المصدر الأول لاخبار اليمن

تلويح بتقارب خفي بين صنعاء ومأرب.. تسليم “المنشق الصلاحي” لواء عسكري يضع الإصلاح تحت النار

متابعات | وكالة الصحافة اليمنية

 

تصاعدت موجة انتقادات حادة على منصات التواصل الاجتماعي خاصة من الناشطين والسياسيين المحسوبين على ما يسمى بالمجلس الانتقالي الموالي للإمارات سلطة الأمر الواقع في عدن وجنوب اليمن، عقب إعلان المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب والذي تتبع إخوان اليمن (حزب الإصلاح) الموالي للسعودية، تعيين العميد صلاح الصالحي، وهو ضابط منشق حديثًا عما أسموه “جماعة الحوثي” في صنعاء، قائدًا للواء 107 مشاة، في خطوة وُصفت بأنها “غامضة ومثيرة للريبة”.

القرار الذي جاء بعد أيام فقط من وصول الصالحي إلى مأرب، فجّر سيلًا من التساؤلات حول حقيقة انشقاقه، والسر وراء تسليمه قيادة لواء كامل دون فترة تحقق أو مراقبة، كما جرت العادة في حالات الانضمام الجديدة.

وكانت وسائل الإعلام بدأت قبل أيام تسويق مزاعم حول انشقاق من تصفه بقائد لواء تابع لمن تصفهم بـ”الحوثيين” في تعز.

وقد نُقِلَ الضابط الذي يُدعى صلاح الصالحي إلى مأرب، حيث التقى كبار قادة الإصلاح على رأسهم رئيس الأركان، صغير بن عزيز، قبل أن يتم ترقيته وتعيينه قائد لواء للحزب بالمدينة.

المراقبون والناشطون اعتبروا القرار صفعة للشرعية والمجلس الانتقالي، وتسليم قيادة لواء كامل لشخص لم يمضِ شهر على هروبه من “الحوثيين”، بمثابة تحالف خفي يرسخ ما وصفوه بـ “النفوذ الحوثي داخل مأرب”.

الناشط مالك اليزيدي اليافعي وصف ما يجري بأنه “تبادل أدوار مستمر بين الحوثيين وحزب الإصلاح”، مضيفًا: “منذ عشر سنوات، أحدهم يفرّ من صنعاء لينضم إلى الشرعية، والآخر يهرب من الشرعية إلى الحوثيين.. مسرحية لا تنتهي.”

أما الناشط مروان المفلحي فانتقد ما اعتبره عبثًا عسكريًا، قائلاً: “قبل أسابيع كان يقود لواء في صنعاء، واليوم أصبح قائد لواء في مأرب.. يبدو أن الحرب بين الطرفين لم تعد إلا اتفاقًا في الخفاء.”

الموجة نفسها لقيت استهجانًا من محسن باكر وناصر الخليفي، اللذين تساءلا عن سبب الإسراع بتعيينه قائدًا دون تحقيق أو مراقبة، وكأن مأرب باتت ملعبًا لتسويات سرية.

من جانبه، اعتبر صالح أبوعوذل، أحد أبرز الناشطين الجنوبيين، أن ما حدث يكشف “تحالفًا جديدًا بين مأرب وصنعاء”، مضيفًا بسخرية: “أصبح الحوثيون قادةً في الجيش الوطني، والعكس صحيح.. كل شيء تمام، وإيران طيبة والعلاقات عال العال!”

وتداولت وسائل إعلام جنوبية ما وصفوه بـ“مؤشرات تقارب خفي” بين قيادات الإصلاح في مأرب ودوائر صنعاء، معتبرين أن تسليم المناصب العسكرية لشخصيات قادمة مما أسموه “جماعة الحوثي” ليس سوى خطوة ضمن ترتيبات سياسية قادمة.

وحذّرت من أن تعيين الصالحي قد يكون بداية تسليم قيادات مأرب للمحور الحوثي – الإصلاحي، مؤكدين أن القرار يعكس فشل الرقابة العسكرية والسياسية، وتحويل المدينة إلى ساحة تجارب للصفقات السرية.

في المقابل، حاولت بعض المنصات الموالية لمأرب تبرير الخطوة بأنها “استيعاب للعائدين من “صفوف الحوثيين” ضمن جهود المصالحة الوطنية”، لكن تلك التبريرات لم تهدئ الغضب الشعبي المتصاعد ولا شكوك المراقبين.

قد يعجبك ايضا