المصدر الأول لاخبار اليمن

السيد عبدالملك: طوفان الأقصى محطة فارقة أفشلت مخطط ما يسمى إسرائيل الكبرى

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة بمناسبة الذكرى الثانية لعملية طوفان الأقصى المباركة، تحدث فيها عن أهمية العملية والسياق المهم الذي أتت فيه، وما هي المخططات التي أفشلتها العملية، كما تطرق إلى الموقف الإسلامي من العملية وتفريطه في عدم اغتنامها كفرصة، في الوقت الذي تحرك فيه الأمريكي والغربي لإسناد الكيان الصهيوني، كما تحدث السيد القائد عن عظمة وصمود الشعب الفلسطيني بالرغم من الإجرام الصهيوني، إضافة لجهود محور الجهاد والمقاومة في إسناد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأوضح السيد القائد أن عملية طوفان الأقصى مهمة وعظيمة ومباركة، وهي محطة فارقة ونقلة مهمة جدا في جهاد الشعب الفلسطيني على مدى العقود الماضية، لأن المسار الأمريكي الإسرائيلي ما قبل عملية طوفان الأقصى كان مسار تصفية للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن عملية طوفان الأقصى لها سياقها ولم يبتدئها الشعب الفلسطيني ومجاهدوه لفتح مشكلة جديدة مع العدو الإسرائيلي والسياق الذي جاءت فيه عملية طوفان الأقصى يتمثل بـ75 عاما من الإجرام الصهيوني اليهودي المستهدف للشعب الفلسطيني. مضيفا أن الوجود الإسرائيلي بكله في فلسطين هو عدوان وإجرام واحتلال واضطهاد يومي، وهو اغتصاب ومصادرة للحقوق.

وأشار السيد القائد إلى المؤامرات التي كانت تحاك ضد الأمة قبل عملية طوفان الأقصى بما يثبت أهمية العملية في إفشال مخططات العدو ، موضحا أن ما قبل طوفان الأقصى تصاعدت مساعي الأعداء لتصفية القضية الفلسطينية على اعتبار أنه طال عليهم الأمد لتحقيق ذلك. مؤكدا أن هدف العدو منذ البداية كان حسم السيطرة التامة على فلسطين، والانتقال إلى ما بعدها وصولا إلى تنفيذ مشروعهم “إسرائيل الكبرى” والعناوين الصهيونية المعلنة تعني السيطرة على منطقتنا والمصادرة الكاملة لحقوق شعوبنا وكرامتها واستقلالها، كما أن مشروع الصهيونية يعني أن تتحول المنطقة بكلها لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وشعوبنا مستعبدة خانعة مسلوبة الكرامة، مطموسة الهوية، كما أن مشروع الصهيونية يعني أن تخسر شعوبنا حتى قيمتها الإنسانية وحقوقها الإنسانية المشروعة بالإجماع العالمي ويعني أن يتحول وضع المنطقة بكل ثرواتها وموقعها الجغرافي بكل مقوماته المهمة جدا لمصلحة العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي.

صفقة القرن
وتطرق السيد إلى أهداف خطة صفقة القرن في حرف بوصلة العداء وبعثرة الأمة واختراقها من قبل اليهود الصهاينة بما يمكن العدو من السيطرة على الأمة الأمر الذي يثبت مدى أهمية عملية طوفان الأقصى .. وأشار السيد إلى أن المخطط الصهيوني له أهداف بعيدة عالمية، إنما يجعل من منطقتنا مرتكزا له للوصول إلى تلك الأهداف. مؤكدا أن الأخطر في المخطط الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية أنه كان بمساعٍ لإشراك أنظمة عربية، ومن ذلك عنوان “صفقة القرن”. وبيّن أن الأعداء يحاولون عبر عنوان تغيير “الشرق الأوسط” أن يجندوا أنظمة في المنطقة حتى ضد شعوب أمتنا.

