اليمن الساحة الأكثر وضوحاً لدور السعودية والإمارات في مشروع تفكيك المنطقة
تقرير | وكالة الصحافة اليمنية
لم تعد استراتيجية “إسرائيل” في المنطقة القائمة على تفكيك الدول العربية المركزية الى كيانات ضعيفة مجرد تكهنات، خصوصا بعد التصريحات المتكررة لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي المجرم ” بنيامين نتنياهو ، والتي يتحدث فيها عن تغيير الشرق الاوسط الجديد ، وإعادة تشكيله وبما يخدم مصالح القوى الكبرى، ويضمن التفوق “الإسرائيلي”.
ومن الواضح ان الولايات المتحدة و”إسرائيل” أسندتا ، دوراً محورياً للسعودية والإمارات في تنفيذ هذا المشروع داخل المنطقة العربية، وهذا يؤكده تدخلهما في العراق وسوريا ولبنان واليمن، إضافة إلى ليبيا والسودان، في إطار دور وظيفي ينسجم مع أهداف مخطط التفكيك .
ويتضح أن الدور السعودي–الإماراتي ليس ناتجاً عن حسابات ذاتية أو مصالح وطنية معزولة، بل يأتي في إطار وظيفة إقليمية محددة داخل مشروع أكبر يستهدف إعادة تشكيل المنطقة وفق تصور أمريكي–”إسرائيلي” يقوم على التفكيك والتجزئة، ويُعد اليمن الساحة الأكثر وضوحاً لتجلي هذا المشروع، حيث يجري العمل على إضعافه وتمزيقه ومنع تشكل دولة قادرة على تغيير موازين القوى في المنطقة.
اليمن ارتكاز رئيسي في التفكيك
يمثل اليمن نقطة ارتكاز رئيسية في مشروع التفكيك، فبعد ثورة 21 سبتمبر التي أنهت النفوذ الأمريكي داخل اليمن، باتت الولايات المتحدة و”إسرائيل” تعتبران خروج اليمن عن دائرة السيطرة خطراً مباشراً.
وبناءً على ذلك، جرى إطلاق العدوان على اليمن في مارس 2015 عبر السعودية والإمارات. وجاء هذا الهجوم كخطوة منظمة تهدف إلى إعادة اليمن إلى موقعه السابق، ومنع تشكّل دولة يمنية مستقلة وقادرة على اتخاذ قرار سيادي خارج الإرادة الأمريكية–”الإسرائيلية”.
ومنذ بداية العدوان، نفذت السعودية والإمارات سياسة تقوم على إنشاء قوى محلية متصارعة داخل اليمن، وتغذية الانقسامات السياسية والمناطقية والمذهبية بهدف خلق بيئة داخلية مفككة تهيئ الأرضية للتقسيم.
ومع تسليم محافظتي حضرموت والمهرة اليوم للمجلس الانتقالي المدعوم من الامارات والذي يتبنى النزعة الانفصالية ، ويعلن قادته استعدادهم للتطبيع مع “إسرائيل ” باتت ملامح المشروع أكثر وضوحاً: تنفيذ مباشر للمخطط الأمريكي–”الإسرائيلي” عبر الأدوات السعودية والإماراتية بهدف تقسيم اليمن ومنع ظهور دولة موحدة وقوية يمكن ان تمثل تهديد حقيقي لـ “إسرائيل”.
فرض التمزيق والتقسيم
أظهرت معركة طوفان الأقصى، وما رافقها من مواقف وإجراءات قامت بها صنعاء تجاه الاحتلال الإسرائيلي ، أن اليمن بات عاملاً مؤثراً في معادلات الصراع في المنطقة، وأنه يمتلك القدرة على تشكيل تهديد استراتيجي حقيقي لإسرائيل. وقد برز هذا التأثير رغم أن اليمن لا يزال يعيش حالة انقسام وصراع داخلي.
وتكشف هذه التطورات أن اليمن — في حال تمكنه من استعادة وحدته وامتلاكه قراراً سيادياً مستقلاً على كامل الأراضي اليمنية — قادر على التحول إلى قوة فاعلة تمتلك موقعاً استراتيجياً حساساً، وإرادة سياسية يمكن أن تؤثر على توازنات الإقليم ، وتدرك “إسرائيل” حجم هذا الاحتمال، ولذلك تعمل على منع نشوء دولة يمنية موحدة وقادرة .
وبناءً على ذلك، تتحرك السعودية والإمارات بشكل متواصل للحيلولة دون تحقيق هذا التوحد اليمني، من خلال فرض التمزيق والتقسيم في اليمن ، وتحويله الى يمن ضعيف ومجزأً، بحيث لا يمتلك القدرة على تشكيل أي تهديد مستقبلي لـ “إسرائيل” أو التأثير في موازين الصراع الإقليمي .
هذه هي الحقيقة، السعودية والامارات ليستا سوى أدوات ضمن مشروع الولايات المتحدة و”إسرائيل” في المنطقة ، وما يقومان به في اليمن ليس سوى تنفيذ لمخطط تفكيك المنطقة لصالح بقاء “إسرائيل ” القوة المسيطرة .