السيد الحوثي يحذّر من الحرب الناعمة ويهاجم مواقف أنظمة عربية في ظل تصاعد الاعتداءات “الإسرائيلية” على سوريا
صنعاء/وكالة الصحافة اليمنية
حذّر، السيد عبدالملك الحوثي، في كلمة متلفزة بمناسبة ذكرى مولد السيدة فاطمة الزهراء واليوم العالمي للمرأة المسلمة، من الحرب الشيطانية الناعمة التي تستهدف الهوية الإيمانية للأمة الإسلامية، معتبرًا أنها “أشرس الحروب المعاصرة وأكثرها تأثيرًا على وعي الشعوب واتجاهاتها”.
وقال السيد عبدالملك الحوثي إن ما يواجهه المسلمون اليوم “ليس حربًا عسكرية فقط، بل عملية ناعمة واسعة تسعى لتشكيل ثقافات جديدة وولاءات منحرفة تُبعد الأمة عن نهج الإسلام، وتربطها بأطراف مضلّين”.
وأضاف أن “جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق النساء الفلسطينيات –من قتل واستهداف وإهانة– شكّلت مشاهد دامية حرّكت الضمير الإنساني عالميًا، فيما بقيت غالبية الأنظمة العربية والإسلامية بلا موقف حقيقي”.
انتقادات لمواقف عربية
واتهم السيد عبدالملك الحوثي بعض الأنظمة العربية بـ“تقديم الدعم المالي والاستخباراتي والإعلامي للعدو الإسرائيلي”، معتبراً أن هذا الدعم يمثّل “أوضح تجليات الخلل الرهيب في واقع الأمة وانحدارها الأخلاقي والإنساني”.
وأكد أن “قبول بعض الأنظمة والنخب العربية بمفهوم الاستباحة” يكشف عن “تحوّل خطير في الرؤية والبصيرة وخلل في الوعي”، مشيرًا إلى أن أطرافًا داخل المنطقة “تبنت مفهومًا مُحرّفًا للسلام يجعل منه عنوانًا للاستسلام والقبول بسيطرة الاحتلال”.
في السياق الإقليمي
يتزامن خطاب السيد عبدالملك الحوثي مع تصاعد التوتر خلال الأيام الماضية على الجبهة السورية مع فلسطين المحتلة، ولا سيما في القنيطرة التي تُعدّ منطقة حساسة تخضع لقواعد صارمة وفق اتفاقات فضّ الاشتباك منذ سبعينيات القرن الماضي.
خلفية المشهد في القنيطرة
خلال الأيام الأخيرة، سجّلت المنطقة توغلات واعتداءات “إسرائيلية داخل الشريط الفاصل، إضافة إلى اشتباكات محدودة قرب قرية خان أرنبة، ما أثار احتجاجات محلية.
وبحسب شهادات سكان، فقد تجمع الأهالي قرب أحد الحواجز “الإسرائيلية وطالبوا برحيله، بينما مرّ رتل كبير للأمن الداخلي السوري متجاوزًا الحاجز دون اشتباك أو إطلاق نار — في مشهد يسلّط الضوء على هشاشة الوضع الأمني وتعقيدات السيطرة.
انكشاف متزايد للسكان المحليين
تؤكد مصادر ميدانية أن قوات الحكومة المؤقتة والفصائل المسيطرة في المنطقة لم تتدخل لحماية القرى من التوغلات المتكررة، ما دفع الأهالي إلى احتجاجات مباشرة في ظل غياب قوى منظمة تستطيع منع الانتهاكات أو ضبط خطوط التماس.
ويرى خبراء أن هذا الفراغ الأمني أعاد فتح ملف قواعد فضّ الاشتباك، خصوصًا مع تصاعد الغارات الإسرائيلية في العمق السوري، بما فيها محيط دمشق، دون وجود رد من القوى المحلية المسيطرة في الجنوب.
نموذج للارتباط بالولايات المتحدة
وربط السيد عبدالملك الحوثي بين واقع القنيطرة والفراغ الأمني هناك، وبين ما وصفه بـ“خيار النفاق” لبعض الجماعات المسيطرة في سوريا، متهمًا إياها بأنها “ترتبط بالأمريكي ولا تعادي إسرائيل، بل تسعى لعلاقة معها رغم الغارات والاحتلال”.
وقال إن هذا النموذج “يعبّر عن صورة الانحراف الذي طال جزءًا من الأمة بفعل الحرب الناعمة واستبدال المفاهيم”، معتبرًا أن قبول بعض تلك الجماعات بسياسات “تغيير الشرق الأوسط” يصب في صالح “الهيمنة الإسرائيلية الكاملة”.
دعوة لإحياء الوعي واستلهام نموذج السيدة الزهراء
وفي ختام كلمته، شدّد السيد عبدالملك الحوثي على أهمية استلهام “نموذج السيدة الزهراء والرموز الإيمانية” لإحياء الروح الإسلامية وبناء وعي قادر على مواجهة “الاستلاب الثقافي والسياسي”.
ورأى أن الأمة بحاجة إلى “استعادة دورها العالمي في نصرة المستضعفين وكسر هيمنة القوى المعتدية، بدلًا من الارتهان للمستكبرين”.