المصدر الأول لاخبار اليمن

ما وراء صافرات الإنذار.. صنعاء تخوض معركة الأعصاب وتآكل الأمن الصهيوني

تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة//

في مشهد غير معتاد منذ بدء الحرب على غزة، دوت صافرات الإنذار اليوم الجمعة في أكثر من 70 مستوطنة شمال فلسطين المحتلة، من مرج بن عامر ووادي عارة وصولًا إلى حيفا، على خلفية إطلاق صاروخ جديد من اليمن.

هذا التطور يكرّس تحوّل اليمن من جبهة رمزية إلى لاعب فعّال في المعركة متعددة الجبهات، ويطرح تساؤلات حول قدرة كيان الاحتلال على التعامل مع تهديدات بعيدة المدى وغير تقليدية.

معركة الأعصاب وتآكل الأمن الصهيوني

الصفارات التي دوّت اليوم في شمال فلسطين المحتلة لم تكن مجرد إنذار تقني، بل بمثابة إنذار سياسي واستراتيجي لكيان الاحتلال، بأن الجبهة التي كان يعتبرها آمنة نسبيًا – حيفا ومحيطها – باتت تحت نيران مباشرة من آلاف الكيلومترات، وهو تطور يحمل عدة دلالات:

  • الاختراق النفسي: ليس المهم عدد الصواريخ التي تصيب أهدافها، بل الأثر النفسي لاضطرار آلاف المستوطنين إلى الاحتماء في الملاجئ بسبب صاروخ مصدره اليمن.

  • تآكل قوة الردع: عندما تعجز إسرائيل عن ردع جهة جغرافية بعيدة كاليمن، فإن ذلك يرسل إشارات ضعف إلى الداخل الإسرائيلي وإلى خصومها في المنطقة.

تطور في المعادلة العسكرية

إعلان صنعاء استخدام صاروخ فرط صوتي من طراز “فلسطين 2” لاستهداف موقع حيوي في حيفا، يشير إلى تطور نوعي في التكتيك العسكري اليمني.. الصواريخ الفرط صوتية تثير قلقًا خاصًا في الأوساط العسكرية الصهيونية والأمريكية نظرًا لصعوبة اعتراضها، وقدرتها على تجاوز أنظمة الدفاع المتطورة.

كما أن تكرار الضربات – بين استهداف عسقلان ويافا المحتلة “تل أبيب” بالأمس، وضربة قاعدة “رامات ديفيد” الجوية وحيفا اليوم – يوحي بوجود بنك أهداف يتم تنفيذه بتدرج محسوب، وهو ما قد يشير إلى تنسيق متقدم بين صنعاء وباقي أطراف محور المقاومة.

كيان الاحتلال في مأزق

التحدي الأكبر لكيان الاحتلال الإسرائيلي هو أن اليمن يشكل جبهة يصعب استهدافها مباشرة من دون تعقيد المشهد الإقليمي أكثر مما هو عليه.. أي رد عسكري صهيوني على صنعاء قد يستدرج ردود فعل إيرانية أو عراقية، أو حتى يفتح جبهة جنوب البحر الأحمر، وهو ما تحاول “حكومة نتنياهو” تفاديه حتى الآن.

من جهة أخرى، فإن حكومة الاحتلال تدرك أن الاستمرار في العدوان على غزة يعني تلقّي المزيد من الضربات من اليمن، وأن وقف العدوان وحده – وليس القوة العسكرية – هو الذي قد يوقف تلك الهجمات.

نحو مرحلة جديدة من الحرب

مع تزايد عدد الصواريخ الباليستية المطلقة من اليمن (25 صاروخًا منذ استئناف العدوان، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي)، تبدو أن المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من الحرب.. حرب استنزاف إقليمية طويلة الأمد.

قد يعجبك ايضا