المصدر الأول لاخبار اليمن

الإعلام العبري: انهيار العصابات التي أنشأتها “إسرائيل” في غزة.. وحماس تستعيد السيطرة الكاملة على القطاع

أكدت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الثلاثاء، أن جميع العصابات المحلية التي شكّلتها “إسرائيل” داخل قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة بهدف تقويض حكم حركة حماس، قد تفككت بالكامل، في حين استعادت الحركة السيطرة الإدارية والأمنية الكاملة على القطاع عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية “إسرائيلية” قولها إن تلك العصابات، التي تم تسليحها ودعمها بشكل مباشر من قوات الاحتلال خلال مراحل الحرب، إما تم القضاء عليها أو تفكيكها أو اختفاؤها من المشهد الميداني تمامًا، مؤكدة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فشل في استثمارها كأداة داخلية لزعزعة حكم حماس.

 

انهيار مشروع “الفوضى المنظمة”

وبحسب التقرير، فإن هذه الجماعات كانت تعمل تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق سيطرته المؤقتة داخل القطاع، حيث تورطت في نهب المساعدات الإنسانية المحدودة التي كانت تدخل غزة، ونشرت الفوضى الأمنية والمعيشية في المناطق التي تواجدت فيها.

وأوضحت الصحيفة العبرية، أن هذا المشروع الأمني السري كان يهدف إلى خلق بيئة داخلية معادية لحماس تمهّد لتدخل إداري خارجي بعد الحرب، إلا أن نتائجه جاءت عكسية تمامًا.

 

عفو عام وملاحقات محدودة

وذكرت “هآرتس” أن وزارة الداخلية في غزة أعلنت بعد وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر الجاري فتح باب العفو العام لأفراد تلك العصابات غير المتورطين بالدماء، لتسوية أوضاعهم وإعادة دمجهم في المجتمع، فيما لاحقت الأجهزة الأمنية العناصر التي رفضت تسليم أنفسها.

 

حماس تستعيد زمام الحكم

وأضافت الصحيفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقدّر أن حركة حماس استعادت السيطرة الكاملة على مؤسسات الحكم في غزة فور سريان وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن “حكومة نتنياهو” لا ترى أي جهة أخرى قادرة على إدارة القطاع حاليًا.

وبيّنت أن التقديرات “الإسرائيلية” كانت تتوقع اندلاع احتجاجات داخلية ضد حماس بسبب الظروف المعيشية القاسية، لكن ذلك لم يحدث، إذ واصلت الحركة إدارة شؤون القطاع عبر إعادة تفعيل الأجهزة الشرطية وضبط الأمن، إلى جانب تنظيم البلديات وإصلاح البنية التحتية.

 

تحديات الإعمار ومعبر رفح المغلق

وأشارت الصحيفة إلى أن حماس بدأت أعمال تنظيف الطرق وإصلاح الشبكات الأساسية رغم محدودية الإمكانات، لكنها تواجه صعوبات مالية ضخمة تحول دون إطلاق عملية إعمار شاملة تحتاج إلى تمويل دولي يقدّر بعشرات مليارات الدولارات.

وفي هذا السياق، أوضحت “هآرتس” أن آلاف النازحين ما زالوا في جنوب القطاع بانتظار العودة إلى مناطقهم المدمّرة في غزة والشمال، وسط مخاوف من استئناف القتال وغياب الدعم المالي الكافي لإعادة الإعمار.

 

معبر رفح رهينة القرار الإسرائيلي

وحول معبر رفح البري، أكدت الصحيفة العبرية، أن الاحتلال الإسرائيلي ما زالت ترفض إعادة فتحه باتجاه مصر منذ سيطرتها عليه في مايو 2024، تنفيذًا لأوامر من “حكومة نتنياهو” للضغط على حماس بشأن جثث الأسرى “الإسرائيليين”، مشيرة إلى أن المحادثات مع القاهرة متوقفة بالكامل.

وأفادت بأن المعبر سيُعاد فتحه قريبًا بعد استكمال مرافق التفتيش الجديدة، لكن الخلافات ما تزال قائمة حول هوية القوة متعددة الجنسيات المشرفة عليه وصلاحياتها ومستوى التنسيق مع حماس، ضمن ملفات لم تُحسم بعد في اتفاق وقف إطلاق النار.

 

حصيلة حرب الإبادة

واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالإشارة إلى أن الحرب التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 بدعم أميركي وأوروبي أدت إلى إبادة جماعية بحق سكان غزة، خلفت أكثر من 238 ألف شهيد وجريح، بينهم أعداد هائلة من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين الذين يواجهون مجاعة متصاعدة ودمارًا شبه كامل للبنية التحتية.

قد يعجبك ايضا