المصدر الأول لاخبار اليمن

تصعيد لافت.. “إسرائيل”تحاول إيقاف التقدم نحو المرحلة الثانية في غزة

تحليل | وكالة  الصحافة اليمنية

تشهد الساحة الغزية في الساعات والأيام الأخيرة تصعيدًا لافتًا في حجم وطبيعة الخروقات العسكرية “الإسرائيلية” في وقت كان يُنتظر فيه الدخول إلى المرحلة الثانية من ترتيبات وقف إطلاق النار.

 

 هذا التصعيد لا يبدو منفصلًا عن رؤية “إسرائيلية” أوسع تهدف إلى إعادة إنتاج الواقع الميداني وفرض شروط جديدة على الأرض قبل الانتقال إلى أي مرحلة لاحقة.

 

 وفي ضوء ذلك، تتبلور مجموعة من المؤشرات التي تعكس اتجاهًا متعمّدًا نحو تعطيل المسار المتّفق عليه وتشكيل واقع جديد أكثر انسجامًا مع الأهداف الإسرائيلية .

 

ويظهر التصعيد ” الاسرائيلي” المتزايد في غزة أن “تل أبيب” تميل إلى إبطاء أو عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهي المرحلة التي كان يُفترض أن تنطلق خلال الأيام القادمة ، فالتوسع في العمليات الميدانية، سواء عبر القصف أو التوغل ، أو إعادة الانتشار، يكشف عن رغبة “إسرائيلية” واضحة في إعادة ضبط قواعد الاشتباك لصالحها.

 

وفي سياق موازٍ، تُظهر عمليات الاغتيال والنسف والهدم وإزاحة النقاط على حدود الخط الأصفر نمطًا يبتعد عن العشوائية، ويرتبط بما يمكن وصفه بـ”هندسة جغرافية–أمنية” تستهدف إعادة تشكيل بيئة الأرض قبل المرحلة الثانية، فهذه التحركات تهدف إلى فرض وقائع ميدانية تُعيد رسم خريطة السيطرة بطريقة تجعل المرحلة الثانية — حتى لو انطلقت — محكومة بالشروط “الإسرائيلية” كاملة، دون أن تكون قادرة على تغيير معادلة القوة على الأرض .

 

وتعطي السلوكيات “الإسرائيلية” انطباعاً متزايداً بأن “تل أبيب” لا تريد للمرحلة الثانية أن تُنتج واقعاً أمنياً مختلفاً، أو أن تفتح المجال لترتيبات تقيد الحركة العسكرية “الإسرائيلية” ،وعلى العكس، تعمل “إسرائيل” على تثبيت مبدأ أن “اليد العليا” ستبقى لجيشها، حتى في ظل المرحلة الثانية ، أو حتى مع وجود القوات الدولية التي يجري الحديث عنها .

 

في ضوء المعطيات الميدانية والسلوك “الإسرائيلي” المتصاعد، يتضح أن “إسرائيل” تسير وفق استراتيجية مدروسة تهدف إلى تعطيل المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار ما لم تُعيد تشكيل الشروط على الأرض أولاً.

 

وفي مقابل هذا التصعيد، لا تزال فصائل المقاومة، وعلى رأسها حماس، متمسكة بمسار وقف إطلاق النار، إدراكًا منها لأهمية الحفاظ على الإطار التفاوضي وعدم الانزلاق إلى مواجهة واسعة جديدة ،  إلا أن استمرار عمليات الاغتيال، وتباطؤ الوسطاء — وعلى رأسهم واشنطن — في ضبط السلوك الإسرائيلي، يدفع الوضع الميداني نحو احتمالات فوضوية.

 

ومع استمرار التصعيد الاسرائيلي  يصبح الحفاظ على مسار التهدئة مرهونا بمدى استعداد الوسطاء لاستخدام نفوذهم لكبح الخروقات وإجبار “إسرائيل” على الالتزام بخارطة الطريق المتفق عليها، وبما يمنع انهيار اتفاق التهدئة ،أو إفشال المرحلة الثانية بالكامل .

قد يعجبك ايضا