وأكد أن عنوان التطبيع لم يكن مجرد الخيانة للأمة، بل علاقة مع العدو الإسرائيلي على كل المستويات فالاتفاقيات التي كان عنوانها السلام باطنها الاستسلام والتسليم بالسيطرة الإسرائيلية، ولذلك كانت تتضمن التزامات من طرف واحد هي الأنظمة العربية. موضحا أن التزامات الأنظمة العربية عبر “التطبيع” هي تمهد لتمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة الشاملة على المنطقة. مضيفا أن في مقدمة الالتزامات الواضحة للأنظمة العربية من خلال “التطبيع” القبول بتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية والتفريط بها. مؤكدا أن تصفية القضية الفلسطينية تجلت في مواقف بعض الأنظمة العربية على مدى عامين حين رفضت حتى قطع العلاقة الدبلوماسية مع العدو الإسرائيلي، في الوقت الذي قطعت أنظمة غير إسلامية وبدافع الضمير الإنساني والجانب الأخلاقي، قطعت علاقتها الدبلوماسية مع العدو الإسرائيلي تضامنا مع الشعب الفلسطيني. مؤكدا أن من المعيب أن تستمر دولة تحترم نفسها وتعتبر نفسها ذات قيم ومبادئ حتى بالمستوى الإنساني أن تقبل بعلاقة مع الكيان المجرم.

وأكد أن القبول بتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية والتفريط بها كارثة كبيرة في واقع الأمة، لأنها قضية ذات اعتبارات دينية وأخلاقية وإنسانية فالقضية الفلسطينية لها علاقة حتى بمعيار المصالح القومية للأمة، كما أن تصفية القضية الفلسطينية يعني مصادرة حقوق شعب بالكامل وتفريط بالمقدسات في موقعها المهم من الدين الإسلامي.

التطبيع مع العدو الإسرائيلي وآثاره
وأكد السيد أن التطبيع صفقة خسران رهيبة لكل الأنظمة العربية، موضحا أن الأنظمة التي دخلت في مسار التطبيع اتجه العدو إلى مسار تغيير المناهج الدراسية الرسمية العربية، وهذه المناهج تربي جيل من شباب وشابات الأمة على الولاء للعدو الإسرائيلي والتعظيم له والقبول بسيطرته وهذه كارثة كبرى. مضيفا أن من أكبر وأخطر وأسوأ المسارات التي يعمل عليها الأمريكي والإسرائيلي معا وبدعم غربي تغيير المناهج لاستهداف الهوية والثقافة والفكر فاحتلال العقول والقلوب هو تغيير الولاءات وتوجيه العداوات في اتجاه يخدم العدو الإسرائيلي والأمريكي. مؤكدا أن في بعض البلدان العربية حصل تغيير في المناهج الابتدائية بما يربي الأطفال على النظرة الإيجابية للعدو الإسرائيلي والانبهار باليهود. لافتا إلى أن التهيئة النفسية والذهنية والفكرية والثقافية للقبول بسيطرة اليهود الصهاينة من أخطر المسارات التي يعمل عليها الأعداء

وبيّن أن الأعداء وصلوا إلى تغيير الخطاب الديني عبر إزاحة آيات من كتاب الله من المناهج الدراسية بما يكشف الاتجاه المنحرف، مضيفا أن هناك محاولة من قبل الأعداء إلى جانب إزاحة آيات القرآن من المناهج لتحريف مفاهيم ومعاني الآيات القرآنية، فالعدو الإسرائيلي عمل على تغيير الخطاب الديني والإعلامي بما يقدمه كصاحب حق في أن يكون موجودا في إطار احتلاله لفلسطين. مشيرا إلى أن وسائل إعلام عربية وهي تقدم العدو الإسرائيلي مقبولا اتجهت بحملة مكثفة في الإساءة المستمرة للشعب الفلسطيني.

طوفان الأقصى أخرت ربط الاقتصاد العربي بالعدو الإسرائيلي
كما تطرق السيد القائد إلى مخططات العدو الإسرائيلي في السيطرة على اقتصاد وثقافة الأمة، ولفت إلى أن الأعداء اتجهوا في مسار خطير جدا فيما يتعلق بالاقتصاد لربط الاقتصاد العربي بالعدو الإسرائيلي ليكون هو المسيطر والمتحكم. وأكد أن عملية طوفان الأقصى أخرت مسار ربط الاقتصاد العربي بالعدو الإسرائيلي ومن ضمن ذلك تحويل ميناء حيفا إلى ميناء للمنطقة بكلها، لأن العدو الإسرائيلي كان يريد شق قناة بديلة عن قناة السويس يسميها قناة بن غوريون لربط الاقتصاد والاتصالات والانترنت به والعدو الإسرائيلي لا يزال يعمل في خطواته وإنما أسهمت عملية طوفان الأقصى في تأخيرها وإعاقتها، كما أن العدو الإسرائيلي فيما يتعلق بالمياه هو متحكم فيها على الشعب الفلسطيني ويريد أن يتحكم بها على الشعب الفلسطيني ويتحكم فعليا على الشعب الأردني وبات الآن يتحكم إلى حد كبير وبنسبة عالية على الشعب السوري، فالعدو الإسرائيلي يريد أن يستكمل مستوى سيطرته وتحكمه في المياه بالوصول في نهاية المطاف إلى نهر النيل ونهر الفرات لأن العدو الإسرائيلي يجعل من تحكمه بالمياه وسيلة لإذلال وإخضاع واستعباد شعوب الأمة.

وبيّن السيد أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي له الأولوية في ثروات المنطقة الغازية والنفطية في إطار نفوذه وبما يخدم سياساته ، موضحا أن السياسات التي يُمليها الأمريكي والإسرائيلي معا تصل بوضع الأمة الاقتصادي إلى نقطة الصفر وأن تكون سوقا استهلاكية.

وقال السيد: “من العجيب جدا فتح المجال للعدو الإسرائيلي للتغلغل في مجال الاتصالات، بعض دول الخليج فتحت المجال للعدو الإسرائيلي من أجل خدمات لبرامج التجسس وهو يتجسس عليها في الوقت نفسه وبعض الدول العربية فتحت الأجواء أمام العدو، وفتحت المجال بشكل كامل للتمييع والإفساد وطمس الهوية لشعوبنا”، موضحا أن إفساد شباب وشابات أمتنا وتفريغهم من المحتوى الإنساني والأخلاقي والقيمي والديني سيصل إلى تطويعهم لليهود.

وأكد أن الشباب ثروة كبيرة ومهمة وعظيمة غير أن بعض الدول فتحت المجال لإفسادهم وإيصالهم إلى وضعية دنيئة وهابطة ومنحطة وحتى في بلاد الحرمين الشريفين، فُتحت الأبواب على مصراعيها للإفساد في إطار التمييع الكامل للناس. وأضاف قائلا: “في ذروة الإجرام الصهيوني المستهدف للشعب الفلسطيني، كان المشهد في بلاد الحرمين في ذروة الحفلات الراقصة الماجنة في صورة مخزية للغاية، الصورة المخزية في بلاد الحرمين يريدونها أن تعم في واقع أمتنا، وأن تتزامن مع كل نكبة ومأساة، الصورة المخزية في بلاد الحرمين يريدونها أن تتزامن حتى مع استهداف مكة أو المدينة أو هدم المسجد الأقصى أو إبادة أحد الشعوب”.

ولفت إلى أن الأعداء يريدون أن يكون الجو العام في الأمة هو الرقص لشبابها وشاباتها، والترنح بالسكر، والضياع في المياعة، بعيدا عن الواقع بما فيه من تحديات ومخاطر وأمور جدية وقضايا مهمة تتصل بمصائر الشعوب. مؤكدا أن إفساد شباب الأمة لا يزال مسارا دائما وسيحاولون العمل عليه بكثافة.

