خاص/وكالة الصحافة اليمنية//
“يارب إنه حلم .. يا رب إنه حلم”، هذه الصرخة لم تكن غريبة، هي صوتٌ سمعناه من قبل، من أطفال تمنوا أن يكون ما أحاق بهم من وجع مجرد حلم أو بمعنى أدق كابوس ينتهي مع إشراقة يومٍ جديد.
لقد سمعنا هذه العبارة من وسط ركام غزة، في الـ26 من أكتوبر 2023، وهذه المرة انبعثت نفس الصرخة من طفل تعرض الحي الذي يسكن به لغارة أمريكية وسط سوق فروة بمديرية شعوب في صنعاء، ليل الأحد الماضي 20 ابريل.
هذه المجزرة التي نفذتها القوات الأمريكية في اليمن؛ دفاعًا عن الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن استشهاد 12 شخصًا وإصابة 36 آخرين، في قصف استهدف المدنيين مباشرة.
“ياليته كان حلم” رددها طفل فلسطيني ، بعد تعرض منزله لقصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يزال إلى اليوم يواصل ارتكاب الجرائم البشعة بحق الفلسطينيين، طفل كان يبحث عن والديه المتواجدين تحت الانقاض.
“يارب إنه حلم” صرخة تردد صداها واقعًا في صنعاء لطفل هو الآخر لم يستوعب ما حصل، أو ماذا أصاب أسرته، تكررت الصرخة المؤلمة لواقع موحش؛ لأن مرتكب الجريمة عدو واحد (أمريكا – إسرائيل) يجمعهما هدف “الإبادة” لا غير.
يكره الناس في حياتهم الكوابيس التي تزورهم أثناء منامهم لرعبها أو وحشة تفاصيلها لدرجة أن الكثيرون يستيقظون مفزوعين وآخرين يموتون بالسكتة القلبية، لكن طفلا فلسطين واليمن، تمنيا “الكابوس” بكل ثقله على أن يكون الحدث حقيقًيا.
“ياليته كان حلمًا” صرخة مدوية، تختزل مأساةً إنسانيةً بهذه القوة لا تُذكّرنا إلا بمدى هشاشة الحياة أمام غياب العدل.
صرخة تُصقل ضمير العالم، تذكره بأن الإنسانية تُقاس بمدى احترام حياة الناس.