المصدر الأول لاخبار اليمن

معسكرات الفصائل الإماراتية تتحول إلى بؤرة للصراعات القبلية والمناطقية

خاص | وكالة الصحافة اليمنية |

انتقلت فوضى الثارات القبلية والمناطقية من الأسواق الشعبية إلى داخل المعسكرات التابعة للفصائل الإماراتية في مديريات محافظة شبوة، التي شهدت تحولا خطيرا في طبيعة القضايا المجتمعية منذ مطلع العام 2016م.

وبعد أن كرست قيادات الفصائل الإماراتية الاقتتال بين أبناء القبائل بدعم وتمويل القبائل الموالية لها بالمال والسلاح ضد القبائل المناهضة لها في شبوة، اليوم تجني ثمار السياسات التي انتهجتها بين أبناء المجتمع داخل معسكراتها التي انتقلت إليها حمى الثارات القبلية والصراعات المناطقية واحياء ثقافات ومصطلحات متهالكة في اوساطهم.

حيث أصبحت معسكرات فصائل “دفاع شبوة، والعمالقة” وغيرها، بؤرة وساحة لتصفية الثارات القبلية والمناطقية، حيث لقي أحد المجندين يدعى” حسين مبارك علي الغنيمي المحمدي اليوبي” مصرعه مساء الجمعة الماضية برصاص زميل له من أبناء قبيلة آل ثوبان، بالقرب من السوق الشعبي لبيع القات بمدينة العليا في مديرية بيحان على خلفية ثأر قديم بين قبيلتي المجندين.

وبحسب مصادر محلية، تعرض “الغنيمي” لإطلاق الرصاص بسلاح زميله من الخلف أثناء خروجه لجلب الماء بعد أن ترك سلاحه لدى زملائه في حادثة تمت بأساليب “غادرة وجبانة”.

هذه الحادثة لم تكن معزولة عن الكثير من الاحداث المشابهة، بل تعد امتداد لسلسلة من الاشتباكات والمواجهات المسلحة داخل معسكرات الفصائل الإماراتية، مما يشير إلى عمق الأزمة بين المجندين أنفسهم انعكاسا لحالة الفوضى الأمنية الذي أوجدته سياسة دول التحالف بما يخدم مصالحها في مناطق سيطرتها جنوب وشرق اليمن.

وكان المجند في فصائل ما يسمى “الاسناد بدفاع شبوة”، “عيسى علي سعيد الاغبري الصبيحي”، قد لقي مصرعه نهاية يونيو الماضي برصاص زميلا له ينحدر من منطقة الضالع يدعى “أحمد هادي المشرقي الضالعي”، وفق تهم كيدية، ضمن الكثير من حوادث الاغتيالات القائمة على الصراع القبلي والمناطقي.

وخلال الأسبوع الماضي شهد معسكر “حنيشان” الواقع في مدينة عتق، انتفاضة غاضبة للضباط والمجندين من أبناء شبوة ضد مناطقية القيادات القادمة من خارج محافظة، التي عملت على تهميش أبناء شبوة حسب مصادر محلية.

ووجه أبناء شبوة المجندين في المعسكر اتهامات مباشرة لقيادات المعسكر التي تنحدر من الضالع بالاستحواذ والاستئثار بالمناصب والترقيات وتوزيعها على المقربين على أسس مناطقية، دون أبناء شبوة الذين يعانون التهميش مهما كانت مؤهلاتهم وكفاءاتهم.

استبعاد قيادات الفصائل الموالية للإمارات لأبناء شبوة من الامتيازات المالية والعينية ومراكز صنع القرار في قيادات الفصائل لأسباب تتعلق بانعدام الثقة من جهة، واستحواذ أبناء مناطق معينة على رأس المهام القيادية من أجل استمرار هيمنتها على القوة والنفود وفق سياسة ممنهجة على المناصب العسكرية والإدارية حتى لا تفقد مكانتها من جهة أخرى.

وبالتزامن مع انتفاضة ضباط ومجندي شبوة، ضد مناطقية الضالع في معسكر حنيشان، اندلعت معارك قبلية واشتباكات بالأيدي داخل معسكر “العلم التدريبي”، بين عناصر من “اللواء 13 عمالقة”، في شبوة، أصيب خلالها “مساعد نظام اللواء” المدعو، مازن فضل على الحميراء” بجروح أثر تعرضه لهجوم مباغت من الخلف أثناء تواجده بالمعسكر.

وهاجمت عناصر بقيادة ” يوسف المعدة”، مساعد “نظام اللواء” الحميراء، إثر مشكلة تطورت بينهما وتحولت إلى معركة مناطقية بين “المعدة” الذي ينحدر من الضالع، وموالين للمساعد “الحميراء”، تحولت إلى معركة مناطقية داخل المعسكر.

يعتبر تأسيس دول التحالف بقيادة الإمارات والسعودية، فصائل متعددة الولاءات والتوجهات على أسس مناطقية ودينية متطرفة من التيارات السلفية والتكفيرية، توجها خطيرا يهدف إلى تمزيق المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، وفق صراع المصالح بين الرياض وأبوظبي، بما يحقق مصالح وسيطرة كل منها على تلك المناطق، ويخدم الاجندات الأجنبية على حساب أمن واستقرار الشعب اليمني، تحت عناوين وذرائع مختلفة، لا تختلف اطلاقا عن سياسية الاحتلال البريطاني وفق منهجية “فرق تسد”.

قد يعجبك ايضا