تمكين اليهود من البلدان العربية
وأشار السيد إلى المحاولات الصهيونية لتغلغل اليهود في أوساط الأمة للسيطرة على قرارها ، وأوضح السيد القائد أن من التوجهات، التجنيس لليهود الصهاينة في البلدان العربية بكامل الحقوق وفوق الحقوق، وتمكينهم من النفوذ اقتصاديا وإداريا وسياسيا وعلى كل المستويات ومنذ اللحظة الأولى للتطبيع بدأت عملية تجنيس بالآلاف لليهود الصهاينة في بعض البلدان الخليجية وفي غضون مدة وجيزة جدا، موضحا أن تجنيس الآلاف من اليهود الصهاينة في بلدان عربية يهدف لتمكينهم من التحرك في تلك البلدان بحقوق المواطنة، وفوق حقوق المواطنة. لافتا إلى أن اليهود الصهاينة يعرفون كيف يخترقون البلدان ويتغلغلون في كل المؤسسات وفي مختلف المجالات لأنهم أصحاب مشروع ولديهم أهداف كما أن واقع اليهود الصهاينة ليس كواقع الأنظمة العربية التي لا تملك المشروع والأهداف والقضية.

وأكد أن الأهداف المحددة لليهود الصهاينة في البلدان التي تعطيهم الجنسية هي أهداف تدميرية للأمة ضمن المخطط الصهيوني

وقال السيد: وصل الاختراق إلى درجة أن تشتري شركات صهيونية أراض في المدينة المنورة وعقارات في مكة المكرمة، فكيف ببقية الدول الخليجية، هناك عناية قصوى من اليهود في شراء الأراضي كما فعلوا منذ البداية في فلسطين، ثم الانطلاق من خلال ذلك إلى النفوذ والتغلغل في مختلف المجالات، وصولا إلى فرض السيطرة والتحكم في الوضع بكله، شراء اليهود للأراضي في البلدان العربية من أخطر المسارات التي فُتحت لها الأبواب وأزيحت عنها كل العوائق وقُدمت لها التسهيلات.

السعي اليهودي لتفكيك الأمة
وأوضح السيد أن من التوجهات، العمل على تفكيك بلدان المنطقة إلى كيانات صغيرة متناحرة تحت مختلف العناوين الطائفية والسياسية والمناطقية، لافتا إلى أن الناس يتحمسون للعناوين الطائفية والسياسية والمناطقية في الوقت الذي لم يعد لديهم أي تفاعل مع القضايا الكبرى العظيمة المقدسة. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي يشتغل على أن تتفاعل الشعوب مع العناوين الطائفية والسياسية والمناطقية للتفاني فيها وعندما يكون العنوان مواجهة العدو الإسرائيلي بكل شره وخطورته، ليس هناك أي تفاعل، بل هناك صدّ، تثبيط، محاربة وتشويه وإذا كان العنوان طائفيا، مذهبيا، فتنويا، تكفيريا، نرى التحشيد والاستجابة والتفاني والشدة والتحرك الجاد بكل أشكاله

وقال السيد: “من خلال العناوين السياسية نرى التفاعل على أعلى المستويات، بل تعبئة المنطقة في شعوبها بالأزمات إلى درجة عجيبة جدا، الإنسان يندهش عندما يشاهد تحويل القضايا البسيطة إلى أزمات كبرى على مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي لخلق واقع مأزوم.

وأكد أن مواقع التواصل الاجتماعي تستخدم لصناعة واقع مأزوم وغارق بالهموم والمشاكل والصراعات تجاه حتى أبسط القضايا والأمور فالعدو الإسرائيلي يعمل على الاستثمار في تأزيم الوضع العام بما يشتته بعيدا عن القضايا الكبرى، كما أن العدو الإسرائيلي يستثمر في تضخيم القضايا الصغيرة إلى قضايا كبيرة لبعثرة الأمة فلا تبقى في حالة توحد وتعاون وتتحلى بالروح الإيجابية.

