المصدر الأول لاخبار اليمن

رسائل عتاب من أنصار الله للأزهر الشريف.. ماذا حملت؟

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

 

أثارت إدانة الأزهر الشريف لحادثة قتل اليهود في مدينة سيدني الأسترالية موجة عتاب وانتقاد من قبل أنصار الله في صنعاء، على خلفية ما وصفوه بـ«الصمت المريب» للأزهر تجاه حوادث تدنيس القرآن الكريم والإساءة للرسول ﷺ في الولايات المتحدة، معتبرين ذلك خللًا في ترتيب الأولويات وتراجعًا عن دورٍ دينيٍّ منتظر.

وفي هذا السياق، وجّه عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح رسالة عتاب مباشرة للأزهر والهيئات والمنظمات الإسلامية وعلماء الأمة، عبر تدوينة على صفحته بمنصة (إكس)، قال فيها: «سارعتم لإدانة حادثة قتل اليهود في سيدني، وتسابقتم لإدانة كذبة استهداف الكعبة، لكنكم صمتّم صمتًا مريبًا حين دُنِّس القرآن وأُسيء إلى كتاب الله».

وتساءل الفرح بلهجة ناقدة: «أيّ أولويات هذه؟ وأين الغيرة على كلام الله؟» معتبرًا أن الصمت في مثل هذه القضايا «جريمة خذلان» تسهم، بحسب تعبيره، في تكرار الإساءة للقرآن الكريم والرسول ﷺ وانتهاك المقدسات.

 

وفي سلسلة تدوينات لاحقة رصدتها (وكالة الصحافة اليمنية)، أوضح الفرح بأن المفارقة المؤلمة تكمن في كثرة الانقسامات والمذاهب عند الصراعات الداخلية، مقابل ندرة المواقف الموحدة حين يُنتهك القرآن، مضيفًا: «تتزايد أعداد المسلمين عند الفتن، وتقل عند انتهاك المقدسات».

وأكد أن تدنيس القرآن لا يمكن اعتباره حادثة معزولة أو تبريره بذريعة «حرية التعبير»، واصفًا ما يجري بأنه حلقة ضمن «حرب عدوانية قديمة ومستمرة» تشنّها الولايات المتحدة وتديرها الصهيونية، ضد الإسلام ومقدساته.

وشدد الفرح على أن الصمت أمام عدو يعلن عداءه للإسلام صراحة «ليس تعقّلًا ولا حكمة، بل سقوط أخلاقي وتفريط في المقدسات»، مضيفًا: «حين يُهان كتاب الله ولا نغضب، فالخلل فينا قبل أن يكون في العدو».

وفي ختام رسائله، طرح الفرح جملة تساؤلات حادة قال إنها تمس جوهر الوعي الديني والضمير الإسلامي:

إن لم ندافع عن كتاب الله، فما الخير الذي يُرتجى فينا؟

وإن لم تهتز قلوبنا لما اقترفته الأيدي الأمريكية بحق قرآننا، فما الذي يمكن أن يوقظ ضمائرنا؟

وإذا مرّت هذه الجريمة صامتة، فما قيمة إسلام لا يغضب لكتاب الله؟

وإن لم يكن الآن وقت الكلام، فمتى نتكلم؟ وأمام أي جريمة نتحرك؟

رسائل عتاب حملت نبرة احتجاج واضحة، وأعادت فتح نقاش واسع حول مسؤولية المؤسسات الدينية الكبرى، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، تجاه قضايا تمسّ المقدسات الإسلامية في ظل تصاعد حوادث الإساءة والاستفزاز حول العالم.

قد يعجبك ايضا