المصدر الأول لاخبار اليمن

 موقع أمريكي: ستواجه السعودية حسابات صعبة في اليمن

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

 

 

قال موقع ” داو جونز” الأمريكي في تقرير نشره أمس الثلاثاء، أن الاستراتيجية السعودية في اليمن تعرضت لاضطرابٍ كبير، بعد أن تقدّمت القوات المدعومة من الإمارات في جنوب البلاد.

وتساءل التقرير عن ماذا بعد التقدم السريع الذي حققه المجلس الانتقالي هذا الشهر، مع انسحاب قوات ما تسمى “درع الوطن” المدعومة سعوديًا، من مواقع رئيسية في حضرموت والمهرة باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف في مأرب، وأقصى شمال حضرموت على الحدود السعودية.

وأشار التقرير إلى أنه من غير المرجح أن يوافق المجلس الانتقالي على الجهود السعودية لإعادة القوات المتحالفة مع حكومة التحالف، بما فيها قوات درع الوطن، إلى حضرموت والمهرة.

وهذا يُعرّض السعودية لتآكلٍ كبير في نفوذها باليمن، حيث يشكو العديد من حلفائها ووكلائها من خيانة المملكة وتخليها عنها. لذا، من المرجح أن تتخذ الرياض موقفاً معارضاً للمجلس الانتقالي الجنوبي، لا سيما أنها تعتبر حضرموت منطقة عازلة أمنية حيوية. وقد يتخذ هذا الموقف شكل دعم سري لجهات محلية، مما قد يؤدي إلى تعميق الانقسامات.

وتوقع التقرير أن تضطر السعودية إلى اتخاذ إجراءات مكلفة على الأرجح لاحتواء الأضرار التي قد تلحق بسمعتها بين حلفائها اليمنيين، حيث ستتصاعد التوترات السعودية الإماراتية إذا لم يُقدّم المجلس الانتقالي الجنوبي تنازلات، لا سيما فيما يتعلق بنشر القوات في حضرموت.

ونوه التقرير إلى أن الانتقالي خطط قبل أشهر لهجومه، ليتقدم ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل من مختلف القوات المتحالفة مع المجلس، إلى محافظتي اليمن الشرقيتين، وسيطروا عليهما عملياً في غضون أسبوع.

عقب فرار الرئيس العليمي من عدن إلى الرياض، تحت حماية القوات السعودية، لترد بإرسال أعضاء بارزين من فريقها اليمني إلى سيئون والمكلا وعدن لحشد النخب المحلية والتفاوض مع المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن تحركات القوات، ليصل الطرفان إلى طريق مسدود، بحسب التقرير.

وتابع التقري: السعودية منحت المجلس الانتقالي الجنوبي مهلة حتى 31 ديسمبر لسحب القوات غير الحضرمية وغير المهرية من المحافظتين.

ولفت التقرير إلى أن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، يتمتع بنفوذ أكبر ويسيطر بشكل مباشر على قوات مسلحة كبيرة.

هذا الخلل، حاولت السعودية معالجته وفقًا للتقرير بتعزيز قوات تابعة لها؛ إلا أنه على الرغم من الإنفاق الكبير على التدريب والتجهيز ودفع الرواتب، لم تتمكن هذه القوات من تغيير اختلال موازين القوى بين أعضاء المجلس التشريعي الشعبي.

وبالتالي، لم يكن موقف السعودية في اليمن عبر وكلائها أضعف مما هو عليه الآن، والضرر الذي لحق بسمعتها كبير.

هجوم المجلس الانتقالي الجنوبي، دفع بالعديد من القادة اليمنيين إلى التساؤل عن علاقتهم بالسعودية، وألمح بعضهم إلى أن الرياض قد خانتهم.

ومع ذلك، قد تُجبر تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي العدوانية، الرياض على تعزيز دورها العسكري في اليمن مجدداً، إذا ما أرادت الحفاظ على حلفائها وحماية نفوذها، لا سيما في حضرموت. وفي حال عدم زيادة التدخل، ستواجه الرياض خطر فقدان مكانتها لصالح الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي وأنصار الله.

ونوه التقرير إلى أن الحدود الكبيرة بين اليمن والسعودية التي تمتد على مسافة 1300 كيلو متر، وقدرة قوات صنعاء على شن غارات، تجعل من غير المرجح أن تتخلى الرياض تماماً عن اليمن.

وأوضح التقرير أن المجلس الانتقالي وقواته لا يزال يعاني من افتقاره للتماسك، مما يثير تساؤلات حول قدرته على السيطرة على مناطق جديدة، حيث يُعاني من هياكل قيادية متضاربة، فالزبيدي لا يسيطر على جميع القوات المتحالفة معه، ولا حتى على أغلبها.

التقرير استخلص أن ولاء افراد القوات الأمنية لقاداتهم، ترتبط بالمصالح السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهذا ما قد يؤجج صراعات داخلية جديدة في مناطق النفط والغاز في حضرموت بين القوات المتحالفة مع المجلس الانتقالي الجنوبي خلال الأشهر المقبلة.

تُتيح هذه الديناميكيات فرصةً للرياض لاستغلالها بهدف إضعاف تماسك المجلس الانتقالي الجنوبي وتقويضه.

وختم التقرير بالقول أن الرياض تواصل تعزيز حدودها؛ لكن التطورات الأخيرة في الجنوب قد تُرسّخ الانفراج الفعلي بين السعودية وأنصار الله، حيث يُحتمل أن تنظر الرياض إليهم كقوة موازنة للإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وهذا من شأنه أن يُغيّر المشهد الاستراتيجي لليمن بشكل كبير

 

قد يعجبك ايضا