وأضاف: ” في بعض الشعوب تمتلئ حالة السخط والعقد على بعضهم البعض بينما لا يلتفتون إلى المخاطر الكبرى من عدوهم، إثارة النزاعات القبلية والمسارعة في سفك الدماء هي من الحالات التي تبعثر الوضع الداخلي للأمة وتفككها لخدمة العدو الإسرائيلي”.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي مقابل بعثرة الوضع الداخلي للأمة يبقى مركزا على أهدافه ومخططاته لتصفية القضية الفلسطينية وتغيير الشرق الأوسط كما يسمونه.

المخططات الأمنية والعسكرية للعدو الإسرائيلي
وأشار السيد إلى مدى الحقد الصهيوني على قطاع غزة ، خاصة بعد طرده منها في2005م، وأوضح السيد القائد أن هناك عمل مكثف من الأعداء في جوانب أمنية وعسكرية وغيرها للاستهداف في كل المجالات، لافتا إلى أن العدو الإسرائيلي فر من غزة عام 2005 بعد نصر إلهي كتبه الله للمجاهدين في غزة وليس تكرما كما قال ترامب. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي بعد هروبه عام 2005 من غزة ظل حاقدا فهو لا يريد التسليم بترك قطاع غزة لأهله ولذلك استمر في الحصار لـ18 عاما. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي بعد هروبه من غزة 2005 استمر في التضييق في كل شيء، جولات من العدوان في مراحل متعددة.

وأكد أن ما قبل عملية طوفان الأقصى كان هناك تحضيرات ومناورات للعدو وتصريحات تؤكد توجهه نحو عدوان جديد وشامل ومدمر على غزة وقبل طوفان الأقصى استمر العدو في انتهاكاته في المسجد الأقصى وفي الضفة الغربية وبقية المناطق في فلسطين. مؤكدا أن العدوان على المسجد الأقصى هو عدوان على الشعب الفلسطيني وعلى الأمة بكلها.

وبيّن أن ما قبل عملية طوفان الأقصى كان العدو مستمرا في تعذيب واضطهاد الأسرى دون أفق واضح لمعالجة قضيتهم. مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يتجاهل وينسى أسراه ويتركهم في سجون العدو الإسرائيلي تحت طائلة التعذيب ولم يكن هناك أي أفق في ملف الأسرى وحاول العدو أن يصل بالشعب الفلسطيني إلى مرحلة اليأس من أسراه.

طوفان الأقصى كموقف مشروع
واستذكر السيد القائد السياق المهم التي أتت فيها عملية طوفان الأقصى وذلك للرد على محاولات بعض وسائل الإعلام لتشويه العملية المباركة، وأكد السيد القائد أن عملية طوفان الأقصى لها سياقها في إطار قضية مقدسة وفي إطار الموقف الحق والمشروع، وهذه مسألة مهمة يجب أن نستذكرها، لأن هناك حملة تشويه لعملية طوفان الأقصى في بعض وسائل الإعلام العربية التي تعمل لمصلحة العدو الإسرائيلي.

وأوضح أن عملية طوفان الأقصى نجحت بتوفيق الله بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي. مشيرا إلى أن عملية طوفان الأقصى أتت في ظروف المعاناة والحصار الشديد وجولات الاعتداءات المتكررة على قطاع غزة والخذلان العربي.

وأكد أن الأداء العظيم لعملية طوفان الأقصى مثّل صدمة كبيرة جدا هزت العدو الإسرائيلي وكل داعميه. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي في عملية طوفان الأقصى كان في حالة ترنح وإرباك شامل وفي هزيمة نفسية ومعنوية هائلة وغير مسبوقة.

وشدد على أن عملية طوفان الأقصى تجسدت فيها كل المعايير العسكرية بأعلى مستويات النجاح، وهذا توفيق إلهي كبير للإخوة المجاهدين في كتائب القسام وكان من واجب المسلمين أن يبادروا بشكل فوري إلى دعم عملية طوفان الأقصى واستثمار هذا الإنجاز لتحقيق نتائج فورية. مضيفا أن عملية طوفان الأقصى كانت فرصة عظيمة ومهمة للمسلمين لو أنهم قاموا بواجبهم وبادروا على الفور لدعم الشعب الفلسطيني وأضاف: “كان واجب المسلمين أن يدخلوا في مسارات المساندة لعملية طوفان الأقصى على كل المستويات”.

