خاص/ نسيم الرضاء / وكالة الصحافة اليمنية//
الصبر يرجى ولا يعطى.. ولقلوب أمهات الشهداء حكايات مع الاحتساب والصبر يلخصها ثبات أم احمد البرعي التي ودعت خمسة من أبنائها اختاروا القتال في جبهات التصدي للتجالف؛ فارتقى ثلاثة منهم شهداء فيما يرابط اثنان آخران في جبهتي الساحل الغربي والجوف بحثاً عن النصر أو الشهادة حيث المسافة بين الحياة والموت تساوي صفر في معركة” النفس الطويل” .
للتواريخ ذكريات وللأخبار عناوين ولأسبوع الشهيد وقع خاص في نفوس اليمنيين يحيون فيه بطولات الشهداء وتضحياتهم في سبيل عزة وكرامة الوطن، وبدورها اختارت “وكالة الصحافة اليمنية” أم الشهداء “أم أحمد عبدالكريم البرعي” لتروي حكاية التضحية المستمرة من عائلة البرعي القادمة من مديرية” الحيمة الداخلية” بمحافظة صنعاء، الواقعة غربها وتبعد عن العاصمة (90) كيلو متراً تقريباً والتي تتميز بمواقعها التاريخية والسياحية .
الشهداء الأبناء والجد
حيث تعتبر” أم الشهداء” أن للتاريخ حضور وللأماكن حضارة واليمن يستحق أن يخوض أبنائه معارك الشجاعة لأجله فأبنائها وزوجها وعمها جميعهم أبطال ضمن آلاف يدافعون في 40 جبهة على امتداد الجغرافية اليمنية عن العزة والكرامة حيث الحديث عن الشجاعة والتضحيات والبطولات والمقاتل الأسطورة حكايات بطولية تروى في المجالس وتتوج بقوافل الشهداء .
الموعـــــــــــد الأول
يتطلب الحديث عن التضحيات صبر وهو ما تجسده أم الشهداء عند حديثها عن مواعيد الإرتقاء لأبنائها الثلاثة شهداء وتتذكر سماع خبر شهادة ابنها الأول محمد(23عام) “أبو ليث” في الأول من سبتمبر2016 الذي كان مجاهداً في فرضة نهم “شرق صنعاء “والذي استشهد بطلقة قناص اصابته في الرأس .
وتسجل موعد صبر وثبات آخر بعد ثلاثة أشهر من استشهاد محمد ليرتقي ابنها الثاني عبد الرحيم (25عاما) شهيداً في 30/ديسمبر/2016م أثر قنص في القلب عند مواجهة المرتزقة في جبهة الصفراء بشبوة .

الشهيد الثالث
وتوضح الأم “المحتسبة” أن الصبر هو حسن تقبل الأقدار فاحتسبت ابنيها شهيدين لتودع ابنها الثالث صلاح الدين(20عاما) ” أبو بركان”شهيدا بتاريخ 5/يناير/2020م متأثراً بجراحة بشظايا اثر مواجهة مع قوات التحالف في جبهة جيزان.
وتوضح أم أحمد عبد الكريم أن أبنائها الخمسة يدافعون عن أمننا في الجبهات ودائما تقابل خبر استشهاد إي منهم بثبات وصبر وتقول “موقفي موقف أي أم مؤمنة صابرة محتسبة الأجر والثواب من الله .. أم لثلاثة شهداء واثنين مرابطين في الجبهات وزوج جريح جميعهم قدموا التضحيات دفاعا عن الأرض والعرض .”
مــــــوعد جـــــديد
وتواصل أم “الشهداء “حكاية أخرى مع موعد جديد للتضحية حين أصيب أبنها ” الرابع “أحمد””24عاماً” في جبهة الساحل وبعد تعافيه عاد للقتال في جبهة الجوف ،كما أصيب زوجها عبد الكريم احمد حاتم البرعي “45عام” مرتين الأولى في شبوة والثانية في جبهة الساحل الغربي وكلما تعافى التحق مرة أخرى بالجبهات، فيما يواصل ابنها الأصغر نور الدين (19عاماً) القتال في جبهة الساحل الغربي بعقيدة قتالية و أيمانية فالقتال “حضــارة” عندما يكون ضد من يهدمون” الحضارة”.
وتضيف أم الشهداء أن الرجال لا تختار المعارك بل المعارك من تختار الرجال وثقافة الشهادة لدى عائلتها تشكلت مع بداية العدوان عندما بدأ “جــــد “الشهداء أحمد أحمد حاتم البرعي”60عاماً” في تلبية نداء الواجب وعمل في تدريب أبطال الجيش واللجان على فنون القتال والالتحام والالتفاف والمواجهة واستشهد في احد المواقع وهو يدرب الأفراد متأثراً بشظايا صاروخية بتاريخ 17/فبراير/2016م ليتبعه حفيده محمد شهيداً بعد ستة أشهر من شهادة الجــد وعبد الرحيم بتسعة أشهر.
طقوس المعــــارك
للمقاتل اليمني عقيدة قتالية تترجمها الانتصارات في الجبهات حيث الشهادة “غاية “والانتصار” واقع” وتوضح “أم الشهداء” أن الجبهات تعرف وقع أقدام ستة مجاهدين من أسرتها تنقلوا بين جبهات شبوة ونهم والساحل الغربي والجوف وجيزان وتؤمن أم الشهداء أن أبنائها الخمسة وأبيهم وجدهم والمقاتلين في جبهات العزة وحدهم يعرفون معنى الوقت والصبر والانتصار.. وأمنيات الشهادة في ارض المعركة التي تظهر” معادن الرجال.”
انتقلت “وكالة الصحافة اليمنية” لمشرف مديرية معين، سامي شرف الدين، ثاني اكبر مديريات أمانة العاصمة والجغرافيا الأوسع لرفد الجبهات وتقديم الشهداء ومنطقة سكن” أسرة البرعي” التي انتقلت إليها من “الحيمة الداخلية” بحثاً عن فرص حياة أفضل قبل سنوات حيث يقول المشرف “أن الأمة أصبحت تحمل ثقافة البذل والعطاء وثقافة الاستشهاد وهذا انعكس بصورة جلية في الالتحاق بالدورات الإيمانية ومنها إلى جبهات العزة والكرامة.”

مضيفاً “أن ما تعيشه بلادنا اليوم من كرامة ورفعة يعتبر منهً وفضل من الله عز وجل ثم بصبر وتضحيات المجاهدين بكافة الثغور وجبهات القتال وبفضل دماء الشهداء التي أثمرت هذه الانتصارات” .. متطرقاً إلى أن الاحتشاد إلى الجبهات واستشعار المسؤولية الجهادية يأتي امتثالاً لقوله تعالى ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.”
لافتاً إلى أن تنامي الوعي لدى المجتمع وتحمل المسؤولية الإيمانية و الجهادية ليس فقط في مديرية معين وإنما على مستوى المديريات في المحافظات الحرة والتي قدمت خيرة رجالها وعظمائها، ومديرية معين كان لها دور بارز في تحمل مسؤوليتها وتحرك أبناءها على اساس هذه المسؤولية بكافة فئاتهم وشرائحهم المجتمعية وفي إطار الأمة الواحدة امتثالا لتوجيهات الله عز وجل ” ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر “
