روسيا تعبر إلى إيران بقطار الشحن الأول.. ممر جديد يهز توازنات نفوذ التجارة الدولية

في خطوة تُعدّ انقلاباً في معادلة الطرق التجارية وتوازانات النفوذ الاقتصادي بين الشرق والغرب، وصل اليوم السبت أول قطار شحن روسي إلى ميناء أبرين الإيراني، مُعلنًا تدشين خط قطارات منتظم عبر ممر الشمال–الجنوب الدولي، الذي يُنتظر أن يتحوّل إلى الشريان التجاري الأكثر تأثيراً في أوراسيا.

الرحلة، التي وصفتها وكالة “إيرنا” بأنها استراتيجية بامتياز، جاءت نتيجة تنسيق واسع بين هيئات سكك الحديد والجمارك ووكلاء الشحن وأصحاب البضائع على امتداد الطريق الذي يعبر روسيا وكازاخستان وتركمانستان وصولاً إلى إيران.

وكشف مرتضى جعفري، مسؤول العمليات التجارية في سكك حديد إيران، أنّ ميناء أبرين، الذي استقبل منذ يونيو الماضي 30 قطار شحن دولي، يستعد لتوسيع نشاطه وتحويل إيران إلى مركز محوري للتصدير والاستيراد والترانزيت في منطقة تتقاطع فيها مصالح الشرق والغرب.

القطار الروسي وصل محمّلاً بـ 62 حاوية ضخمة تحتوي ورقاً ولبّ الورق ومشتقاته، ومتجهة إلى كل من إيران والعراق، في رحلة استغرقت 12 يوماً فقط.

وتزامن وصوله مع بيان روسي أكّد أنّ هذه الخطوة تشكّل مرحلة مفصلية في ترسيخ البديل الآمن والسريع لممرات التجارة التقليدية التي تعاني الاضطرابات منذ سنوات.

وقال أوليغ بولييف، الرئيس التنفيذي لشركة السكك الحديدية الروسية اللوجستية، إن هذه الشحنة تمثل تجسيداً عملياً للاستراتيجية الروسية الرامية لابتكار مسارات لوجستية متكاملة، تعتمد على ممر الشمال–الجنوب كعمود فقري لربط روسيا بالمياه الدافئة والخليج وآسيا.

ويُعد ميناء أبرين، الذي أُطلق بوصفه أكبر مشروع لوجستي في إيران منذ مايو 2025، مركزاً متعدّد الوسائط عند نقطة التقاء الممرات التجارية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، ويتجه تدريجياً للوصول إلى كامل طاقته الاستيعابية.

بهذه الخطوة، تكون موسكو وطهران قد وضعتا لبنة جديدة في طريق إعادة رسم خطوط التجارة العالمية، بعيداً عن الممرات التقليدية التي تهيمن عليها القوى الغربية، وبات ممر الشمال–الجنوب مرشحاً للعب دور اقتصادي وجيوسياسي من الطراز الأول خلال السنوات المقبلة.