تعود فضائح هروب النساء داخل الأسرة الحاكمة في دبي إلى الواجهة مجدداً، بعد أن نشرت زينب جوادلي، طليقة سعيد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم – نجل حاكم دبي السابق وابن شقيق الحاكم الحالي – فيديو صادماً أعلنت فيه أنها هربت مع بناتها خوفاً من “الانتهاكات والترهيب” التي تعرّضن له بعد أن خُطفن منها في سبتمبر 2025.
وقالت زينب، في شهادتها المصوّرة، إنها “لم تعد آمنة”، وإن الشرطة داهمت منزلها مراراً، وإنها تعيش مع بناتها “كأنهن رهائن”، مؤكدة أنها سلّمت كل الأدلة لمحامٍ بريطاني سيُفجّر القضية إذا تعرّضت لأي مكروه.
وتبرز الفضيحة الجديدة كامتداد لنمط موروث داخل عائلة آل مكتوم، حيث تتكرر عمليات الهروب، والاختفاء، والخطف، ومحاولات التستر، فيما تبقى الأسئلة بلا إجابات: لماذا تهرب النساء من واحدة من أغنى العائلات في المنطقة؟ وما الذي يدفع زوجات وأميرات إلى المخاطرة بحياتهن لمغادرة دبي سراً؟.
تاريخ الأسرة الحاكمة في دبي مع هروب النساء ليس جديداً. فالقصة بدأت عملياً مع الشيخة شمسة عام 2000، عندما كانت مراهقة تبلغ 19 عاماً وتعيش في منزل العائلة في ساري جنوب لندن.
وفي حينه استقلت سيارتها وهربت، لكن تقارير صحفية بريطانية قالت لاحقاً إن فريق بحث خاص أرسلته العائلة عثر عليها في كامبريدج، وخطفها، ونقلها إلى دبي قسراً على متن طائرة خاصة. ومنذ ذلك الحين، اختفت آثارها تماماً.
بعدها بسنوات، حاولت الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد الفرار عبر البحر في مارس 2018 على متن يخت متجه للهند. العملية انتهت بتدخل قوات خاصة مشتركة، واقتياد لطيفة بالقوة إلى دبي. الفيديوهات التي سجلتها قبل فرارها، والتي تحدّثت فيها عن إساءة ومعاملة قاسية، أثارت موجة عالمية من الغضب.
ثم جاءت أزمة الأميرة هيا بنت الحسين، زوجة محمد بن راشد، التي هربت عام 2019 إلى ألمانيا ثم استقرت في لندن. تقارير “الغارديان” ووسائل إعلام عالمية أكدت حينها أن هيا استعانت بشركة أمن خاصة لحراسة منزلها خشية أن تتعرض للاختطاف، في ظل تصاعد التوتر مع زوجها.
لاحقاً، خاضت الأميرة معركة قضائية شهيرة انتهت بقرارات بريطانية مهمة، شملت إثبات تعرض الأميرة لـ”ترهيب ممنهج” واعتبار محمد بن راشد مسؤولاً عن “اختطاف واحتجاز” ابنتيه شمسة ولطيفة.
قضية زينب تعيد إلى الواجهة نفس النمط تقريباً: زوجة تهرب واتهامات بالخطف والإساءة في ظل معاناتها من جحيم داخل الإمارات وما وجدته من ملاذ آمن خارج البلاد.
والفارق الوحيد أن بطل القصة اليوم ليس الحاكم نفسه، بل أحد أفراد الجيل الجديد: سعيد بن مكتوم بن راشد، ابن شقيق محمد بن راشد. وهذا ما يفتح باب التساؤل حول ما إذا كانت المشكلة مرتبطة بأفراد محددين أم أنها ثقافة ممتدة داخل البيت الحاكم.
وعلى الرغم من الصورة البراقة للإمارات، والمكانة الاقتصادية والسياحية الهائلة لدبي، فإن القضايا المتعلقة بالنساء داخل الأسرة الحاكمة تكشف جانباً آخر مختلفاً تماماً.