في الرابع عشر من أكتوبر 1963، انطلقت شرارة الثورة ضد المستعمر البريطاني، وبعد أربع سنوات من الكفاح حققت الثورة أهدافها، ورحل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في الثلاثين من نوفمبر 1967، ليطوي برحيله فترة استعمار دامت 128 عاماً .
واليوم، وبعد 62 عاماً من ثورة الرابع عشر من أكتوبر، لا يبدو المشهد مختلفاً عما كانت عليه هذه المناطق قبل الرابع عشر من أكتوبر، حيث ترزح هي ومعها مناطق أخرى في اليمن تحت احتلال جديد، لا يختلف كثيراً من حيث أهدافه وأساليبه عن الاحتلال القديم ، والاختلاف هذه المرة فقط هو اعتماد القوى الكبرى على أدوات في احتلال اليمن “السعودية والإمارات” .
وفي ظل الاحتلال الجديد لمحافظات اليمن الجنوبية والذي امتد ليشمل مناطق يمنية أخرى في شمال اليمن، لا يختلف المشهد كثيراً عن المشهد في عهد الاحتلال البريطاني، فالفوضى تعم هذه المناطق، والسعودية والإمارات تستمران بمساعدة الأدوات المحلية في نهب ثروات هذه المناطق، فيما يعيش أبناء هذه المناطق وضعاً معيشياً صعباً يزداد سوءاً يوماً بعد يوم .
وفيما يحتفل الشعب اليمني بما فيه أبناء المحافظات المحتلة بذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر الـ 62، تبرز ملامح ثورة جديدة ضد المحتل الجديد ومؤشرات تؤكد أن مصير المحتل الجديد لن يختلف كثيراً عن مصير المحتل القديم.
وما شهدته محافظات عدن وشبوة وأبين، والعديد من المناطق المحتلة اليوم من احتجاجات تزامناً مع ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، ومطالبات واسعة برحيل التحالف من كافة الاراضي اليمنية ، والتأكيد على المضي على نهج الثوار الأوائل حتى استعادة الأمن والاستقرار والدولة والجمهورية، التي صادرتها قوى التحالف من أجل تنفيذ الأجندات الأجنبية ، وما تشهده هذه المناطق من سخط متصاعد واحتجاجات متواصلة على تردي الوضع المعيشي ، يؤشر بثورة عارمة في وجه الاحتلال الجديد ، لن تنتهي إلا بطرده من هذه المناطق واستعادة السيادة اليمنية .
على الجانب الآخر، تؤكد صنعاء التزامها بمواصلة الدفاع عن الوطن حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية، وطرد كل محتل غاصب، وهذا ما أكده رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ 62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر مساء أمس الاثنين .