التخاذل الإسلامي والتحرك الأمريكي
وتطرق السيد إلى ردة الفعل الإسلامية والغربية تجاه عملية طوفان الأقصى ونتائج ذلك ، وأوضح السيد أن عملية طوفان الأقصى كانت فرصة تاريخية فتح الله بها أفقا كبيرا وعظيما ومهيئا لو أن المسلمين بادروا لاستثمارها وحظي الشعب الفلسطيني بالمساندة والدعم ولكن المؤسف أن المسلمين بادروا إلى التخاذل على الفور، بينما اتخذت بعض الأنظمة موقفا سلبيا جدا إلى درجة التحريض للأمريكي وللإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني. مؤكدا أن حالة التخاذل والموقف السلبي ضد طوفان الأقصى تبيّن واقع الأمة التي أصبحت مكبلة لا تبادر حتى لاقتناص واغتنام الفرص العظيمة التاريخية النادرة. موضحا أن إضاعة الفرص الكبيرة يشكل خطورة على الأمة، لأن هناك عقوبات إلهية. مؤكدا أن إضاعة الفرص التي تتهيأ للأمة لتنفيذ أوامر الله والقيام بالمسؤوليات فيما فيه الحلول والخير لها عليها عقوبات خطيرة جدا.

ولفت السيد إلى أنه و في مقابل التخاذل والتحريض على الشعب الفلسطيني من بعض الأنظمة العربية، بادر أعداء الأمة على نحو غير مسبوق لنجدة الكيان الإسرائيلي وكان المفترض بالأمة أن تكون المبادرة في إطار الموقف الحق والموقف المشرف لما فيه الخير لها وللدفاع عن نفسها. لافتا إلى أن حجم المبادرة الأمريكية والغربية والصهيونية العالمية يكشف فعلا عن مدى تأثير عملية طوفان الأقصى وما مثله من زلزال للعدو. مؤكدا أن الأمريكي بادر بشكل كبير ومعه البريطاني والغرب لدعم العدو الإسرائيلي بعد أن كان على وشك الانهيار بعد عملية طوفان الأقصى. وبيّن أن الأمريكي دائما هو يقود التحرك الصهيوني الغربي لدعم العدو الإسرائيلي وضد أمتنا الإسلامية.

وتطرق السيد إلى الدعم الأمريكي الغربي للكيان الصهيوني، موضحا أن الأمريكي ومعه أنظمة غربية تحرك في مسارين متوازيين، مسار تقديم كل أشكال الدعم للعدو الإسرائيلي وتجميد الأمة عبر أنظمتها، موضحا أن الدعم العسكري الأمريكي للعدو بدأ على الفور بجسر جوي لنقل كل أشكال السلاح والعتاد الحربي القاتل، كما قام الأمريكي بإرسال خبراء عسكريين والكثير ممن يمكن أن يسهموا عسكريا في إدارة الموقف العسكري مع الإسرائيلي، كذلك حشد الأمريكي قواته إلى المنطقة للبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج واستنفر كل قواعده العسكرية في بلدان أمتنا.، فيما العرب والمسلمون وبدل أن يتحركوا مع غزة تخلوا عن الاهتمام والجدية.

وأضاف أن الأمريكي والأوربي عمل على تقديم الدعم السياسي والإعلامي وكل أشكال التضامن بتوافد الرؤساء بكل اهتمام وجدية بقضايا باطلة، فيما الأمة لم تتحرك في إطار موقف الحق في غزة وهذا شيء مؤسف جدا. موضحا أن مسار تجميد الأمة من خلال الأنظمة كبلت الأمة لتكون دون موقف فعلي ويكون السقف الأعلى هو إصدار بيانات وتصريحات. مضيفا أن الأنظمة العربية والإسلامية لم تقدم حتى على مستوى المقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية مع العدو.

