المصدر الأول لاخبار اليمن

واشنطن تتخذ تدابير احتياطية للهيمنة على البحر الأحمر.. اليمن يواجه الأخطبوط الأمريكي

تحليل خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

 

تأخذ قضية التوقيع على ” ميثاق تأسيس مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر”، وضعاً مريباً، في ظل غياب الإرادة العربية، وتبعية الدول العربية المهينة لواشنطن، وعدم قدرة تلك الدول على التأثير في الأحداث.

منذ عقود مضت كانت عين الولايات المتحدة تتجه صوب السيطرة على باب المندب وطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بهدف تأمين حرية تحرك القوة البحرية للكيان الصهيوني باعتبار البحر الأحمر يعد أهم معبر لإيصال الاحتياجات لإسرائيل  والعكس، ما يتطلب تأمين اسرائيل من اي مخاطر قد تحدق بها، عن طريق امكانية التعرض للحصار عبر البحر الأحمر من قبل الدول العربية.

منذ بداية الحرب على اليمن، اخذت مخاوف العالم تتزايد من تنامي المطامع الأمريكية في السيطرة على باب المندب وطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والذي يعتقد بعض المحللين أنه يمثل أهم أولويات واشنطن في الحرب على اليمن.

ويبدو أن مخاوف الولايات المتحدة من خروج الأمور عن السيطرة في مخطط السيطرة على البحر الأحمر قد دفعت واشنطن إلى البدء  باتخاذ المزيد من التدابير الاحتياطية، من ضمنها تشكيل “مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر” الذي دعت إليه السعودية اليوم، خصوصاً أن الادارة الامريكية، لم تعد تمتلك تصوراً واضحاً عن مسار التوترات في المنطقة، والنتائج التي قد تنجم عن تلك التوترات، فرغم أن واشنطن تجيد اشعال الحرائق في الشرق الأوسط، إلا أنها غير قادرة على التنبؤ بمسار تلك الحرائق، ولا تمتلك ضمانات السيطرة عليها.

ولا بد أن الفشل الذي تعاني منه دول التحالف في اليمن، تسبب في اثارة مخاوف واشنطن وتل ابيب، الأمر الذي بدى واضحاً من خلال التهديدات الأخيرة التي كررها  رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو في الأشهر الأخيرة ضد اليمن، وبما يعني أن واشنطن وتل ابيب قد تضطر لخوض المعركة مباشرة على اليمن، تعويضاً لإخفاقات السعودية والامارات.

ويبدو أن هناك معادلة تحاول واشنطن فرضها، مفادها أنه  إذا كانت ايران تمتلك من القوة ما يؤهلها للتحكم بمضيق هرمز، فلا بد أن يكون لواشنطن في المقابل القدرة على التحكم في باب المندب، ومقايضة العالم، بإخضاع ايران، أو تعطيل المصالح الدولية الضخمة، وعلى رأسها المصالح الصينية في المنطقة العربية، وهو اجراء سعت واشنطن  لتنفيذه منذ عدة عقود، من خلال ايجاد انظمة رخوة، فاقدة للسيادة في الدول المطلة على البحر الأحمر.

وأمام هكذا وضع، يبدو أن على اليمن أن تواجه مزيداً من التحديات، في البحر الأحمر، فعند النظر إلى خارطة البحر الأحمر، نجد أن هناك دول تتبنى وجهة النظر الأمريكية، بشكل لا ينسجم مع أمن تلك الدول ومصالحها، وفي المقابل نجد أن صنعاء تقف وحيدة لحمل لواء الندية، في وجه مساعي  الهيمنة الأمريكية على البحر الأحمر، وعدم تمكين الولايات المتحدة من التحكم بمصير العرب ومصالح العالم في هذا الجزء المهم من الخارطة.

قد يعجبك ايضا