المصدر الأول لاخبار اليمن

واشنطن بوست: مروان البرغوثي يعود إلى واجهة النقاش السياسي مع تجدد الضغوط للإفراج عنه

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا موسعًا تناولت فيه مكانة القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، الذي برز اسمه مجددًا خلال مفاوضات صفقة التبادل الأخيرة، بعدما طالبت حركة حماس بالإفراج عنه ضمن قائمة الأسرى.

وأشارت الصحيفة إلى أن ظهور البرغوثي في مقطع مصوّر نادر خلال أغسطس الماضي – وهو الأول له منذ 14 عامًا – أعاد تسليط الضوء على حضوره السياسي وثقله الشعبي، رغم سنوات اعتقاله الطويلة. وظهر في الفيديو خلال زيارة لوزير الأمن القومي “الإسرائيلي” المتطرف “إيتمار بن غفير”، وسط تبادل كلمات لم تتضح بشكل كامل.

وبحسب التقرير، يحتل البرغوثي (66 عامًا) مكانة خاصة في الوعي الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء، فهو من أبرز الشخصيات التي تحظى بتأييد متقدم في استطلاعات الرأي الفلسطينية، رغم صدور خمسة أحكام بالسجن المؤبد بحقه لدوره المزعوم في هجمات وقعت مطلع الألفية.

وخلال السنوات الماضية، ظهر البرغوثي في عدد محدود من الصور والمقاطع، بينما تحدثت عائلته ومحاموه مؤخرًا عن ظروف احتجاز صعبة، مشيرين إلى أنها تهدف إلى الضغط على الأسرى من خلال الضغط عليه شخصيًا.

وفي أكتوبر الماضي، عاد اسمه إلى طاولة النقاش السياسي بعد أن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة إدراجه ضمن صفقة تبادل لإنهاء الحرب على غزة، إلا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي رفضت ذلك بشكل قاطع.

ويرى محللون أن حكومة الاحتلال تعتبر البرغوثي شخصية قد تُعيد تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني، وهو ما لا ترغب به حكومة “نتنياهو”.

ويشير التقرير إلى أن هذه النقاشات تتزامن مع تساؤلات متزايدة حول مرحلة ما بعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس البالغ 90 عامًا، مؤكدة أن استطلاعًا حديثًا أظهر تفوق البرغوثي بفارق واسع على أي مرشحين محتملين آخرين.

وتوضح الصحيفة الأمريكية، أن خلاف الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق سراحه يرتبط باعتقاده أنه شخصية قادرة على توحيد الأطياف السياسية الفلسطينية، وهو ما يعتبره بعض المسؤولين “الإسرائيليين” المتطرفين تهديدًا لمصالح حكومتهم.

وقال خالد الجندي، الباحث في معهد كوينسي، إن الإفراج عن البرغوثي “يتطلب قيادة إسرائيلية مختلفة” ورؤية تعتبر وجود قيادة فلسطينية موحدة “عامل استقرار وليس خطرًا”.

ويذكر التقرير أن البرغوثي حافظ على مواقفه داخل السجن، إذ قاد عام 2006 صياغة “وثيقة الأسرى” التي مثّلت آنذاك رؤية سياسية مشتركة بين مختلف الفصائل حول الدولة الفلسطينية ووحدة الصف السياسي. وفي مقابلات سابقة، شدّد على أن الوحدة الوطنية شرطٌ أساسي لتعزيز الحقوق الفلسطينية، وأن المفاوضات دون دعم دولي فعّال “لا جدوى منها”.

وتشير عائلته إلى أن ظروف اعتقاله ازدادت صعوبة منذ بدء العدوان على غزة، وأنه قضى فترات طويلة في العزل الانفرادي.

فيما قال مسؤول أمريكي للصحيفة إن الإدارة الأمريكية “لم تتخذ قرارًا بعد” بشأن أي تحرك يتعلق بوضعه.

وبينما يستمر العدوان ويتصاعد الجدل حول مستقبل القيادة الفلسطينية، يبرز اسم البرغوثي مجددًا كأحد أبرز المرشحين المحتملين لقيادة مرحلة ما بعد عباس، رغم استمرار رفض كيان الاحتلال الإسرائيلي إطلاق سراحه.

قد يعجبك ايضا