المصدر الأول لاخبار اليمن

حصار صنعاء البحري يخنق “إسرائيل” ويدفعها للاستغاثة بأمريكا واستدراج مصر لمعركة لا تخصها

فلسطين المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية

 

لم تعد أزمة ميناء إيلات “الإسرائيلي” شأناً فنياً أو تجارياً، بل تحوّلت إلى ملف سيادي يفضح هشاشة الأمن البحري “الإسرائيلي”، ويكشف عن عمق التحوّل الاستراتيجي الذي أحدثته صنعاء في معادلات القوة الإقليمية.

فبعد الشلل شبه لحركة الميناء وانعدام إيراداته، كشفت الصحف العبرية أن إدارة الميناء ناشدت مصر والولايات المتحدة التدخل للضغط على أنصار الله في اليمن، لوقف استهداف الميناء والسفن المتجهة إليه.

هذه المناشدة التي وصفتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأنها “طلب إنقاذ عاجل” تعكس إدراك “تل أبيب” أن الأزمة خرجت عن السيطرة الإسرائيلية بالكامل، وأن استهدافات صنعاء للملاحة “الإسرائيلية” والممرات المرتبطة بإيلات لم تعد عملاً عسكرياً محدوداً، بل أداة ردع إقليمي تضرب عمق الاقتصاد “الإسرائيلي” وتربك القاهرة وواشنطن معاً.

اللافت أن إدارة ميناء إيلات لم تتوجه فقط إلى السفارة الأمريكية، بل طالبت أيضاً بإدراج قضية قناة السويس ضمن الاتفاقيات التي يرعاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة تكشف محاولة إسرائيلية لتحويل الملف البحري اليمني إلى قضية دولية، بعد أن فشلت الحملات العسكرية في كسر القرار البحري الصادر من صنعاء والخاص بإسناد غزة حتى وقف العدوان وجرائم الإبادة الإسرائيلية.

وبينما تسعى “تل أبيب” لإقناع مصر بالانخراط في حملة ضغط على أنصار الله، يرى محللون أن القاهرة تدرك حساسية الدخول في صراع مباشر مع صنعاء، فـ “إسرائيل” تحاول الإيحاء بأن الخطر “اليمني” يمسّ المصالح المصرية، غير أن هذا الطرح يهدف عملياً إلى جرّ القاهرة إلى معركة تخدم أمن “إسرائيل” تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية.

من جانب آخر، يقرأ المراقبون استغاثة “إسرائيل” لمصر وواشنطن باعتبارها اعترافاً ضمنياً بنجاح صنعاء في فرض معادلة ردع غير مسبوقة، ربطت بين البحر الأحمر وغزة، وأجبرت شركات الشحن العالمية على إعادة رسم خرائط مرورها بعيداً عن إيلات، في واحدة من أكثر الضربات الاقتصادية إيلاماً لـ “تل أبيب” منذ سنوات.

إنّ المشهد الراهن يؤكد أن اليمن لم يعد على هامش الصراع العربي–الإسرائيلي، بل أصبح لاعباً محورياً في معادلة الردع الإقليمي، يمتلك مفاتيح الممرات البحرية بين آسيا وإفريقيا، ويعيد صياغة مفهوم “الأمن البحري” في المنطقة بحدود تتجاوز الجغرافيا.

وبينما تُكثف واشنطن تحركاتها الدبلوماسية وتحث القاهرة على التحرك، يبدو أن المعركة البحرية التي بدأت باسم غزة قد تحولت إلى اختبار شامل للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، اختبار تُديره صنعاء ببرود استراتيجي وبتأثير لا يقل عن وقع الصواريخ نفسها.

 

قد يعجبك ايضا