المصدر الأول لاخبار اليمن

واشنطن بوست: معاناة غزة تفاقمت في أول مئة يوم من حكم ترامب

متابعات / وكالة الصحافة اليمنية//

وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسلام بعد أكثر من عام من الحرب المدمرة في قطاع غزة، واتهم حركة حماس بالمسؤولية عن الكارثة التي حلت بالقطاع، ووضع خطة خيالية للسيطرة على غزة وتهجير سكانها، وإعادة بنائها كوجهة سياحية فاخرة.

وجاء في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” للصحفي إيشان ثارور أنه بعد أكثر من مئة يوم من ولاية ترامب الثانية، يبدو أنه فقد اهتمامه بغزة، وانهار وقف إطلاق النار الهش في أوائل  مارس، ولم يفعل ترامب الكثير لإنقاذه مع تحول تركيز البيت الأبيض على دبلوماسيته الإقليمية نحو إيران.

وأوضح المقال أن “الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي على غزة استؤنف، مما أسفر عن مقتل عدد لا يحصى من المدنيين، ولا تلوح في الأفق أي صفقات عقارية مربحة للعقارات المطلة على الواجهة البحرية في غزة”

وأضاف أنه “بدلا من ذلك، ما هو قائم الآن هو حصار شامل. لمدة 60 يوما، منعت السلطات الإسرائيلية دخول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى القطاع. وقد ترك هذا سكان قطاع غزة المحاصرين أصلا في مأزق أشد بؤسا”.

وصرح برنامج الغذاء العالمي هذا الأسبوع بأن مستودعاته فارغة، وأن المخابز ومطاعم الحساء تُقنن مخزونها الأخير، بينما يؤكد خبراء الأمم المتحدة أن معدلات سوء التغذية آخذة في الارتفاع، وأن احتمال حدوث مجاعة شاملة أصبح الآن واقعا ملموسا.

في مقابلات مع مراسلي “واشنطن بوست”، وصف سكان غزة محنتهم بأنها الأصعب خلال “هذا الصراع الوحشي الذي اندلع بعد هجمات حماس في 7  أكتوبر 2023، وقد أدت الحملة الإسرائيلية التي تلت ذلك إلى تدمير معظم البنية التحتية المدنية في غزة، ونزوح أكثر من 90 بالمئة من سكانها، ومقتل أكثر من 50,000 شخص”.

وقال هارون الخطيب، 29 عاما، للصحيفة: “الوضع الآن هو الأصعب بكثير من فترات الحرب السابقة”، واصفا كيف فقدت عائلته مخزون الطعام الذي جمعوه خلال الهدنة القصيرة عندما اضطروا إلى الفرار دون ممتلكاتهم في مواجهة تقدم للجيش الإسرائيلي.

بينما أكد محمد مرتجى، 25 عاما: “نقضي أيامنا بين البحث عن الماء والطعام وشحن البطاريات حتى نتمكن من الرؤية ليلا، وانتظار الموت”، حيث يعيش في مدينة غزة مع حوالي 40 من أقاربه ويأكل مرة واحدة في اليوم على الأكثر.

ونزح جزء كبير من سكان غزة عدة مرات، وكل رحلة تترك المدنيين في ظروف أكثر خطورة.

يصر المسؤولون الإسرائيليون على “عدم وجود نقص في المساعدات ويبررون قرارهم بوقف نقل البضائع بمزاعم خالية إلى حد كبير من الأدلة بأن حماس ضالعة في تحويل واسع النطاق للمساعدات”.

والخميس، أدان توم فليتشر، كبير مسؤولي الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، “العقاب الجماعي القاسي” الذي تفرضه “إسرائيل” على سكان غزة، قائلا إن السلطات الإسرائيلية كانت “صريحة  للغاية” بشأن حجب المساعدات للضغط على حماس.

قال فليتشر في بيان: “إلى السلطات الإسرائيلية، ومن لا يزال بإمكانه إقناعها، نقول مجددا: ارفعوا هذا الحصار الوحشي. دعوا العاملين في المجال الإنساني ينقذوا الأرواح”، مشيرا إلى أن “القانون الدولي لا لبس فيه” بشأن التزامات إسرائيل كقوة احتلال في غزة.

وبدلا من ذلك، يبدو أن “إسرائيل” تعزز سيطرتها على القطاع، وقد شرح مراسلو الصحيفة بالتفصيل كيف أعلنت القوات الإسرائيلية، خلال الأسابيع الستة الماضية، أن حوالي 70 بالمئة من القطاع إما “منطقة حمراء” عسكرية أو قيد الإخلاء، كما وسعت المناطق “الأمنية” أو العازلة في أجزاء مختلفة، لا سيما على طول الحدود مع مصر.

ويذكر أن ترامب سيتوجه إلى السعودية هذا الشهر في رحلة وصفها بأنها مقدمة لاتفاقيات سلام. في مقابلات أُجريت معه مؤخرا، ألمح إلى أن الرياض قريبة من  إبرام  صفقة على غرار اتفاقيات إبراهيم، وهي اتفاقيات التطبيع التي توسط فيها ترامب في ولايته الأولى بين “إسرائيل” ومجموعة من الدول العربية.

في جلسات استماع في محكمة العدل الدولية هذا الأسبوع، انتقد مندوب السعودية لدى المحكمة العليا للأمم المتحدة وحشية “إسرائيل” لتقييدها المساعدات الإنسانية. كما قال محمد سعود الناصر، المندوب السعودي، إن تصرفات إسرائيل تهدف إلى “إحداث تطهير عرقي في قطاع غزة، وتشريد أو قتل السكان الفلسطينيين لإفساح المجال لإسرائيل للاستيطان وضم المنطقة”.

لكن المداولات في لاهاي لم يكن لها تأثير صارم على “إسرائيل”، حيث وصف العديد من المحللين والسياسيين الأمم المتحدة بأنها مؤسسة متحيزة ضد الدولة اليهودية. حتى إن جلعاد إردان، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة، دعا الولايات المتحدة إلى المساعدة في تسريع زوالها بوقف تمويلها. وقال إردان في مؤتمر عقد نهاية الأسبوع الماضي: “يجب على إسرائيل قيادة حملة عالمية لقطع التمويل عن الأمم المتحدة تماما، ولتفكيكها بالكامل”.

قد يعجبك ايضا