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم برلمانيون ووزراء من كل البلدان وفائزون سابقون بالجائزة وبعض أساتذة الجامعات وأعضاء لجنة نوبل، مؤهلين لتقديم أسماء يرشحونها للفوز بالجائزة.
وعام 2024، مُنحت جائزة نوبل إلى “نيهون هيدانكيو”، وهي مجموعة ناجين من الهجوم بالقنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي، تقديراً لنضالهم ضد الأسلحة النووية.