المصدر الأول لاخبار اليمن

المشاط يستهجن المواقف العربية في قمة جدة تجاه اليمن ووحدته

 

صنعاء / وكالة الصحافة اليمنية //

أستهجن رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط  تمسك البيان العربي المشتركِ الصادر عن قمة جدة  بالقرار 2216 كمرجعية للسلامِ في اليمن .

وقال الرئيس المشاط خلال الكلمة التي القاها اليوم بمناسبة العيد الثالث والثلاثين للوحدة اليمنية ان مبعوثي السلام إلى اليمن – وكبار الباحثين في المراكز العالمية – يُجمعون اليومَ على أن هذا القرار يُطيلُ أمدَ الحرب، ويُغلقُ الطريقَ نهائياً أمامَ أيِّ مفاوضاتِ سلامٍ أو حلٍّ سياسيٍّ جادٍّ باعتبارهِ يدعو صراحةً إلى استسلامِ صنعاء، وصنعاء صاحبة أطولِ تاريخٍ سياسيٍ وعسكري على المستوى العربي ككل، وقاموسها الحضاري وإن كان يمتليءُ بكل مفردات الخير والمحبة والسلام إلا أنه يخلو تماما من أي شيءٍ اسمه الاستسلام .

وأضاف : انه  بدلاً من حثِّ كلِّ الأطرافِ الحقيقيةِ والثانويةِ في هذه الحرب – وتشجيعها على السلام العادل والشامل – جاء البيانُ العربيُّ المشترك ليؤكّد على الاستمرار في دعمِ مجلس العار المُعيّنِ أساساً من دول التحالف، والمشكَّلِ من بِضْعَةِ أشخاصٍ موزعين في فنادق الشَّتَاتِ على حسابِ أربعينَ مليون يمني محاصر، وكأن الحربَ القائمة حرباً أهليّة بحتة لم تُعلن من العاصمةِ الأمريكية واشنطن ولم يُكتبْ بيان إعلانها باللغة الإنجليزية، ولم تُنَفّــذْ منذُ تسعِ سنينَ عبرَ تحالفٍ من دولٍ متعددةٍ بقيادةِ المملكة العربية السعودية في قفزٍ معيب على الواقعِ وعلى كل ما يَدخل ضمن معنى الحقيقة واحترام الذات .

وأشار الرئيس المشاط الى ان إعلانِ جدّة  خلا من أي إعلانٍ لإنهاءِ العدوانِ على اليمنِ أو رفع الحصارِ المفروض على شعبِه الأصيلِ منذُ تسعِ سنينَ عجافٍ بلا أيِّ مُبررٍ أو مسوِّغ من حقٍّ أو قانونٍ أو دينٍ أو أخلاق، لا بل خلا الإعلانُ العربيُّ حتى من تهنئةِ الشعبِ اليمني العظيم بحلول ذكرى وحدته المجيدة، ومشاطرةِ صنعاءَ احتفالاتها وابتهاجاتها بهذه المناسبة العزيزة التي تتزامنُ مع انعقادِ القمة.

ولفت الرئيس المشاط الى ان المجتمعونَ في القمة لم يحاولوا  أن يتذكروا بأن صنعاءَ أحدُ الأعضاءِ الستةِ المؤسسينَ لهذهِ الجامعة، ولم تحاول الجامعةُ العربيةُ أن تلتزمَ بأبسطِ الأدبياتِ الدبلوماسيةِ تجاهَ أهدافها التأسيسيةِ فتستشعرَ مثلاً بأهميةِ مباركةِ بلدٍ عربي يحتفلُ بالذكرى الثالثةِ والثلاثينَ لقيامِ وحدته، ونسِيَتِ الجامعةُ النظرَ إلى موضوع الوحدة اليمنية كخطوةٍ على طريق الوحدةِ العربية التي تُعتبرُ أحدَ أهم الأهداف المعلنة لهذه الجامعة .

وأكد الرئيس المشاط كد للجميعِ بأنّ اليمنَ هو اليوم المقياس الصحيح لتصحيحِ المواقف، وهو الفِلترُ الحقيقي لبيان الصدق من الكذب، اليوم بلادُنا تُعَرّي كلّ الزيفِ فلم يعد في مقدورِ أمريكا ولافي مقدور الغربِ عموماً أن يُلقوا عليكم محاضراتٍ في حقوق الإنسانِ بعد أن صنعوا في اليمن – بأسلحتهم وتواطئهم واصطفافهم – أسوأَ أزمةٍ وكارثةٍ إنسانيةٍ في التاريخ.

وأشار الى ان بيانُ جدّة  تضمن أيضا كلاما جميلا وفريدا عن سيادة الكثير من البلدان ووحدة وسلامة أراضيها ولكن ما إنْ وصلَ إلى البند المتصلِ باليمن حتى وضع مصداقيةَ كل ذلك الكلام الجميل في مهبِّ الريح، وتعاملَ مع اليمن وكأنه وشعبه ووحدته وسلامة أراضيه حمىً مستباحاً وهو في الحقيقة حمىً ممنوع، وهذا أمر ستثبته الأيام والسنين إن شاء الله.

وقال الرئيس المشاط ان الموقفَ من وحدة اليمن ومن حصار الشعب اليمني، ومعاناته وحرمانه من ثرواته ومرتباته هو الفيصَلُ بين الجِدِّ واللعب، وبين الأخلاق والسقوط، وإني آملُ من الجميع سرعةَ المراجعةِ والتصحيح قبلَ فوات الأوان لأنّ التاريخَ لا يرحم، واليمن أيضا لن يرحم .

قد يعجبك ايضا