اليمن يتأهب لبناء دولة كاملة السيادة
استطلاع خاص: وكالة الصحافة اليمنية يوم ثانٍ، ومكثف للغاية..والحدث كبير ، كبير للغاية بحجم مؤتمر علمي الغرض منه الارتقاء بالعمل المؤسسي وفق منهجية واضحة وخلاقة هي كتاب عهد الإمام علي بن أبي طالب لمالك الأشتر. كانت قاعات المركز الثقافي في العاصمة صنعاء اليوم أشبه بخلية نحل، وثمة قيمة للوقت في برنامج المؤتمر […]
استطلاع خاص: وكالة الصحافة اليمنية
يوم ثانٍ، ومكثف للغاية..والحدث كبير ، كبير للغاية بحجم مؤتمر علمي الغرض منه الارتقاء بالعمل المؤسسي وفق منهجية واضحة وخلاقة هي كتاب عهد الإمام علي بن أبي طالب لمالك الأشتر.
كانت قاعات المركز الثقافي في العاصمة صنعاء اليوم أشبه بخلية نحل، وثمة قيمة للوقت في برنامج المؤتمر لليوم الثاني توالياً.. فالأمر هنا ليس مجرد مؤتمر عابر ينتهي كقضية بمجرد انتهاء الفعالية الخاصة به، أنه بداية حقيقية لبناء دولة يمنية خالصة وكاملة السيادة.
وفي ظرف صعب فرضته على اليمن الضرورة المتمثلة بعدوان غاشم وحاقد، من الإيجابي جداً والمثير للإعجاب أن يطرح موضوع الارتقاء بالعمل المؤسسي ويخصص له مؤتمر علمي ويحشد له كوكبة من علماء اليمن في علوم الإدارة والرقابة والمحاسبة.
تتجاوز صنعاء كل الصعوبات، وتتسامى فوق جراحها وتجتهد من أجل النهوض وفق معايير تبدو جديدة غير أن عمرها 1400 عام، لكنها غُيبت مع سبق الإصرار والتعمد.
الوثيقة الملهمة، كتاب عهد الإمام علي لمالك الأشتر.. وقد حان الوقت للاستفادة المثلى منها، معنى ذلك أن اليمن اختار الانطلاق صوب المستقبل متخلصاً من وصاية الجيران الأعداء (السعودية )، وبسيادة كاملة.
في فعاليات اليوم قُرأت 16 ورقة علمية لعدد من الأكاديميين والباحثين الذين تم توزيعهم على قاعتين الأولى خصصت للمحور الأخلاقي والتربوي والاجتماعي ، أما القاعة الثانية فخصصت للمحور القضائي والقانوني والمحور المالي والاقتصادي.

وتوزعت الرئاسة على أربع محاور ، المحور المالي والاقتصادي ترأسها الدكتور صالح شعبان وعضوية الدكتور أكرم الوشلي والدكتور إبراهيم مفضل كمقرر، أما المحور القضائي والقانوني فقد تم اختيار الدكتور عبدالعزيز البغدادي رئيساً لها وعضوية الدكتور أحمد عبدالملك حميد الدين، والدكتور محمد شرف الدين مقرراً.. وترأس الدكتور محمد الصوفي جلسة المحور الأخلاقي والتربوي فيما الدكتور أحمد الصعدي عضواً والدكتور علي حمود شرف الدين مقرراً، والمحور الأخير كان المحور الاجتماعي وترأست جلسته الدكتور نجيبة مطهر والدكتور علي باعلوي عضواً أما الدكتور فهمي الأغبري فمقرراً.
وقبل استعراض موجز لأوراق العمل التي تُليت ولاقت تفاعلاً كبيراً ظهر إيجابياً من خلال النقاش المستفيض من قبل الحاضرين.. لابد من التطرق إلى ما جاء في كلمة علي أبو حليقة وزير الدولة لشئون مجلسي النواب والشورى.
وقال أبو حليقة: ” أن عهد الإمام علي لمالك الأشتر يمثل نظام دولة.. ومن خلال تقييمي الدستوري والقانوني فإننا عندما نتحدث عن عهد الإمام علي فنحن نتحدث عن تراث إنساني”.
أبو حليقة اقترح على اللجنة التحضيرية تشكيل لجنة لصياغة النصوص التشريعية والدستورية المتعلقة في كل جوانب إدارة الدولة من انسانية واقتصادية التي تتلاقى مع النصوص والقوانين الموجودة لإثرائها وتعديلها.
“وكالة الصحافة اليمنية” حضرت المؤتمر العملي للارتقاء بالعمل المؤسسي ، وكيف لا تكون حاضرة في مؤتمر علمي نوعي ووطنياً خالصاً.. وقد حرصت الوكالة على تغطية فعاليات المؤتمر بطريقة تجعل القراء والمهتمون أمام مشهد يمني غير مسبوق، وانجزت ” الوكالة ” ملخصاً لأهم ما جاء في أوراق العمل والدراسات والرؤى.

الرقابة المالية
وذهبت الورقة المقدمة من الدكتور خالد حسين الحوالي الموسومة بالرقابة المالي بين المنظور المعاصر وعهد الإمام علي لمالك الأشتر، إلى التعرف على منطلقات ومبادئ الرقابة المالية وأدواتها في عهد الإمام علي والرقابة المالية بمنظورها المعاصر وأجهزتها ووسائلها الرقابية.
الاستاذ المساعد بكلية التجارة جامعة عمران ونائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني في حكومة الانقاذ اعتمد في ورقته منهجية الدراسة بدرجة رئيسة على قراءة وتحليل وثيقة عهد الإمام علي ، وقدمت الدراسة إطاراً مقترحاً لتفعيل وتطوير الرقابة المالية.
سياسات اقتصادية
أما الدكتور مشعل أحمد الريفي الاستاذ المساعد بقسم الاقتصاد وعميد كلية التجارة في جامعة صنعاء فقد كانت الدراسة التي تقدم بها مخصصة عن “السياسات الاقتصادية وتنمية الموارد في عهد الإمام علي لمالك الأشتر.
دراسة الريفي كانت بمثابة قراءة تحليلية للخصائص المالية العامة في فكر الإمام علي وعبرها ومن خلالها يستجلي نظرة الإمام علي إلى طبيعة دور الدولة في الاقتصاد ويقارنها بتطورات الفكر الاقتصادي وصولاً لما هو سائد في العصر الحديث في هذا المجال.
واستعرض الدكتور الريفي أهم مضامين المالية العامة الموجودة بين ثنايا العهد وفقراته وقارنها بالمضامين العلمية السائدة في عصرنا الحديث.