وأشار إلى الحلول الممكنة التي كان يمتلكها العرب، موضحا أنه على مستوى الدعم للشعب الفلسطيني كان من الممكن أن يفتح منفذ رفح منذ اليوم الأول بدعم عربي وإسلامي تلتف الأمة كلها حول مصر، لكن تم ضبط الموقف في العالم الإسلامي رسميا وبمعيار الأمريكي، وباحتواء أي تحرك جاد وفعلي وبقي العرب محافظين على السقف الأمريكي دون أي خطوات عملية. وأضاف: “هناك مواقف متميزة لبعض الحكومات العربية في مستوى إغلاق الأجواء وقطع العلاقات الدبلوماسية لكن كبريات الأنظمة ظلت حريصة على الاستمرار في الدعم الاقتصادي للعدو الإسرائيلي بوتيرة أكبر من أي زمن مضى”.

وأشار السيد إلى مواقف الدول الإسلامية المتواطئة مع العدو الإسرائيلي . مؤكدا أن تدفق السفن من موانئ السعودية ومصر والإمارات وتركيا والبحرين إلى العدو بلغت مستويات ومعدلات أعلى من أي مراحل ماضية. مشيرا إلى أن إبقاء العلاقات الدبلوماسية مع العدو كان جزءا من الموقف الأمريكي

وقال السيد: “ما قام به العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية وإسهام من كبريات الدول الأوروبية، لم يكن عمليات عسكرية ومواجهة ضد المجاهدين في قطاع غزة، سقف العدو بالشراكة الأمريكية والدعم الأوروبي كان احتلال كامل قطاع غزة والتدمير الشامل والتهجير القسري للشعب الفلسطيني وإنهاء المقاومة واستعادة الأسرى دون صفقة تبادل”.

الإبادة في غزة وصمود المجاهدين
وأوضح السيد القائد أن العدو الإسرائيلي في ظل التخاذل الإسلامي والدعم الأمريكي له ، اتجه في عدوانه على قطاع غزة لاستخدام الإبادة الجماعية والتدمير والتجويع، في أكبر فضيحة للعدو الإسرائيلي وداعميه ولكن في مقابل الوحشية والإجرام، ومع الخذلان العربي والإسلامي كان الصمود الفلسطيني في قطاع غزة عظيما وكبيرا وغير مسبوق. وأكد أن الشعب الفلسطيني تمسك بحقوقه وثبت في مظلومية لا مثيل لها رغم أن الأبواب فُتحت للمغادرة إلى خارج قطاع غزة.

وأكد أن المجاهدين في قطاع غزة صمدوا بشكل عظيم جدا وبثبات منقطع النظير، وهم يتصدون للعدوان الإسرائيلي بكل بسالة، مضيفا أن المجاهدين في قطاع غزة قدموا تضحيات كبيرة من القادة والمجاهدين، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي بالدعم الأمريكي والغربي كان يحسم حروبه مع الجيوش العربية في غضون ساعات أو أيام.

وبيّن أن العدو الإسرائيلي فشل بشكل تام، رغم الشراكة الأمريكية والدعم الغربي والدعم في مستويات معينة من أنظمة عربية. مضيفا أن العدو أخفق في حسم المعركة في قطاع غزة رغم العدوان الشامل وتكتيك الإبادة الجماعية. موضحا أن العدو الإسرائيلي تكبد الكثير من الخسائر وواجه أزمة في القوة البشرية إلى مستوى التفكير في تجنيد يهود من البلدان الأخرى، ووصل العدو الإسرائيلي إلى مأزق بكل ما تعنيه الكلمة على مدى عامين رغم السطوة والجبروت والهجمة الكبيرة والحصار الشديد.

