اليونيسف: 90% من منازل غزة تضررت أو دُمرت بالكامل في واحدة من أسوأ الكوارث العمرانية بالعصر الحديث
غزة/وكالة الصحافة اليمنية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن حجم غير مسبوق للدمار في قطاع غزة، مؤكدة أن 9 من كل 10 منازل في القطاع تضررت أو دُمرت كليًا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عامين، في مشهد وصفته منظمات دولية بأنه كارثي وإنساني بامتياز.
وقالت المنظمة في بيانها إن نسبة الدمار الحالية تُعد من الأعلى في العالم خلال العقود الأخيرة، مشيرة إلى أن الدمار الواسع طال البنية التحتية المدنية بما في ذلك المدارس والمستشفيات وشبكات المياه والكهرباء، ما جعل مئات الآلاف من الأسر الفلسطينية بلا مأوى أو مصادر أساسية للحياة.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الأرقام التي نشرتها اليونيسف، بأنه إبادة جماعية مستمرة تستهدف البشر والحجر، في حين تتصاعد الدعوات الأممية لضمان تثبيت وقف إطلاق النار ومنع انهيار ما تبقى من مقومات الحياة المدنية.
وفي السياق ذاته، أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه العميق من استمرار سقوط ضحايا مدنيين بنيران قوات الاحتلال، حتى في المناطق التي يفترض أنها مشمولة بوقف إطلاق النار، مؤكدًا ضرورة ضمان الإعمال الكامل لحق الفلسطينيين في تقرير المصير، ومحذرًا من أن أي خرق للهدنة سيعرض حياة الآلاف للخطر.
ويرى مراقبون أن الدمار الواسع في غزة لا يمثل مأساة إنسانية فحسب، بل يفتح على أبعاد سياسية واقتصادية ودبلوماسية بالغة التعقيد، إذ يضع المجتمع الدولي أمام تحديات إعادة الإعمار في بيئة مدمرة ومحاصرة، ويزيد من الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي في ظل تصاعد الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
ويأتي هذا التقرير الأممي في وقت يمر فيه القطاع بمرحلة حرجة بعد عامين من العدوان الذي وصفته منظمات حقوقية بأنه الأكثر تدميرًا في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تحولت أحياء سكنية كاملة إلى ركام، بينما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني بين الفقر والتشريد والجوع.