وقال السيد: “العدو فشل في استعادة الأسرى بدون صفقة تبادل، وفشل في إنهاء المقاومة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني وفي بقية الأهداف والعدو الإسرائيلي ظهر لكل شعوب وبلدان العالم بصورته الحقيقية البشعة جدا ككيان إجرامي متوحش لا يمتلك أي قيم إنسانية ولا أخلاقية، ولا يلتزم بأي شيء متعارف عليه بين البشر مشيرا إلى أن جرائم العدو الإسرائيلي أحدثت استياء عالميا لدى الأحرار وذوي الضمير الإنساني في مختلف أنحاء العالم. وأضاف: “في أوروبا وأمريكا وغيرها خرجت المسيرات الشعبية بوتيرة كبيرة وزخم مؤثر وضاغط، ظهرت المواقف الحرة لحكومات وزعماء بعض الدول، مثل فنزويلا وكولومبيا وجنوب إفريقيا، النظرة إلى العدو الإسرائيلي تغيرت في العالم حتى في المجتمع الأمريكي، رغم تلقيهم على مدى عقود ثقافة ترسخ التعظيم والتقديس لليهود الصهاينة والتنكر للقضية الفلسطينية”.

وقال السيد: “الاتفاق بشأن غزة يثبت فشل العدو الإسرائيلي وفشل داعمه الأمريكي في تحقيق الأهداف التي أرادوا أن يحسموها في هذه الجولة”، مؤكدا أن فشل العدو أجبره على أن يوقع الاتفاق، وما حصل جولة من الصراع المستمر مع العدو الإسرائيلي. مشيرا إلى أن الدور الأمريكي الهدام في إطار التوجه الصهيوني مستمر.

ولفت إلى أن ما حصل في قطاع غزة أثّر على سمعة العدو الإسرائيلي والسمعة الأمريكية في كل العالم والمجرم نتنياهو أصبح مطلوبا حتى للمحاكم الدولية، ومحظورا عليه السفر إلى كثير من البلدان ومجرما بإجماع عالمي.

وأشار إلى مدى الاستياء من الكيان الإسرائيلي حتى في الولايات المتحدة في الوقت الذي فيه المؤسسات الأمريكية الحاكمة لأمريكا والمسيطرة عليها هي ضمن التوجه الصهيوني. موضحا أن الاستياء العالمي تجاه العدو الإسرائيلي غير مسبوق في تاريخ الصراع.

مواقف محور الجهاد والمقاومة
وتطرق السيد القائد إلى مواقف محور الجهاد المقاومة لصالح الشعب الفلسطيني، موضحا أن محور الجهاد والقدس والمقاومة تميز في موقفه الصادق والثابت والمناصر والداعم للشعب الفلسطيني وصولا إلى فتح جبهات الإسناد. مؤكدا أن جبهة الإسناد اللبنانية قدمت أكبر التضحيات في إسناد الشعب الفلسطيني ودخلت في أشد المعارك شراسة وضراوة مع العدو الإسرائيلي، وأضاف: “على مستوى جبهات الإسناد كان للجبهة اللبنانية الدور الأول وتصدرت مستوى العطاء والتضحيات والاشتباك مع العدو، دور جبهة الإسناد اللبنانية وتأثيرها كبير جدا لأنها أسهمت فعلا إسهاما عظيما ومتقدما وألحقت بالعدو خسائر كبيرة، مؤكدا أنه لا يمكن لأحد أن يقدم نفسه بأنه قدم مستوى من الإسناد كما قدمته جبهة الإسناد اللبنانية.

وأشار السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أنه كان هناك إسناد من جبهات العراق ودعم مستمر من الجمهورية الإسلامية في إيران، موضحا أن الجمهورية الإسلامية في إيران خاضت جولات من المواجهة المباشرة مع العدو الإسرائيلي وعمليات الوعد الصادق كان القصف الصاروخي فيها بمستوى غير مسبوق في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي وصولا إلى الحرب المفتوحة التي استمرت 12 يوما. وبيّن أن العدو الإسرائيلي وبدعم أمريكي شن عدوانا على الجمهورية الإسلامية.

قد يعجبك ايضا